اختطاف الحوثي لأعضاء المؤتمر بين الرُعب والهلع من "26 سبتمبر" واقتراب سُلطتهم من السقوط (تقرير)
تقرير عين عدن - خاص
شنت مليشيا الحوثي اختطافات واسعة في صنعاء وعدد من المُحافظات الواقعة تحت سيطرتها، خصوصاً مُحافظة إب، بينهم قيادات في حزب المؤتمر الشعبي العام وإعلاميون، وذلك على خلفية مخاوفها من اندلاع انتفاضة بالتزامن مع ذكرى ثورة 26 سبتمبر الجاري والتي اقتلعت حُكم أسلاف الحوثيين من الإمامة الكهنوتية.
اختطاف قيادات المؤتمر
وأكدت مصادر قبلية في تصريحات صحفية اختطاف الزعيم القبلي فارس حرمل، وعمه عضو اللجنة الدائمة لحزب المؤتمر الشعبي العام علي ثابت حرمل، بعد اقتحام منازلهما في صنعاء، وذلك على خلفية نشاطهما في إحياء ذكرى ثورة السادس والعشرين من سبتمبر، كما اختطفت عضو اللجنة الدائمة لحزب المؤتمر الشعبي العام عضو قيادة ذمار حسين علي الخلقي، والقيادي في الحزب نفسه أحمد عبد الله العشاري من أحد شوارع صنعاء.
اختطافات واقتحام منازل
وذكرت المصادر أن القيادي في المؤتمر أمين راجح ومرافقيه اختطفوا أثناء اقتحام منزل الزعيم القبلي علي ثابت حرمل، إضافة إلى الأكاديمي الدكتور سعيد الغليسي، ونقلهم الحوثي إلى سجن الاستخبارات ومنع عنهم الزيارات، وفي محافظة إب اختطفت المليشيا الحوثية 31 شخصاً، بينهم قيادات حزبية وتربويون وناشطون وإعلاميون ووجهاء ومحامون، خصوصاً في مديرية السدة شرق المحافظة.
رعب اللص وفوبيا المدين
وفي تفسير لهذا السلوك، قال المستشار السياسي في مكتب الرئاسة ثابت الأحمدي، إن "الحوثي يعيش رعباً في هذه الأيام مع احتفالات اليمنيين بأعيادهم الوطنية، إذ بدأت الاحتفالات منذ بداية الشهر بصورة لافتة"، موضحاً أن "ردة الفعل الحوثية تعبر عن رعب اللص وفوبيا المدين الذي ينتظر طرق بابه من قبل دائنه، والحوثي مدين لكل يمني بما اجترحه بحق الوطن، وسيأتي اليوم الذي يدفع فيه الثمن".
سُلطة آيلة لسقوط
وفي موقف لافت حذر القيادي الحوثي محمد المقالح جماعته من مغبة قمع احتفالات ذكرى ثورة الـ26 من سبتمبر، محذراً من أن أي عمل عدواني سيؤدي إلى نتائج عكسية، مُشيراً في تغريدة عبر "إكس"، أن الهلع الذي تشعر به جماعة الحوثي من الاحتفالات الشعبية سيدفعها لاتخاذ قرارات متهورة، مشيراً إلى أن أية سلطة تخشى من احتفال شعبها بذكرى ثورته هي سلطة آيلة للسقوط، وقال "سلطة تخاف من احتفال شعبها بذكرى أهم ثوراته الشعبية ضد الاستبداد اقرأ عليها السلام".
انتهاك صارخ لحقوق الإنسان
وعلى جانب آخر، أصدر أعضاء المؤتمر الشعبي العام وأنصاره في هولندا وألمانيا ودول أوروبية أخرى بيانات أدانوا فيها عمليات الاختطاف والاعتقال التي تقوم بها ميليشيا الحوثي الانقلابية، حيث أشاروا إلى أن هذه الجرائم تُمثل انتهاكًا صارخًا لحقوق الإنسان وتحرم اليمنيين من حقوقهم الأساسية في الحرية والكرامة.
الانقلاب الأسود
وأشار أعضاء وأنصار حزب المؤتمر، إلى أن الاعتقالات والاختطافات التي تقوم بها ميليشيا الحوثي، ليست مجرد أحداث عابرة، بل هي جزء من حملة مستمرة تهدف إلى إسكات الأصوات الحرة في اليمن ومحاولة فاشلة في محو أي أمل في الحرية والعدالة، وجاءت هذه الانتهاكات في ظل اقتراب ذكرى الانقلاب الأسود في 21 سبتمبر 2014، الذي أعاد اليمن إلى براثن الإمامة المتخلفة.
قيم 26 سبتمبر النبيلة
وأشار أعضاء وأنصار حزب المؤتمر، إلى أنه ومع اقتراب ذكرى عيد الثورة والحرية والكرامة في 26 سبتمبر 1962، تزداد مسؤوليتهم المضاعفة في تذكير الجميع بالقيم النبيلة التي ضحى من أجلها آباؤهم وأجدادهم، وأكدوا أنهم سيستمرون في النضال من أجل إسعاد جمهوريتهم، كما أكدوا أن منع وقمع واختطاف المواطنين بسبب الاحتفالات بذكرى تحرير اليمن من الظلم هو محاولة فاشلة وبائسة، وأن معركة اليمنيين من أجل الحرية لم تنتهِ بعد، وأن النضال ضد الظلم والطغيان ما زال مستمرًا.
لن يسكتوا أمام سلب الحريات
وختم البيان بنداء إلى المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان لاتخاذ موقف حازم وفوري لوقف هذه الجرائم، مشددين على أنهم لن يسكتوا أمام سلب حريات اليمنيين، وأنهم سيستمرون في الدفاع عن حقوقهم وحرياتهم بكل قوة وإصرار.