أخبار عربية

التزام أبدي بدعم فلسطين.. رسالة إماراتية للعالم بشأن مستقبل غزة


       
"الإمارات غير مستعدة لدعم اليوم التالي من الحرب في غزة دون قيام دولة فلسطينية".. رسالة إماراتية مهمة للعالم، تؤكد عبرها "دار زايد" أحد أبرز محددات دعمها لليوم التالي من الحرب في القطاع، أي مرحلة ما بعد انتهاء الحرب.
 
تؤكد الرسالة الإماراتية أيضا التزام راسخ بدعم فلسطين، القضية التي تعد أحد ثوابت سياستها الخارجية منذ تأسيسها، وحتى اليوم.
 
وأكد الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الإماراتي، في تدوينة على منصة "إكس" اليوم السبت: أن "الإمارات غير مستعدة لدعم اليوم التالي من الحرب في غزة دون قيام دولة فلسطينية".
 
إيجاد أفق للسلام الدائم والشامل القائم على "حل الدولتين"، أمر أكده أيضا الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات خلال مباحثاته مع لي تشيانغ رئيس مجلس الدولة الصيني في أبوظبي قبل يومين.
 
واستعرض الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ورئيس مجلس الدولة الصيني تطورات الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط، وأهمية الجهود المبذولة للتوصل إلى وقف إطلاق النار في قطاع غزة وضمان الحماية للمدنيين فيه، وتوفير المساعدات الإنسانية الكافية والآمنة والمستدامة لهم، إضافة إلى منع توسع الصراع في المنطقة بما يهدد الأمن والاستقرار الإقليميين وإيجاد أفق للسلام الدائم والشامل القائم على "حل الدولتين".
 
خارطة طريق إماراتية
دعم واضح وقوي ومستدام لإقامة دولة فلسطينية أمر سبق أن أكدته الإمارات مرارا وتكرارا، وأوضحت ملامحه بشكل تفصيلي خلال عرض رؤيتها عن اليوم التالي للحرب في غزة، أي مرحلة ما بعد انتهاء الحرب.
 
وتضمنت تلك الرؤية خارطة طريق لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي على المدى القصير والبعيد، بمشاركة إماراتية وتعاون إقليمي ودور أمريكي رئيسي، تبدأ بوقف حرب غزة، والالتزام بمسار يقود لحل الدولتين.
 
وأحد أبرز محاور تلك الرؤية لإنهاء أزمة غزة التي كشفت عنها سابقا ريم بنت إبراهيم الهاشمي، وزيرة الدولة الإماراتية لشؤون التعاون الدولي، هو إنشاء بعثة دولية مؤقتة بدعوة رسمية من حكومة فلسطينية بقيادة رئيس وزراء جديد ذي كفاءة عالية ومصداقية واستقلالية، تتولى مهام محددة في غزة لترسيخ الأمن والاستقرار وإنهاء المعاناة الإنسانية بها.
 
الهدف العام الأسمى لتلك الرؤية هو "إحلال الأمن والاستقرار والسلام في المنطقة".
 
وترى دولة الإمارات أن تحقيق هذا الهدف -كما أوضحت الهاشمي- يأتي عن طريق ما يلي:
 
- الالتزام بمسار سياسي يقود إلى تحقيق حل الدولتين.
 
- إقامة دولة فلسطينية مستقلة تعيش بسلام وأمن مع دولة إسرائيل، وفق الاتفاقيات الثنائية والقانون الدولي.
 
 - تعزيز الاستجابة الإنسانية للوضع المأساوي الحالي في قطاع غزة.
 
وشددت الهاشمي على ضرورة أن تقوم إسرائيل، باعتبارها سلطة الاحتلال، بدورها في تحقيق هذه الرؤية الدولية وفقا للقانون الدولي ومعايير حقوق الإنسان.
 
وحددت الرؤية تلك الالتزامات بما يلي:
- إنهاء حصار غزة، إذ لا يمكن إعادة بناء غزة إذا استمرت في العيش تحت الحصار".
 
- عدم عرقلة جهود السلطة الفلسطينية، حيث لا يمكن إعادة بناء غزة إذا لم يُسمح للسلطة الفلسطينية بتحمل مسؤولياتها فيها.
 
- أن تتوقف إسرائيل عن حجب تمويلها.
 
- ضرورة وقف بناء المستوطنات والعنف في الضفة الغربية والقدس الشرقية.
 
كما أكدت أن "الالتزام الأمريكي الصلب والصريح بتحقيق حل الدولتين، ودعم الإصلاحات الفلسطينية، من ركائز نجاح مهمة البعثة الدولية".
 
وأكدت دولة الإمارات أنها ستواصل دعمها الإنساني الحثيث للشعب الفلسطيني.
 
محور مهم
رؤية إماراتية مفادها أن كل الطرق لتحقيق الاستقرار في المنطقة تؤدي إلى حل عادل ومستدام للقضية الفلسطينية، يعطي للشعب الفلسطيني الحق في تقرير مصيره، بما في ذلك الحق في أن تكون له دولته المستقلة.
 
وهو أمر أكدته مجددا تدوينة الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان تجنبا لمحاولة أي التفاف على الرؤية الإماراتية لتحقيق السلام العادل والمستدام أو اقتطاعها من سياقها، وهي أن "الإمارات غير مستعدة لدعم اليوم التالي من الحرب في غزة دون قيام دولة فلسطينية".
 
رسالة تجسد نهج دولة الإمارات وقيادتها والتزامها التاريخي بدعم الشعب الفلسطيني والتخفيف من حدة الأزمة الإنسانية التي يواجهها، وهو ما تترجمه الإمارات على أرض الواقع عبر مبادرات متواصلة لدعم فلسطين بشكل عام وأهل غزة بشكل خاص.
 
مبادرات لا تتوقف
وضمن أحدث تلك المبادرات نفّذت دولة الإمارات بالشراكة مع منظمة الصحة العالمية، مساء الأربعاء الماضي، مبادرة إنسانية طارئة لإجلاء 97 مصابا ومريضا في حالة حرجة من قطاع غزة، من ضمنهم مرضى سرطان في حاجة إلى علاج مكثف، برفقة 155 من أفراد عائلاتهم، حيث يوجد ضمن المرضى والمرافقين عدد 142 طفلا، وذلك إلى أبوظبي انطلاقا من مطار رامون في إسرائيل وعبر معبر كرم أبوسالم لتلقي الرعاية الطبية الفائقة.
 
وتعد تلك هي ثاني عملية إجلاء تنفذها دولة الإمارات من مطار رامون للتغلب على عوائق وتحديات نقل المصابين في قطاع غزة للعلاج، في ظل استمرار إغلاق معبر رفح بعد سيطرة إسرائيل على الجانب الفلسطيني منه.
 
وكانت دولة الإمارات نفذت بالشراكة مع منظمة الصحة العالمية في 30 يوليو/تموز الماضي مبادرة طارئة لإجلاء 85 مريضاً ومصاباً في حالة حرجة، من ضمنهم مرضى سرطان في حاجة إلى علاج مكثف، برفقة 63 من أفراد عائلاتهم إلى أبوظبي انطلاقاً من مطار رامون في إسرائيل عبر معبر كرم أبوسالم لتلقي الرعاية الطبية في مستشفياتها.
 
بالتزامن مع تلك الجهود الإنسانية تتواصل حاليا في قطاع غزة حملة تطعيم طارئة بدأتها دولة الإمارات، في خطوة استراتيجية لحماية أكثر من 640 ألف طفل من خطر شلل الأطفال.
 
وانطلقت الحملة، تنفيذا لتوجيهات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، بتقديم 5 ملايين دولار لدعم جهود مكافحة شلل الأطفال في غزة.
 
تأتي تلك المبادرة ضمن جهود إماراتية متتالية لدعم قطاع الصحة في غزة، ضمن مبادرة "الفارس الشهم 3".
 
وأعلنت دولة الإمارات، الأحد، الانتهاء من تطعيم أكثر من 460 ألف طفل للوقاية من مرض شلل الأطفال بعد 8 أيام من انطلاق الحملة الطارئة في القطاع والتي تستهدف أكثر من 640 ألف طفل.
 
وانطلقت الحملة مطلع الشهر الجاري بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية و"اليونيسف" و"الأونروا"، في 150 نقطة ومركز تطعيم بغزة، بتنظيم متطوعي عملية "الفارس الشهم 3" ومساعدة الطواقم الطبية، مما أسهم بشكل كبير في تسهيل عمليات التطعيم على الأسر والأطفال.
 
وكانت منظمة الصحة العالمية أكدت في أغسطس/آب الماضي تسجيل أول إصابة بشلل الأطفال في القطاع منذ 25 عاما، مما زاد من أهمية هذه الحملة.
 
ملحمة إنسانية
مبادرات سياسية وإنسانية متتالية تربُت بها دولة الإمارات وقيادتها على قلوب أهل غزة، وتحاول عبرها مداواة جروحهم وتخفيف آلامهم في القطاع الذي يئن تحت قصف إسرائيلي متواصل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
 
ورسمت دولة الإمارات عبر تلك المبادرات ملحمة إغاثية إنسانية، قادها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وجعلت البلاد في صدارة دول العالم الداعمة لأهل غزة بشكل خاص والعمل الإنساني بشكل عام، في مسار توثقه الحقائق على أرض الواقع وتؤكده لغة الأرقام، التي تبرز جهود الإمارات القياسية في دعم القطاع.
 
وفي إطار الجهود الإغاثية التي تبذلها دولة الإمارات العربية المتحدة في قطاع غزة واصلت عملية "الفارس الشهم 3" -الذي أمر بإطلاقها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات- حملة تقديم المساعدات الإنسانية في مختلف محافظات قطاع غزة، لإغاثة الأسر الفلسطينية المنكوبة وتوفير الطعام وخيام الإيواء والمستلزمات الأساسية لهم في ظل الأوضاع الكارثية الصعبة التي يمر بها القطاع منذ عدة شهور.
 
بلغة الأرقام
- قدمت دولة الإمارات لقطاع غزة ما يزيد على 40000 طن من المساعدات الملحّة، تشتمل على المواد الغذائية والإغاثية والطبية.
 
- افتتحت دولة الإمارات مستشفى ميدانيا داخل قطاع غزة بطاقة أكثر من 200 سرير بإشراف فريق طبي إماراتي يضم أكثر من 100 طبيب وممرض وصيدلي وفني معمل، ومستشفى عائما آخر في العريش المصرية بطاقة 100 سرير.
 
- أقامت الإمارات 6 محطات لتحلية المياه (تعمل بقدرة إجمالية تبلغ 1.2 مليون غالون من المياه)، يستفيد منها ما يصل إلى 600 ألف شخص يوميا لإمداد سكان القطاع بمياه الشرب.
 
- كذلك أقامت 5 مخابز أوتوماتيكية لتأمين الاحتياجات اليومية من الخبز لأكثر من 72 ألف شخص، وتوفير الدقيق لـ8 مخابز قائمة بالفعل في غزة لتوفير الخبز لأكثر من 17 ألفا آخرين.
 
- أيضا أعلنت دولة الإمارات استضافة ألف فلسطيني من المصابين بأمراض السرطان من قطاع غزة من مختلف الفئات العمرية، لتلقي العلاج وجميع أنواع الرعاية الصحية التي يحتاجون إليها في مستشفيات دولة الإمارات.
 
إضافة إلى استضافة ألف طفل فلسطيني برفقة عائلاتهم من قطاع غزة، لتقديم جميع أنواع الرعاية الطبية والصحية التي يحتاجون إليها في مستشفيات الإمارات إلى حين تماثلهم للشفاء وعودتهم.
 
وقامت الإمارات بإجلاء 1665 مريضا ومرافقا على دفعات عدة ليصل عدد المرضى والمرافقين إلى 1917 مريضا ومرافقا مع عملية الإجلاء الأخيرة.
 
- أطلقت الإمارات حملة تطعيم طارئة، في خطوة استراتيجية لحماية أكثر من 640 ألف طفل من خطر شلل الأطفال.
 
تجسد هذه المبادرات نهج دولة الإمارات وقيادتها والتزامها التاريخي بدعم الشعب الفلسطيني والتخفيف من حدة الأزمة الإنسانية التي يواجهها.