أخبار وتقارير

البداية المُبكرة لاحتفالات 26 سبتمبر بين التمسك بروح النضال ضد الحوثي والرُعب الذي ينتاب الجماعة (تقرير)


       

تقرير عين عدن - خاص

 

لازالت ثورة 26 سبتمبر رغم مرور أكثر من 6 عقود على ذكراها تُثير رُعب ميليشيا الحوثي الانقلابية من مصير ينتظرها على شاكلة أسلافها من الإمامة الكهنوتية الظلامية، وفي المُقابل ينتظر اليمنيين هذه الذكرى من كُل عام ليؤكدوا على تمسكهم بالجمهورية ودولة المواطنة والديمقراطية ورفض الطبقية والطائفية والكهنوت التي يحاول وكلاء إيران في بلادنا إعادته من جديد بعدما تخلص منه الشعب اليمني وضحى من أجل ذلك بآلاف الشُهداء.

 

بداية مُبكرة لاحتفالات سبتمبر

ومع بداية شهر سبتمبر من هذا العام، بدأ اليمنيون مُبكراً الاحتفال بذكرى ثورة 26 سبتمبر ما يعكس، حسب (مُحللين سياسيين)، مدى اهتمام الشعب ومحبته لهذه الثورة وتمسكه العظيم بروح النضال ضد مليشيا الحوثي التي بدورها تشعر بالقلق الكبير إزاء ذلك، حيث طوى اليمنيون في هذا الثورة حقبةً كبيرة من الحكم الإمامي البغيض، الذي يقوم على فكرة ولاية البطنين، تلك الفكرة التي تناقض النظام الجمهوري ومعطيات العصر الحديث، وتعمل على قمع الحرية وإذلال الشعب.

 

ترقب مليئ بالخوف

وأشار مُراقبون، إلى أن الرُعب الحوثي من ذكرى ثورة 26 سبتمبر الـ26 ظهر جلياً في حالة الاستنفار الحوثي والترقب المليئ بالخوف والحذر التي شهدتها مناطق سيطرة الحوثيين منذ اليوم الأول من هذا الشهر، وسط تعزيزات أمنية مُكثفة تعمل على قمع التجمعات ومُصادرة الأعلام الوطنية وانتشار تعميمات بمنع الحديث عن ثورة 26 سبتمر في الإذاعات المدرسية بين الطلاب، ما يُشير للقلق الحوثي من الجيل السبتمبري القادم؛ خاصة وأن الجموع الغفيرة التي اختفت بهذه المناسبة العام الماضي كانت من فئة الشباب الحازم الذي لم ترهبه البندقية ولم يؤثر فيه القمع.

 

رفض الشعب للميليشيا

من جانبه قال الصحفي والمحلل السياسي عبد الواسع الفاتكي في تصريحات صحفية: "كانت الاحتفالات بذكرى 26 سبتمبر تقتصر على الجانب الرسمي فقط، من حيث استعراض منجزات الثورة، لكنه وبعد انقلاب الحوثي تغيرت هذه الاحتفالات وأصبحت تأخذ بعد شعبيا بشكل كبير وأصبحت تحمل زخمًا شعبيًا منقطع النظير، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على تمسك الشعب اليمني بثورته الأم ورفضه التام لهذه المليشيات وما تقوم به من قمع واستعباد"، مُشيراً إلى أن 26 سبتمبر يمثل خصما لدودًا للحوثي ولهذا هي ترى فيه خطرا كبيرا على مشروعها الكهنوتي؛ فهي تحاول بكل ما أوتيت من قوة وأد الاحتفال بهذه الثورة وقد حرصت طوال الفترة الماضية على تنميط المجتمع اليمني وإظهاره على أنه قد دان لسلطتها ولمشروعها، لكن الجماهير اليمنية أظهرت عكس ذلك تماما".

 

قلق وتوتر وخوف حوثي

وعلى جانب آخر، قال الصحفي والناشط السياسي وليد الجبزي، في تصريحات صحفية: "الحملات والاعتقالات التي شنتها مليشيا الحوثي على المحتفلين بثورة 26 من سبتمبر ولدت لدى أبناء الشعب روحًا ثورية جديدة؛ إذ بدأ الجميع يحتفل بهذه المناسبة منذ اليوم الأول من سبتمبر فقد تغنوا بهلال سبتمبر؛ فهم ينتظرون قدومه كما ينتظرون قدوم هلال رمضان فذاك موسم ديني وهذا موسم وطني"، مُشيراً إلى أن القلق والتوتر والخوف لدى الحوثي زاد من هذه المناسبة والتي لا شك أن تلك المليشيات تخاف من فقدان السيطرة على المواطنين الذين يرون الاحتفال بثورة 26 سبتمبر حقًا من حقوقهم، فقامت الحوثي بإصدار تعميم على مدراء المدارس في إب بعدم السماح للطلاب إقامة إذاعات مدرسية تتحدث عن ثورة 26 سبتمبر.

 

إخفاء وحجب نور سبتمبر

من جهته يقول الناشط السياسي والإعلامي، عبد الحميد المجيدي، في تصريحات صحفية: "الحوثي اليوم يعيش حالة رعب تُسيطر عليه نتيجة أصداء سبتمبر، فالميليشيا تحاول حجب وإخفاء نور سبتمبر الذي سطع ويسطع على اليمن عامة، تحاول أن تمنع الاحتفالات، غير أن تلك المحاولات في قمع الناس من الخروج إلى الميادين أو الاحتفاء الظاهري بالألعاب النارية ورفع العلم الوطني والأغاني لن تجدي نفعا بمنع قلوب الشعب من الابتهاج والفرح بسبتمبر".