أخبار وتقارير

أبين ماضية في انتزاع الحقوق.. "مليونية عشال" في زنجبار بين الحشود الضخمة والمطالب التصعيدية (تقرير)


       

تقرير عين عدن – خاص

 

لم يتخيل أحد أن تشهد مليونية المقدم علي عشال الجعدني في مُديرية زنجبار مركز محافظة أبين، مساء اليوم السبت، هذه الحشود الجماهيرية الضخمة من مُعظم مُحافظات الجنوب، وذلك بعد شهرين من اختطاف المُقدم عشال في مدينة التقنية في العاصمة عدن، وهو ما اعتبره مُراقبون دعم مُنقطع النظير لأبين وقبائلها في مُطالبتها المشروعة بمعرفة مصير المُقدم المُختطف ومكانه، مع بقية المُختطفين والمخفيين قسرا منذ سنوات، وتقديم المتهمين والمتورطين بعملية اختطافه إلى القضاء، لينالوا عقابهم الرادع على الجرائم التي ارتكبوها.

 

مصير عشال والمخفيين قسراً

من جانبها، أصدرت القوى السياسية والمُجتمعية المُحتشدة في ساحة مليونية عشال الثانية في زنجبار بمحافظة أبين بياناً، طالبت خلالها بالكشف عن مصير المقدم علي عشال الجعدني والمخفيين قسرا، وضبط المجرمين وتقديمهم للعدالة، كما رفض البيان تسييس القضايا الحقوقية، وطالبوا بإيقاف الجبايات والإتاوات التي يتم نهبها من منافذ أبين إلى عدن، وتوريدها للمحافظة، وتوفير الخدمات الأساسية ومشاريع التنمية والبنية التحتية،ودعم المزارعين والصيادين، والشراكة والعدالة في السلطة والثروة كأساس ناظم للعمل الوطني، والتشديد على إعطاء أبين حقها في التمثيل في كل سلطات الدولة التنفيذية والأمنية والعسكرية والدبلوماسية.

 

انسحاب القوات التي ليست من أبناء أبين

وطالب المحتشدون أيضاً في بيانهم، بانسحاب القوات والتشكيلات المسلحة التي ليست من أبناء أبين خلال 30 يوما، وتسليم المعسكرات والمواقع والنقاط الأمنية لقوات بديلة من أبناء المحافظة، وتوفير كل الاعتمادات والامكانات والتموين لهذه القوات، وفي حال لم يتم ذلك قبل انتهاء المدة المحددة، سيتم التصعيد وتدشين مخيمات واعتصامات مفتوحة حتى رحيل القوات الدخيلة على المحافظة.

 

إعادة المدنيين والعسكريين المُبعدين

وفي نفس الإطار، طالب المحتشدون، بإعادة المدنيين والعسكريين المُبعدين من وظائفهم وتسوية أوضاعهم وتمكينهم من عملهم وجبر الضرر الذي تعرضوا له، كما أدانوا واستنكروا الإرهاب والعنف بكل أشكاله وصوره، والذي تضررت منه المحافظة باستخدامها مسرحا للعمليات الارهابية، وتصفية الحسابات على أرضها وهي المحافظة المشهود لها بالعمل المدني والنضال السلمي، كما دعوا لتوحيد الصف وإنهاء الخلافات الداخلية بين أبناء المحافظة، وتوجيه كل الجهود لانتزاع حقوق أبين وإيقاف الاستهداف الممنهج لأبنائها.

 

استمرار الاعتصام المفتوح

ووجه البيان، الشُكر الجزيل لكل الجهود وتثمين التأييد الشعبي، والإعلان عن استمرار الاعتصام المفتوح بتمثيل من كل المديريات، ودعوة الجميع إلى البقاء على أهبة اليقظة والاستعداد للتصعيد حتى يتم إنصاف أبين والاستجابة لمطالبها العادلة، وإيقاف الانتهاكات والتعدي على الحقوق، بما يتناسب وتطلعات أبناء المحافظة في وطن يسوده الأمن والاستقرار والعدالة، وحماية مصالح المواطنين.

 

أبين ماضية في انتزاع حقوق كل المقهورين

من جانبه علق الصحفي فتحي بن لزرق على مشهد حشود مليونية المُقدم علي عشال الجعدني الضخمة بالقول: " حضور جماهيري ضخم جدا في مليونية عشال بزنجبار عصر اليوم، أبين ماضية قدماً في انتزاع حقوق كل المقهورين ولا تراجع، بينما قال الناشط بسام البان في تعليقه على المليونية: " لا زالت أبين وقبائلها حتى اليوم تتحدث بصوت العقل والمنطق والحكمة".

 

إصلاح المسار وتقويم المعوج

واكتفى الصحفي عبدالرحمن أنيس، بنشر صور لحشود مليونية عشال الضخمة عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، قائلاً: " مليونية عشال، زنجبار 7 سبتمبر 2024"، بينما قال الناشط رفيع عبدالمجيد الصبيحي: "زنجبار اليوم تكتض بالملايين من جميع محافظات الجنوب وقبائلها وشيوخها وساستها ومُناضليها، اليوم حدث تاريخي مُهيب، زنجبار اليوم تتزين بفعالية إصلاح المسار وتقويم المعوج وتسويته، دام الله عزك ياوطن برجالك الشرفاء والمخلصين".

 

لأمن أبين ترفع القبعات

وقال الناشط أبو أميرة الشبواني: "لأمن أبين ترفع القبعات قيادة وضباطاً وأفراداً،  رجال الأمن في تعاملهم مع المظاهرات والوقفات الاحتجاجية، والفضل يعود لرجل الأمن الأول علي ناصر باعزب  أبو مشعل، في تأمين مليونية عشال  بزنجبار، وحماية المشاركين فيها، نجح بل صدق أبو مشعل بما وعد به في كلمته أمس أمام أفراد الأمن والأحزمة الأمنية،  نجاح مليونية عشال نجاح لكل أبين، كانت رسالة أمنية واضحة من رجلها الأول،  مضمونها أن الأمن في أبين  مع الحقوق المشروعة للمواطن وحرية التعبير والتظاهر السلمي وفق القوانين السائدة في البلد ويلزم على الأمن حمايتها وتفويت الفرصة على من كانت لديه أهداف مشبوهة.

 

قضية تجاوزت أبين

وكتب الناشط سعيد ناصر: " قبائل ردفان والضالع ولحج وعدن وحضرموت وشبوة والمهرة يشاركون في مليونية عشال السلمية، ويؤكدوا أن هذه المليونية جاءت بعد مماطلة السلطات في التعامل مع القضية، وهددت بخيارات تصعيدية إذا لم يتم الكشف عن مصير المختطف خلال فترة زمنية قصيرة، كما عبرت القبائل عن تضامنها مع أهالي المختطفين الآخرين، مشيرة إلى أن قضيتهم أصبحت رأي عام جنوبي يتجاوز محافظة أبين ليشمل كل المناطق الجنوبية، كما أكدت القبائل بأنها ملتزمة بالاعتصام السلمي في زنجبار للضغط على السلطات من أجل تحقيق العدالة ومحاسبة المسؤولين عن هذه الجرائم، في ظل القمع الذي تعرضت له هذه القبائل أثناء محاولة إقامة تظاهرات مشابهة في عدن.