فئران صنعاء ورمزية الاحتفال بثورة سبتمبر



 

هناك العديد ممن كانوا يرفعون شعارات الدفاع عن الثورة والجمهورية أصبحوا شركاء في انقلاب الحوثيين، والبعض الآخر ارتمى بين أحضان الإخوان.

 

 

هؤلاء هم "فئران صنعاء"، تحولوا إلى أدوات رخيصة بيد الحوثيين والإخوان، يروجون الخطابات الطائفية ويشاركون في تزييف التاريخ، ويعتبر الفشل في الدفاع عن ثورة 26 سبتمبر وصمة عار على جبينهم.

 

 

 ورغم ذلك، يواصل هؤلاء "الفئران"، الذين فشلوا في الدفاع عن الثورة في صنعاء، محاولة البحث عن رمزية للاحتفال بذكرى "ثورتهم" المزعومة في محافظات الجنوب عبر أدواتهم الرخيصة والإعلام الموجه، لكن هذه المحاولات لا تلقى صدى في الجنوب، حيث يرفض أبناؤه الخضوع لأي شكل من أشكال الوصاية السياسية الداعية للوحدة.

 

 

وللذين يحاولون إعادة أدوات الوحدة واستنساخها، أود أن أخبرهم أن الجنوب اليوم ليس كما كان في التسعينيات، فقد تغيرت الظروف السياسية والاجتماعية، وأصبحت هناك رغبة واضحة في استعادة الدولة الجنوبية بعيدًا عن الهيمنة الشمالية.

 

 

فكل من يحاول إحياء تلك الأدوات سيجد نفسه في مواجهة مع إرادة الجنوب، وسيكون مصيره الخزي والعار، ليس فقط لأنه يتجاهل تطلعات شعب الجنوب، بل لأنه يتجاهل الحقائق الجديدة على الأرض.

 

 

اليوم، يعيش الجنوب أجواء رغبة ملحة في استعادة الدولة الجنوبية والتمسك بالكرامة والسيادة، وأن محاولات الحوثيين والإخوان لفرض إرادتهم عبر أدواتهم الرخيصة لم تعد تجدي نفعاً، فقد بات أبناء الجنوب أكثر وعيًا بضرورة التصدي لأي محاولة لاختراق صفوفهم أو تقويض مكتسباتهم، إن الإرادة الجنوبية أصبحت تشكل حصنًا منيعًا ضد محاولات الهيمنة والاستبداد.

 

 

ولا يمكن إنكار أن الإعلام الموجه والمحاولات الفاشلة لتزييف الحقائق لا تزال مستمرة، ولكن في مواجهة هذا التضليل، يقف أبناء الجنوب بوعي وثبات، مدركين أن المستقبل لن يصنعه سوى أبناؤه المخلصون، الإعلام الموجه الذي يعمل على تشويه حقائق الواقع الجنوبي لا يستطيع اليوم خداع الجماهير التي باتت تميز بين الحق والباطل، وتدرك أن مساعي الحوثيين والإخوان لفرض نفوذهم لن تمر.

 

 

في الختام، ساقول أن أبناء الجنوب يسيرون في طريق استعادة دولتهم، وأي محاولة لإعادة عجلة التاريخ إلى الوراء ستفشل، لأن الجنوب اليوم يعبر عن صوت وإرادة لا يمكن تجاهلهما، وأي محاولة للوقوف أمام هذا التيار ستنتهي بالفشل والخزي، لكن من الأهمية أن يدرك الجميع أن الجنوب ليس مجرد قضية سياسية، بل هو مسألة هوية وكرامة، وأي تعدٍ على هذه الهوية سيواجه بمقاومة لا تلين.