أدب وثقافة

طوفان الأقصى


       

طوفان الأقصى

شعر:

 

أ.د. فضل مكوع

 

طوفان أقصى أعاصيرٌ وبركانُ

طوفان مابعدهُ  في العصر طوفانُ

يجتزُّ في يومنا أوكارَ صهينةٍ

بلْ ينتهوا كلهم والويلُ سخّانُ

لم يبقَ منهمْ خبيثٌ أو محدّثةٌ

نطهرُ الأرضَ من رجسِ الذي كانوا

إعصارنا لم يزل إعصار تحصدهُ

 تِلْكََ العصاباتُُ وموج الموج غضبانُ

وما جرى اليوم حقّاً كان معجزةً

في عالم النصر ترتيلٌ وقرآنُُ.

شبان قدْ سطروا نصراً وملحمةً

والعزمُ عزمٌ ونور الحقِّ تبيانُ

ونورُهُ في راوبي الكون منبلجٌ

واليوم في عالم الغايات يزدانُ

في عالم الغيب أبابيلٌ مجنّحةٌ

ترمي الغزاة ونصرُ الشعبِ عنوانُ

نصر.ٌ إلاهي وجند اللهِ مرسلة

  والمعتدي ذلك الدجال يهتانُ

تلكمْ فلسطين روح العُرْبِ قاطبة

 وقلبُها القدسُ أما النبضُ جولانُ

لا بدَّ أنْ تشعلوا  ثوراتِ غاضبةً

فلتنتفض سوريا الكبرى ولبنانُ

ومصر والأردن   الآمال  حاضرةٌ

ومهبط الوحي  ويمنات وساحلها

والرافدين وأوراس وسودانُ

يا أمة العُرْبِ والإسلام  في وَطَنٍ

ثورا جميعا  فإنَّ الشعبَ بركانُ

 مِنْ كل فجٍّ عميقٍ طابَ جهدكمُ

 طابتْ بكم غزة الكبرى وحورانُ

من عدْن أبين من صنعاء من يَمَنٍ

  هبوا جميعاً فإنّ الوضع غليانُ

بشراك يا أمَّةَ الإسلامِ مِنْ يَمَنٍ

من غزّةٍ نصركم والنور يزدانُ

قدْ حان أنَ تخرجَ الآلافُ مِنْ عَدَنٍ

مِنْ دون تأخير فالإسراع طيرانُ

وجنحوا آزروا القسَّامَ في أملٍ

إنَّ الجهادَ مفروضٌ وعنوانُ

وكلنا نلتقي والحبُّ يجمعُنا

والمطلبُ العام تحريرٌ وبنيانُ

هذي فلسطينُ تعلو اليوم رايتُها

وشعبُها في الحضاراتِ لهُ شانُ

إذْ لايضاهى ويسمو دون شائيةٍ

شعبٌ أبيٌّ لهُ في المجدِ تبيانُ

أما البطولاتُ سطّرها وفي ثقةٍ

 وصوتُهُ الضادُ والترتيلُ قرآنُ

لقدْ دوى في العلا والمجدُ ذروتهُ

واليوم في غزة الغراء طوفانُ

طوفانُ شعبي  لأجل القدس والأقصى

يحمي فلسطين بَعْد اللهِ فرسانُ

واستبشرَ الشعبُ والأسيافُ مشرقةٌ

والخيلُ والرمحُ والميدان ميدانُ

هذا هو القائد المغوار نعرفهُ

(محمد الضيف) نبراسٌ وربَّانُ

سرْ أيها الفذ وارم عصبةً عبثتْ

قالت حماسٌ بأنّ اليومَ بركانُ

ما أروع النصر من قسام غزتنا!

كُّل السرايا  لها.جهدٌ وإحسانُ

روحُ العروبةِ آمالٌ لأمتنا

وقلبُها القدسُ والأقصى وجولانُ

يا أمّةَ العُرْبِ والإسلامِ في وَطَنٍ

ثوروا جميعاً فإنَّ الوعدَ طوفانُ

فتيقّظوا وانهضوا  في كُلِّ معتركٍ

دكّوا وكوراً فإنَّ النصرَ عنوانُ

وأين حكامنا   من بَعْدِ واقعةٍ؟

فاصحوا جميعاً فإن  الصمتَ خذلانُ

بل أين من طبّعوا؟ فالويلُ يحصدهم

 في الوحل ناموا والتطبيعُ مجّانُ

 يا ليتهم صحّحوا مِنْ وضعِ مرتهنٍ

سوف تثور  قناديلٌ وأوطانُ

بشراكَ يا  شعب عدتَ روحَ أمتنا

 وعادَ في يومنا سعدٌ وقحطانُ

ما أروعَ النصرَ والقسّام تصنعهُ!

كل السرايا لها سيفٌ وميدانُ

ولم تزلْْ قوةُ الميعادِ غاضبةً

أما الأبابيلُ أشكالٌ وألوانُ

ترمي بسجيلٍ  موساداً وصهينةً

 ولم يعشْ ملحدٌ واشٍٍ وسجَّانُ

أما الخياراتُ كبرى سوفَ تعلمُها

روما وأدوات أمريكا ويابانُ

 ولتعلم الهندُ والهندوسُ نخرسهم

 فالحقُّ منصورُ والتاريخُ إعلانُ

أما العجوزُ عجوزُ الويلِ نغرقها

طوفاننا قادمٌ والموج هيجانُ

لا بدّ أنْ تنتهي والنارُ حاصدةٌ

 وتحرقُ نعشَها حيفا وشيشانُ

لا ترهبنَّ  الأساطيل وعدتها

مادام في امتي عزمٌ وفرسانُ

  كتائب النصر والقسام جاهزةٌ

يبيدكم كل مَنْ ذاقوا ومَنْ عانوا

 ندعو النفيرَ   للفرسان قاطبةً

والناصر اللهُ والقدوس منّانُ

واليوم عادتْ لنا الغاياتُ حافلةً

وعاد مجدٌ وتهليلٌ وروحانُ

عادت بطولاتُ  وعادَتْ روحُ أمتنا

عادتْ فلسطينُ والأنوارُ تزدانُ

قدْ سطَّر الشعبُ تاريخاً وملحمةً

والقائد (الضيف) نبراسٌ وشجعان

أمَّا الجنودُ جنودُ الله  قد ثبتوا

  في صفِٰهِمْ يرتقي بالعزم  فرسانُ

قد أرهبوا عصبةَ الموسادِ قاطبةً

 تِلْكَ الخفافيشُ أقزامُ وفئرانُ

فالضعف والوهن في التاريخ ديدنهم

والجبن فيهم و هم والذلُّ صنوانُ

مِنْ أجلِ أقصى شباب النصر قدْ عزموا

خاضوا الجهادَ وقلب القدسِ فرحانُ

سيروا بعزمٍ  ورَبُّ الكون ناصرُكُمْ

أنتم أبابيلُ والأطفالُ بركانُ

تلك الأبابيل في الأجواء حاصدةٌ

لمْ يبقَ منكُمْ عفريتٌ وشيطانُ

نطهر الكون من الانجاسِ قاطبةً

والشعبُ تواق والتطهيرُ إعلانُ

أما الدخيلُ الخبيثُ اليوم تطردُهُ

تلِكَ السرايا ويوم الغدِّ برهانُ

لم يبقَ متصهينٌ في أرضنا أبداً

نطهرُ الأرضَ والتطهيرُ إيمانُ