أخبار عربية

صحيفة: قناة "العربية" تطلق دعوة للتفكير الإسلامي بعيدا عن التشدد ببرنامج ديني عصري


       
 تطلق قناة “العربية” برنامجا أسبوعيا للتفكير الإسلامي بعيدا عن التشدد العقائدي والجمود الفكري، ويعتبر الأول من نوعه في مسيرتها الإعلامية التي انطلقت منذ أكثر من 21 عاما. ويهتم البرنامج الذي يحمل اسم “يتفكرون” بعدد من أهم الأسئلة التي تؤرق العقل المسلم وتطرح نفسها على المجتمعات الإسلامية التي لا تزال تبحث عن الطريق الذي يمكن أن تسلكه في اتجاه المستقبل بعيدا عن مفخخات تقديس التراث ومتفجرات تمرير التشدد.
 
وبحسب إدارة القناة، فإن برنامج “يتفكرون” يأتي ليكون منصة فكرية ودينية تهدف إلى مناقشة أبرز القضايا الدينية المعاصرة التي تواجه المجتمعات الإسلامية من خلال حوار علمي مثقف يستند إلى مبادئ الشريعة الإسلامية والتفكير المستنير. ويسعى البرنامج إلى تصحيح العديد من المفاهيم الخاطئة التي تم الترويج لها من قبل بعض التيارات، بالإضافة إلى تقديم رؤية جديدة تتناول مختلف الموضوعات المتعلقة بالفكر والممارسة الإسلامية في سياق معاصر يتماشى مع تحديات ومتطلبات العصر الحديث.
 
واستوحى البرنامج اسمه من الدعوة الإلهية إلى التفكر والتدبر، مما يعكس رسالة البرنامج في تعزيز أهمية التفكير النقدي والعلمي في التعامل مع القضايا الدينية المعاصرة. ويطرح أسئلة التراث الإسلامي الشائكة، ولكن بلغة العصر، وذلك من خلال مناقشات مفتوحة حول القضايا الدينية بأسلوب يعتمد على مبدأ تنقية الموروث واعتماد ما يستند إلى العقل ويتجاوب مع المنطق ويخاطب مختلف الفئات الاجتماعية والمستويات العلمية بخطاب يهدف بالأساس الى احترام المتلقي وقدرته على التفكّر والاستيعاب.
 
ويحرص على تشجيع تجديد الفكر الديني من خلال إعمال العقل والتفكير المتأني في كل ما يتعلق بأمور الدين والدنيا، وهو ما ينسجم ويتماشى مع المرجعية الفكرية التي تنطلق منها العربية في معالجة الأخبار وتأثيث المضامين البرامجية منذ أن تأسست في العام 2003.
 
ويستضيف البرنامج الذي يقدمه الإعلامي المصري الدكتور محمد خالد في كل حلقة شخصيتين من أبرز علماء الدين والمتخصصين في الفكر الإسلامي المعروفين بإصلاح المفاهيم وتيسير التعامل مع الخطاب الديني وفق مدارس الاجتهاد المعتبرة في العالم الإسلامي بما يساهم في تشكيل منجز إعلامي بديل يكرس التفكير الديني وفق أبجديات العصر ومتطلبات المستقبل وركائز التعامل مع الآخر سواء كان شريكا في الانتماء العقدي أو الإنساني.
 
وسيهتم بعدد من القضايا الفكرية والفلسفية والعلمية والثقافية والاجتماعية والقانونية من وجه نظر دينية ولكن وفق القراءة العلمية وما يجيزه العقل برؤية المنطق في فهم المواقف المتعددة من الموضوع المطروح، وبما يواكب الدعوات المتواترة رسميا وشعبيا في الكثير من مناطق العالم الإسلامي بضرورة تنقية التراث من الشوائب ونزع القداسة عن اجتهادات الأفراد بما يتيح إمكانية نقدها وإعادة النظر في أحكامها.
 
وأوضح مقدم البرنامج الدكتور محمد خالد لـ”العرب” أنه يخوض تجربته الأولى مع “العربية” بالكثير من الثقة في أن الرسالة ستصل إلى أصحاب العقول المستنيرة، وذلك عبر طرح الأسئلة الصعبة المحتاجة إلى قراءة عاقلة من قبل من اختاروا الإبحار في عالم الاجتهاد واحترام عقل المتلقي، والبحث عن إجابات تقنع المشاهد العربي أو الناطق بالعربية سواء من على شاشة التلفزيون أو من على منصاتها الإلكترونية المتعددة، فالهدف هو تحريك المياه الراكدة، وفسح المجال أمام المسلمين ليتفكروا بعيدا عن التشدد العقائدي والجمود الفكري.
 
وأكد خالد أن من أبرز الشخصيات التي يستضيفها البرنامج في حلقاته الأولى الدكتور محمد سالم أبوعاصي أستاذ التفسير، عميد كلية الدراسات العليا السابق بجامعة الأزهر، والدكتورة سعاد صالح أستاذة ورئيس قسم الفقه المقارن بكلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنات في جامعة الأزهر، والأستاذ الدكتور عبدالله عزب، أستاذ العقيدة بكلية أصول الدين بالقاهرة وعميدها السابق، والدكتور سعد الدين الهلالي أستاذ الفقه المقارن، والدكتور هشام عبدالعزيز رئيس القطاع الديني بوزارة الأوقاف المصرية وغيرهم من كبار علماء الأزهر الشريف.
 
كما يستضيف البرنامج نخبة من علماء العالم الإسلامي، مثل الدكتور أحمد التيجاني (نيجيريا)، والشيخ يوسف سافاني (كوت ديفوار)، والمحقق أحمد رامي (سوريا)، والأستاذ ياسر العديرقاوي (السودان) والشيخ مهدي بن محمد عزيز (ماليزيا) والشيخ محمد حارز (إندونيسيا) والشيخ محمد حسن بشير (باكستان) بالإضافة إلى أسماء أخرى من شتى بقاع العالم الإسلامي.