أدب وثقافة

جــــــسر العبـــــــــور(شعر)


       

كتب/  محمد البردادي

 

وقفتَ كسيرا.. دامع الطرف تزفرُ

 

وأطرقتَ لا أدري بماذا تفكرُ

 

أمامك مرعى وافر العشب مُمـْرِعٌ

 

وخلفك روض وارف الظل أخضرُ

 

ولكن أبت نفس عليك عزيزة

 

لديها الفنا جوعا من الأسر أيسرُ

 

على القهر تستعصي وللموت تزدري

 

ومن كل عيش شابَهُ الذلُّ تنفرُ

 

أراك إلى الماضي البعيد محدقا

 

كأنك في سِـفْـرِ البطولات تنظرُ

 

تكاد وقد عاث المغول بأرضنا

 

تسائلني عيناك: أين المظفر؟ُ

 

أما عاد سعد والمثنى وخالدٌ

 

وقد عاد هولاكو وكسرى وقيصرُ؟

 

بلى.في رباط القدس جيش محمد ٍ

 

هناك على ثغر الكرامة يسفرُ

 

يشق ركام الموت شقاً ويستوي

 

على سوقه زرعا يسُرُّ ويثمرُ

 

يغيظ ويدمي قلب صهيونَ شطؤه

 

فيجتزه ليلا وفي الصبح يزهرُ

 

دعانا فقلنا: ْاذهبْ وربك قاتلا

 

ودَعْنا فإنا هاهنا حيث نؤمرُ

 

لدى باب أمريكا أناخت وفودنا

 

وأقعتْ بلا جدوى تنوح وتجأرُ

 

مضت ياحصان العز أيام عزنا

 

وعاد زمان كالح الوجه أغبرُ

 

سقى الله ساحات الجهاد فقد خلت

 

لكَمْ كان يحلو منك فيها التبخترُ

 

تسير فتهتز الروابي طروبة

 

وفي مسمع الدنيا صهيلك سكرُ

 

وتعدو فتغدو خلفك البيد جنةً

 

يغرد عصفور وينساب كوثرُ

 

وهانحن نصلى اليوم عيش مذلة

 

وما بيننا حر يثور ويثأرُ

 

فكم صرخت فينا لميسٌ وعبلةٌ

 

وهل في الدمى الخرساء عمرو وعنترُ؟

 

فعدتنا في الحرب والسلم قمة

 

وإقدامنا- واحرَّ قلبي-تقهقرُ

 

بترنا نواصي خيلنا وذيولها

 

  وكل جميل بيننا اليوم يبترُ

 

فلا تكترث للشامتين ولا تَـهِنْ

 

ولا تبتئسْ إن قيل:إنك أزورُ

 

فقد عشتَ دهراً منبرَ السيف والقنا

 

وجسرا إلى الأمجاد والخلد يـُعْبــَرُ

 

ويكفيك فخرا - رغم مافيك-أننا

 

 إذا ما تأسَّيْنا بماضيك نفخرُ