أدب وثقافة

تنظيم "مُلتقى عُشّاقِ الشّعرِ" بمدينةِ نابلَ التونسية


       

أقيمت صباح أمس الأحد 5 نوفمبر 2023 فعالية شعرية فنية في مقرّ جمعية صيانة مدينة نابل الأثرية السياحيّة، وتحت إشراف المجلة الرقمية "نيابوليس" وبتنسيق عام من الأستاذ محمد هادي عون.

 

واسُتهِلَّ البرنامج الذي شهد مشاركة عربية بالنشيد الوطني للجمهورية التونسية تلاه النشيد الوطني لدولة فلسطين، وبعد تلاوة الفاتحة على أرواح الشهداء في فلسطين افتتح ملتقى عشاق الشعر بكلمة المنسق العام، تلتها كلمة مدير المركب الثقافي نيابوليس بنابِل؛ ثم وصلة غنائية حماسية نالت الاستحسان من الحاضرين الذين شاركوا بقراءات شعرية تخلّلتها وصلات غنائية وموسيقية.

 

وبعد استراحة القهوة اُفتتح المعرض الفنّي لِلّوحات التشكيلية، وتواصلت عقب تقديم الرسَّامين للوحاتهم القراءات الشعرية بعد الزوال.

 

ليختتم الملتقى بكلمة المنسِّق العام وتكريم المشاركين الذي شهد حضورًا عربيًّا متميّزًا من فلسطين واليمن والجزائر بالإضافة إلى البلد المستضيف تونس التي تشهد حراكًا ثقافيًّا متميزًا في نصرة فلسطين وتفاعلاً جماهيريًّا مع ما يجري في غزة من إحداث هذه الأيام.

 

وقد أشرف على الملتقى الناجح في التنسيق الأستاذان الحبيب المبروك الزّطاري وهيثم البكاري، وفي التنشيط والتقديم الشاعر الخلوق رفيق بالرزاقة وفي الإعلام والتغطية لطفي الجبالي

 

وتجدر الإشارة إلى عثور علماء وغوّاصين تونسيين وإيطاليين على آثار مدينة غارقة في البحر قبالة السّواحل الشّمالية الشّرقية لتونس بنابل في سنة 2017، قالوا إنها رومانية، وأكدوا أن هذه الآثار تثبت أن مدينة "نيابوليس" الرومانية غمرت بالماء جزئيًا قبل نحو 1600 عام.

 

ومع تقدُّم الحفريات تمّ العثور على أنقاض جزء من المدينة تمتدّ على أكثر من 20 هكتارًا،  وكشفت هذه الآثار أن مدينة نيابوليس قد تعرضت إلى تسونامي، في 21 جويلية عام 365 ميلادي، ممّا أدّى إلى غرق جزء منها.

 

ويعتقد بأنّ لفظ (نابل) وهو اسم المدينة مشتق من لفظة "نيابوليس" وهي لفظة رومانية وهو موقع أثري تونسي تقع على السّاحل، على بُعد كيلو متر عن مركز مدينة نابل.

 

وهي من المدن التونسية  النّادرة التي تحمل اسمًا إغريقيًّا، فقد ذكرها المؤرخ ثوسيديديس في نصوصه في القرن الخامس قبل الميلاد وهي أقدم مدينة ذكرت بعد قرطاج، والنصوص نفسها تذكر أهميتها في الحقبة البونية، تحديدًا قبل تدميرها من قبل لوسيوس كالبورنيوس بيزو في 148 ق م.

 

تم ترقية المدينة إلى رتبة مستعمرة أو كولونيا تحت حكم قيصر أو أغسطس. حتى القرن الخامس ذكرت عدّة كتابات ازدهارها الاقتصادي. آخر معلومات حول المدينة ترجع لكتابات آساقفة  في 646 هذا الازدهار الاقتصادي كان يرتكز أساسًا على إنتاج توابل مفضلة لدى الرومان ومصنوعة من الأسماك وهي صلصة  الغاروم السّمك المخمّر والمملّح.