أدب وثقافة

8 يناير اليوم العربي لمحو الأمية بين الواقع والطموح


       
تهدف هذا الورقة إلى إعطاء صورة مختصرة عن واقع الأمية عالميًا و عربيًا ومحليًا ؛مع التركيز على الواقع اليمني الأسباب _ المعالجات ووضع رؤية مستقبلية للأمية محليًا.
 
 
مقدمة:
تحتفل الدول العربية في 8 يناير من كل عام باليوم العربي لمحو الأمية، الذي جاء بناء على قرار الجامعة العربية عام 1970 بمناسبة إنشاء الجهاز العربي لمحو الأمية وتعليم الكبار عام 1966، ويهدف في هذا اليوم إلى الوعي بأهمية التعليم والتعلم ومحاربة الأمية في الوطن العربي.
 
هذا؛ ويأتي الإحتفال باليوم العربي لمحو الأمية هذا العام  في ظروف  حرب مدمرة على فلسطين كبلدًايعد الأفضل عربيًا  في محاربة الأمية (٢,٢,%) فقط! !!!,في الوقت  التي تعمل فيه  الدول العربية  للحد من تداعيات   أزمة إقتصادية عالمية ألقت بظلالها على كل  دول العالم،  وأثرت سلبيًا في برامج محو الأمية .( التقرير الاقتصادي 2023).
 
الواقع الاحصائي للأمية:
ووفقًا لتقرير نشرته اليونسكو لعام ٢٠٢٢ أن حوالي( 17% )من سكان العالم البالغين ما زالوا لا يعرفون القراءة والكتابة، وثلث هذه النسبة من النساء، وأوضحت منظمة اليونسكو، أن حوالي  (127) مليون شاب على مستوى العالم، لا يستطيعون القراءة والكتابة، من بينهم (60.7%) من الفتيات، بينما هناك حوالي ( 67.4 مليون ) طفل لم يلتحقوا بالمدارس مما يزيد من مشكلة رؤية المستقبل خالي من الامية.( اليونسكو ٢٠٢٢).
 
وتشير مصادر  مختلفة، بأن  نسبة الأمية في الوطن العربي تتراوح بين( 19% )و ( 30%)، وتعتبر من أعلى النسب في العالم. وتختلف النسبة بين الدول العربية وبين الذكور والإناث. وتشير بعض التقديرات إلى أن اليمن هي أعلى دولة عربية في نسبة الأمية، وتصل إلى( 63.9%)، وتليها موريتانيا بنسبة (58%)، والمغرب بنسبة (56.1%)، والصومال بنسبة( 37.8%). ويتوقع أن يستمر ارتفاع نسبة الأمية في الوطن العربي إلى غاية عام 2030، إذا لم تتخذ إجراءات فعالة لمحاربة هذه الظاهرة³. وتواجه الدول العربية العديد من التحديات في مجال التعليم، مثل النزاعات والفقر والتمييز والنقص في الموارد والمعلمين والمناهج(النشرة الاحصائية التاسعة مارس ٣٠٢٣).
 
وفيما يتعلق باليمن ، فإن نسبة  الأمية  في البلاد تبلغ حوالي (٦٣,٩%),ناهيك  عن وجود مليوني طفل خارج المدارس، بما في ذلك ما يقرب من نصف مليون تسربوا من الدراسة منذ تصاعد الصراع في مارس 2015. كما بات تعليم (3,7 مليون ) طفل آخر على المحكّ، فالأمية هي ظاهرة تؤثر على التعليم والتنمية في البلاد.
 
 
أما عن أسباب الأمية ورؤى المستقبلية، فهي متعددة ومتشابكة، وتتضمن العوامل الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والسياسية. ومن بين هذه الأسباب:
 
- الفقر والظروف المعيشية الصعبة التي تجعل الأفراد يضطرون إلى العمل أو الزواج المبكر أو الهجرة بدلا من الالتحاق بالتعليم.
- نقص الموارد والبنية التحتية للتعليم، مثل عدم توفر المدارس أو المراكز أو المعلمين المؤهلين أو المناهج المناسبة أو الكتب والمواد التعليمية.
- الوالدين غير المتعلمين الذين لا يدركون أهمية التعليم أو لا يستطيعون مساعدة أبنائهم في الدراسة أو تشجيعهم على الاستمرار فيها.
- السلوك السيئ في المدرسة، مثل التسرب أو الغياب أو العنف أو الإهمال أو الفشل الدراسي، الذي ينتج عن عوامل مختلفة مثل الفقر أو الاضطرابات النفسية أو صعوبات التعلم أو عدم تلبية احتياجات الطلاب المتنوعة.
- الأعراف والمعايير المجتمعية التي تميز بين الجنسين أو الطبقات أو المذاهب، وتحد من فرص التعليم لبعض الفئات، خاصة النساء والفتيات.
 
ولمواجهة هذه التحديات والحد من ظاهرة الأمية، يجب اتخاذ إجراءات على مستويات مختلفة، منها:
 
- اعتماد التعليم الإلزامي والمجاني لجميع الأطفال حتى سن معينة، وتوفير الحوافز والمساعدات للأسر الفقيرة أو المحرومة لإرسال أبنائها إلى المدارس.
- تخفيض تكلفة التعليم الثانوي والعالي وتوسيع فرص الحصول عليه، وتشجيع البالغين على مواصلة التعليم المدى الحياة.
- تقديم الدعم الداخلي والخارجي للمدارس،والمراكز مثل تحسين البنية التحتية والمرافق والمعدات والتكنولوجيا، وتدريب وتحفيز وتقييم المعلمين، وتطوير المناهج والمواد التعليمية، وتعزيز الجودة والمساءلة والشفافية.
- زيادة التوعية في المجتمعات المحرومة أو المهمشة عن أهمية التعليم وحقوقه وفوائده، ومكافحة التحيز والتمييز والعنف والاستغلال، وتعزيز قيم المساواة والتضامن والتنوع والحوار.
 
فتحسين  الوضع التعليمي في اليمن، يحتاج إلى جهود مشتركة من الحكومة والمجتمع المدني والقطاع الخاص والمنظمات الدولية، لإعادة بناء البنية التحتية التعليمية، وتوفير الدعم المالي والموارد البشرية، وتعزيز برامج محو الأمية وتعليم الكبار، ومكافحة التمييز والعنف ضد الفتيات والنساء.(الأمية في اليمن- ويكييبيديا ٢٠٢٣).
 
 التوصيات :
 
١- تحسين برامج محو الأمية وزيادة عدد المدارس في جميع أنحاء البلاد ونشر الوعي بالأمية من خلال وسائل الإعلام.
٢_ دعم برنامج الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) للمحافظة على التعليم الأساسي والحسابي الذي يهدف إلى معالجة ضعف القراءة والكتابة والحساب بين الطلاب.
٣_ تشجيع المرأة على الحصول على التعليم من خلال استخدام الحواسيب كأداة جديدة ومجانية لتعليم النساء الأميات.
 
٤_ إنشاء مكتبات مجتمعية وتوفير الكتب والمواد التعليمية المناسبة لاحتياجات واهتمامات السكان المحليين.
 
نبيلة دعدع - باحثة في التعليم البديل غير النظامي