كوفية القرار الوطني!!



عندما عين الاستاذ أحمد غالب المعبقي رئيساً للبنك المركزي اليمني، ظهرت إحدى صوره بـ«الكوفية الزنجباري» ربما أظهرها أحدهم على سبيل التندر والتسلية حينها لم يلتفت لها أحد، ولم يعتمرها أحد فمثلها الكثير في الأسواق.

 

فلماذا عادت اليوم إلى الشارع واستدعتها الجماهير وأخذ الناس يضعونها على رؤوسهم في المسيرات والشوارع وعلى صفحات التواصل الإجتماعي لتصبح الصورة الأبرز، وكأنها رمزاً وطنياً وتعويذة يمنية ضد شياطين الجن والإنس.

 

يلبسها الرجال والشباب والشيوخ والأطفال والنساء.. هل اصيب الناس (بمس) الكوفية المعبقية!

 

أي كوفية سحرية هذه خطفت قلوب أغلب اليمنيين وأصبحت مثار فخر وهي بالأول والأخير (كوفية) يوجد منها الكثير في الأسواق ومزادات البيع والشراء.. هل نفخ فيها المعبقي سحر (فانوس سراج الدين) مثلاً، وما الذي تغير في الكوفية ومشاعر الناس. 

 

الحقيقة أن الشعب اليمني وهو يعيش في ظرف صعب وضبابي لم يستدعي رمزية الكوفية لأنها (كوفية) إبن معبق أو لأنها كوفية سحرية، وإنما أستدعى فيها الموقف الوطني المنشود.

 

الناس تبحث عن مواقف واضحة لقياداتها ورجال الدولة بعد ما جفت المواقف وكدنا لانرى سوى سيولة مائعة لمواقف ليس لها لون أو طعم أو رائحة، وكأننا غرباء وعابري سبيل في وطننا. 

 

القرارات الإقتصادية التي وقعها المعبقي بوصفه رئيساً للبنك المركزي وماتلاه من تصريحات من مجلس القيادة الرئاسي، وإشتراطاته الثلاثة قبل أي حوار أعادت للشعب الأمل بموقف وطني حاسم، وماصدق هذا الشعب الكريم حتى خرج معتمراً كوفية القرار الوطني منشداً :أنا الشعب زلزلة طاغية.. أنا يمني.. واسأل التاريخَ عنِّي أنا يمني.

 

ولو أن مواقفاً كهذه إتخذت من قبل لكانت أمورنا أفضل من مانحن فيه من (حيص بيص) ولم تكن حالتنا أشبه بحالة (عميا تخضب مجنونة).