أخبار وتقارير

تجنيد الحوثي لعمال النظافة بين الانتهاك والاجحاف والاضطهاد والممارسات التعسفية (تقرير)


       

تقرير عين عدن - خاص

 

لازالت ميليشيا الحوثي الانقلابية، تسوق المواطنين إلى جبهات الموت في مواجهة قوات الجيش الوطني، حيث ساقت الجماعة في الفترات الأخيرة العشرات من المهمَّشين من ذوي البشرة السوداء في محافظتي ذمار وإب (جنوب صنعاء) إلى جبهات القتال، وهم ممن يعملون في قطاع النظافة، وذلك في سياق عمليات التعبئة والتجنيد والتدريب العسكري التي تستهدف بها الجماعة شرائح المجتمع كافة.

 

إلحاق عمال النظافة بجبهات القتال

وتحدثت مصادر مطلعة، في تصريحات صحفية، عن أن الجماعة الحوثية ألحقت نحو 200 عامل نظافة في إب وذمار بجبهات القتال، وأنه سبق ذلك إخضاع نحو 1350 عاملاً جُلهم من ذوي الأصول الأفريقية، بالمعسكرات الصيفية التي تقيمها الجماعة للتعبئة العسكرية وتلقّي الأفكار ذات المنحى الطائفي، حيث أخضعت منذ مطلع مايو، نحو 1000 عامل نظافة للتعبئة في محافظة إب، كما أجبرت نحو 350 عامل نظافة آخرين في ذمار من شريحة المهمَّشين على المشاركة بدورات عسكرية استعداداً لدفعهم إلى الجبهات.

 

مزاعم نصرة غزة

وينتمي معظم المجندين من المهمَّشين الجدد الذين ألحقتهم الجماعة أخيراً للقتال في صفوفها إلى مديريات: القفر، ومذيخرة، ويريم، والمخادر في محافظة إب، ومديريات: المنار، وعنس، وجبل الشرق، ووصاب السافل، في ذمار، حيث تزعم الجماعة أن حملة التعبئة التي أطلقتها حديثاً في أوساط المهمَّشين تأتي ضمن تنظيمها المعسكرات الصيفية، وفي إطار حملات تجنيد واسعة تستهدف فئات المجتمع كافة لمناصرة الفلسطينيين في غزة.

 

ممارسات تعسفية

جاءت حملات الانقلابيين لاستهداف عمال النظافة من ذوي البشرة السوداء بالتوازي مع تصاعد معاناة وأوجاع الآلاف منهم وأسرهم مع ما يرافقه من ارتكاب الجماعة أبشع الممارسات التعسفية ضدهم وحرمانهم من أبسط الحقوق، حيث يعاني معظم الأحياء والشوارع في مدن عدة تتبع إب وذمار من تكدس أطنان المخلفات، بسبب توقف حملات النظافة وانشغال قادة الانقلاب بنهب الأموال المقدَّمة من المنظمات الدولية دعماً لحملات النظافة وتسخيرها للتعبئة والتحشيد بين أوساط العاملين بذلك القطاع.

 

انتهاك وإجحاف

وشكا عدد من عمال النظافة في إب في تصريحات صحفية، من عودة الجماعة إلى استهدافهم ببرامج طائفية وعسكرية بغية تحويلهم إلى وقود للحرب ودروع بشرية، وهو ما يضاف إلى سلسلة انتهاكات وتعسفات طالتهم في السابق ولا تزال، ومنها استمرار عمليات استقطاع غير قانونية لمرتباتهم التي تصل في أقصى حدودها إلى 25 ألف ريال يمني.

 

وضع حد للاضطهاد

وناشد عمال النظافة، المنظمات الحقوقية ، التدخل لوضع حد للاضطهاد الحوثي بحقهم، وحرمانهم من أقل الحقوق، في ظل ما يعانونه وأسرهم من أوضاع بائسة أنتجها الانقلاب والحرب المستمرة منذ عدة سنوات، كما سبق أن قدرت إحصاءات صادرة عن الأمم المتحدة والاتحاد الوطني للمهمَّشين في وقت سابق حجم فئة «المهمَّشين» في اليمن بنحو 3 ملايين شخص، كما تحدثت مصادر في وقت سابق، عن أن الجماعة الحوثية نجحت بتجنيد الآلاف منهم في مختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها عبر أساليب متعددة منها الترغيب والاستغلال وأحياناً التهديد.