أخبار عربية

غريتشن ويتمير.. «امرأة حديدية» على رادار الحزب الديمقراطي


       

على مدار الأسابيع الماضية تردد اسم غريتشن ويتمير حاكمة ميشيغان التي يصفها البعض بـ"المرأة الحديدية" كبديل محتمل للرئيس الأمريكي جو بايدن الذي أعلن الأحد الماضي انسحابه من سباق البيت الأبيض.

وفي ظل محاولات الاصطفاف الديمقراطي، عاد اسم ويتمير للواجهة باعتبارها أحد المرشحين المحتملين لمرافقة هاريس في الانتخابات كنائبة لها لكن حاكمة ميشيغان القوية حسمت أمرها أمس وأعلنت دعمها لهاريس وأكدت عدم اهتمامها بالترشح كنائبة لها وقالت "أنا في ميشيغان ولن أذهب إلى أي مكان" وذلك وفقا لما ذكره موقع "أكسيوس" الأمريكي.

ومع ذلك يعتبر البعض أن ويتمير قد تكون خيارا إيجابيا للحزب في هذه المرحلة ولا يزال البعض يتساءل عن أفضل الفرص المتاحة لحاكمة ميشيغان القوية.

وفي تصريحات لـ"أكسيوس"، قال أندريا بيتلي، الخبير الاستراتيجي السياسي في ميشيغان "قالت إنها لن تتحدى هاريس ولكن ماذا لو وصل الأمر إلى المؤتمر ولم تحصل هاريس على أصوات المندوبين؟" وأضاف "يمكن للديمقراطيين أن يدركوا أن وجود امرأة من ميشيغان أفضل من وجود امرأة من كاليفورنيا".

وأوضح بايتلي أن ويتمير لا ترغب في لعب دور ثانوي كنائب للرئيس مرجحا أن تختار هاريس "رجلاً من الغرب الأوسط."

وفي الوقت الذي تتسارع فيه تحركات الديمقراطيين لتأمين ترشيح كمالا هاريس نائبة الرئيس كممثلة للحزب في انتخابات نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، امتنع بعض كبار الديمقراطيين عن دعم نائبة الرئيس مثل زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ تشاك شومر وزعيم الأقلية في مجلس النواب حكيم جيفريز والرئيس السابق باراك أوباما.

ويرى بعض الديمقراطيين أن هاريس ليست الخيار الأفضل لأن ترشحها سيبدو وكأنه تتويج كما أن البعض يشكك في قدرتها على الفوز لأن استطلاعات الرأي تشير إلى أنها لا تحظى بشعبية كافية وذلك فقا لما ذكرته صحيفة "واشنطن بوست الأمريكية".

وقالت الصحيفة إنه بغض النظر عن هاريس، فإن ويتمير ربما تكون مرشحا أكثر منطقية من أي شخص آخر في ظل شعبيتها الكبيرة وخبرتها في قيادة ولاية متأرجحة شديدة الأهمية في السباق الانتخابي.

كانت ويتمير(52 عاما) قد انتخبت للمرة الأولى في عام 2000 لعضوية مجلس نواب ميشيغان وفازت بعضوية مجلس شيوخ الولاية في الانتخابات الخاصة التي أجريت في مارس/آذار 2006 وارتقت داخل المجلس لتصبح زعيمة الأقلية خلال سنواتها الأربع الأخيرة.

وفي 2018 انتخبت للمرة الأولى كحاكم لولاية ميشيغان المتأرجحة وتغلبت على خصمها الجمهوري، المدعي العام لولاية ميشيغان آنذاك، بيل شويت، بما يقرب من 10 نقاط.

وفي 2022 أعيد انتخابها بعدما هزمت الجمهوري تيودور ديكسون بنحو 11 نقطة وفي نفس العام، دافعت عن إجراء الاقتراع المتعلق بحقوق الإجهاض والذي جرى تمريره بدعم ما يقرب من 57٪.

ونجحت سياسات ويتمير في تآكل الدعم للجمهوريين في الولاية فنجح الديمقراطيون خلال حكمها في السيطرة على المجلس التشريعي للولاية لأول مرة منذ 40 عاما.

كما لعبت ويتمير دورا مهما في فوز بايدن بأصوات ميشيغان في انتخابات 2022 والأمر الذي كان حاسما في وصول المرشح الديمقراطي إلى البيت الأبيض على حساب ترامب الذي كان قد فاز بالولاية في انتخابات 2016.

وحصلت ويتمير على بكالوريوس الآداب في الاتصالات من جامعة ميشيغان ودرجة البكالوريوس في القانون من كلية ديترويت للقانون في الولاية وعملت كمحامية كما شغلت منصب المدعي العام المؤقت لمقاطعة إنغام وهي متزوجة حاليا من مارك مالوري، طبيب الأسنان الذي تقاعد مبكرًا بسبب التهديدات الناشئة عن وظيفتها ولديها 3 أبناء وابنتان من زواج سابق.

ويبدو أن ويتمير كانت تستعد فعلا لخوض حملة رئاسية بعدما نشرت كتاب عن سيرتها الذاتية بعنوان "غريتش الحقيقي: ما تعلمته عن الحياة والقيادة وكل شيء بينهما" وهو الكتاب الذي أصبح من أكثر الكتب مبيعًا في نيويورك تايمز.

وفي مقال رأي بموقع "ذا هيل" اعتبر آكي بيريتز المحلل في وكالة المخابرات المركزية والباحث في جامعة ماريلاند أن الكتاب محاولة لاختبار الأجواء من أجل الترشح للرئاسة في المستقبل كما أن هذا النوع من الكتب يمنح أصحابه وسائل إعلام مجانية مشيرا إلى تجارب مماثلة سابقة لمرشحين رئاسيين.

وفي تصريحات لصحيفة "تليغراف" الشهر الماضي، قال مارك بيرتون، الذي كان كبير مساعدي ويتمير لأكثر من عقد من الزمان، إنه يعتقد أن حاكمة ميشيغان تعتقد أنها تستطيع التغلب على الرئيس السابق والمرشح الجمهوري دونالد ترامب.

وترتبط ويتمير بعلاقة سيئة مع ترامب خلال ولايته الأولى حيث شن هجمات ضدها بسبب القيود التي فرضتها لمواجهة فيروس كورونا والتي تسببت في تعرضها لمحاولة للخطف في أكتوبر/تشرين الأول 2020 وفقا لما ذكرته هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي".

وقبل يوم فمن انسحاب بايدن، قال ترامب خلال مؤتمر انتخابي في ميشيغان "حسنًا، لديكم حاكمة سيئة هنا قامت بعمل فظيع.. ويتمير .. أود أن أترشح ضدها" وذلك وفقا لما ذكره موقع "ذا هيل" الأمريكي.