أدب وثقافة

مقاومة جنين


       

شعر: أ. د.  فضل مكوع

 

(جنينُ) ما أدراك ما فعلتْ (جنينْ)

قدْ سطَّرَتْ للأمةِ نصراً مبينْ

 

قد أظهرتْ بالعزم هذا قوةً

بلْ صفِّعَتْ جيش الأعادي مرتينْ

 

بَلْ صفَّعَتْهمْ  ارهقتَهُمْ كلّهُمْ

هزَتْ جيوشَ المعتدينَ الغاصبينْ

 

  قد أرهبتْهُمْ شتّتتْ اشلاءهم

باتوا من الصفعِ الحقيقي صاغرينْ

 

باتوا من الوهنِ أسوا عصبةٍ

لاذوا الفرارَ هاربينَ خائبينْ

 

بل إن قائدهمْ تحدّث قائلا:

قدْ صفّعتنا وحدها أمس جنينْ

 

 ذقنا مراراتِ   العذابِ كلها

 ضربات مِمَّنْ  غادرونا ميّتينْ

 

نفضوا القبورَ قاوموا قواتنا

ولقدْ رأيناهم بعزمٍ ثائرينْ

 

وقتالُهُمْ كان شديدًا فاعلاً

قدْ أرغمونا نخرجُ متخاذلينْ

 

وكذا الملائكة الكرامُ قاتلوا

معهم ، وكانوا في القتال حاضرينْ

 

في شهرِ تمّوز هربْنا كُلّنا

عدْنا جميعاً خاسرينَ خائبينْ

 

واليوم كثّفنا عليهم قصفنا

فاستبسلوا بل قاومونا ظافرينْ

 

فجهادهم عزمٌ وهذا طبعهمْ

فالله ناصرهم وصرنا صاغرينْ

 

هذ هو الإعجاز كان واضحاً

مَهمَا فعلنا سوف  نمضي خاسرينْ

 

 قلتُ لهمْ: من أرضنا الكبرى ارْحلوا

 ما لمْ سننهيكُمْ غداً أو بعد حينْ

 

هذا هو الوضع الحقيقي فاعلموا

مهما انتشيتم  تخرجونَ خاسئينْ

 

عشتمْ على الأوهام هذا طبعكُمْ

ولقَدْ عهدناكُمْ  مطايا واهمينْ

 

ذي أرضنا بلْ قلبنا وحياتنا

سنذودُ عنها بالسيوفِ صافعينْ

 

بالروحِ نفديها ونفدي قدسَها

والمسجدَ الأقصى  ويافا والجنينْ

 

قدْ علّمتنا غزّةٌ ما ينبغي

 فسلاحُنا الإيمانُ مِنْ دون يمينْ

 

نفدي فلسطينَ جميعا كلنا

ولأجلها ممضي بعزمٍ ثائرينُ

 

نِعْمَ لفرسانٍ بها قد قاتلوا

 داسُوا على كلِّ الطغاةِ الظالمينْ

 

 فتحيةً للأهل مِمَّنْ قاتلوا

واستبسلوا باتوا جنودا صامدينْ

 

قدْ صفّعوا الغازي ودكـّوا وكرَهُ

صاروا جميعاً صاغرينَ خاسرينْ

 

 

لاقوا من الشبان ضرباً موجعاً

ثم ارتموا في الوحلِ هذا هالكينْ

 

مَنْ يسألوا عن أهلنا وشبابنا

هم صغعوا بالسيف جيش المعتدينْ

 

وغدا  سنطردهم جميعا كلهم

من أرضنا أرض الرموز المخلصينْ

 

هذي فلسطينُ العروبةُ  شمسُها

حتماً ستشرقُ في سماء العالمينْ

 

والنصرُ تصنعُهُ وهذا نورهُ

سيشعُّ بالأنوار في صبحٍ مبينْ

 

من غزةِ  التاريخ أنوارٌ تضي 

للقدس للاقصى  ويافا والجنينْ