أدب وثقافة

تجلياتُ عاشِقٍ برسمِ الانتظار(قصيدة)


       

قصيدة/شير هفال

سرى الليل بي لبحرٍ عتيق،

فيهِ تعرضتُ لِدُوُاَرِ فِتنَتُكِ، ترمقُني، فَأَشهَقْ، شَهقةَ مُغرمٍ لائبْ،

نَهضَ مِثلَ الرَّيحِ يُدغدِغُ عنُقَ الأحلام، ك أميرِ موجٍ، يُسكتُ صوتَ الشَواطِئ، لِيسترِقَ بِسمعهِ هَسِيسَ حلمٍ كان يأتي عبرَ، موجةٍ تِلوَ موجة،حلمٌ شَفِيف،

كان وهمًا فَبَدا يقينًا،!

كأنما تَجليًا لِذاتِكِ تدلى،!

من رجفةِ سماءٍ إقشَعرَّ لها البحر

كما بدأت النجوم ترتعش،

أصغَيتُ ما إنْ بِأنغامٍ تَعزِفُهَا أهدابك،

تحبو نحوي، وَ تَقتَرب، رفةً رفة

أدنيتُ قلبي، مُسَّ، وإذ بدقاتهِ

تَخلَعُ نَعلَها، أتتكِ حافية، خاشعة،

لِتُقم بدهشةٍ قَابَ قَوسَينِ منكِ،

صلواتُ النَوارِسِ، تتلو فيها

آيَاتَ المطر على أذرعِ الغيم،

وتَتَسَاقَطُ، ركعةً ركعة،

على بُردِ ناسكٍ، إفّتُتِنَ بعِينيكِ

فأنستهُ وِردَه، اتَبَعَ هَواه،

شُقَ عصا الطاعة،

لِتبدأَ  #بإسمِكِ رحلتي..

لسحرِ مملكةٍ مُشَيدةٍ على

قِمةِ قَمرٍ ، يصدح غناءُ السماءِ فيها،

نُسافِر في غَيهبِ التَكوين،

#لِعالمٍ نغفو فيهِ على ضوءِ شمعة

جهراً، لا تسُولاً، ولا عطشا،

#عالمٌ  تُصغي نجومهُ لشجوِنا،

حين نتعانقُ، شوقُا لِشوق،

روحاً لِروح، نَلتَحفُ الليل رِداءً،

عالمٌ نسير إليهِ بِلا خطوٍ،

نَرشُفُ مِن شِفَةِ النَحل طَعمَ قُبلِنا، دفقةً دفقة، #عالمٌ، أشي فيهِ

بين يديكِ، بحديثِ الزهرِ و جنائِنِ روحي، بعيني وهي تَبتَكِر كلماتٍ

لم تبتكِرها لُغَةٌ مِن قبل، لِتوشي عن بُكائي،حين كَانت يَديّ تُمَهِدُّ لكِ

سريرا من لآلئ حروفي، وترسلها في سماءٍ مِن العِطر، لِينثالَ عليها حِبر روحكِ، وينهمر على صفحاتِ قلبي، فأفيضُ بكِ ولها ولوعة،

وَ أُدخُلُ  فيكِ بحالاتٍ لِعصفِ

قصيدتي_المجنونة

فيها أسمِعكِ..

قوافِل النبضِ وهي

تعبُر صحراء قلبي..

في زمنٍ بلا نهاية

كُنتُ أنتظِر فيهِ شروقَ

وجهكِ ك برقٍ في سماءِ

صمتٍ عارية..

علّكِ تأتينَ مطرا يغسِلُ جسديَّ

المُعتقِ بِغُبارِ الفِتنةِ والخطايا..

حينها كان لإنتظاركِ في دمي طعمُ   أبخرةِ النبيذِ فوقَ مدارِ ملتهب..

طعمٌ ك غموضِ التوهجِ في حقولِ شفتيكِ وهي تَهمِسً بإسمي..فأزهِر..

كما الورودُ في الهواءِ راقِصة..

ونلتقي في صلاةِ السنابل..

نخلع عن السماءِ زرقتِها..

ونُلبِسُها حِلَةَ نومِها الأُرجوانية..

نَعصِر مِن قوسِ قُزحٍ

جواري بُرتقالية.. وَ قمرٌ

بنفسجي.. قبلَ أن يتسللَ 

وَ يختبئ في حجرةِ غيمة..

فتلدعهُ أشعةُ الشفقِ

بقرونها  القُرمُذِية

تُصيبُهُ بحروقٍ

عميقةٍ.. وحارة..

ك أولِ قُبلة..

نسقي بها جرار شوقنا

رحيقا وعسل..

قُبلةٌ غجرية تُسرحُ

شعر القمر

قُبلةٌ بلهفةٍ غائمةٌ

تُصلي على

فاتحةِ المطر

تعتصر العناقيد

التي نضجت

على شفاهكِ

نبيذا يُسكِرني

فلا تسألي ولا تعجبي 

من قُبلةٍ شاعِرٍ

تُنجِبُ أنجمًا

شاعِرٌ خَبِرَ أنَّ الليلَ

منذ البِدءِ كانَ ولم يزلْ

رحما خصيبًا

لِأجِنةِ القُبَلْ.