فن

الموسم السينمائي الصيفي بمصر: تراجُع نجوم... وتأرجُح ينقذه ترشيح «الأوسكار»


       
بداية قوية ونهاية مماثلة، شهدها الموسم السينمائي الصيفي في مصر الذي يُعدّ أطول المواسم؛ ضمَّ 16 فيلماً روائياً طويلاً.
 
البداية القوية حققها فيلم «بيت الروبي» لبيتر ميمي، من بطولة كريم عبد العزيز وكريم محمود عبد العزيز ونور، بتصدّره أعلى الإيرادات في تاريخ السينما المصرية، محققاً نحو 130 مليون جنيه مصري (الدولار يوازي 30.90 جنيه)، أما النهاية القوية فجاءت مع عرض فيلمَي «وش في وش» لوليد الحلفاوي، من بطولة محمد ممدوح وأمينة خليل، الذي نافس بقوة على الإيرادات، محققاً حتى الآن نحو 26 مليون جنيه، رغم عدم اعتماده على نجوم شباك تذاكر، وتقديمه قضية اجتماعية بقالب كوميدي.
 
وبعد فترة شهدت تراجعاً لبعض نجوم السينما، أنقذ فيلم «فوي فوي فوي» الذي ترشّح لمنافسات «الأوسكار» (فئة أفضل فيلم دولي) الموقف. ورغم أنه أول أفلام مخرجه عمر هلال، فإنه تصدّر قائمة إيرادات شباك التذاكر حالياً، محققاً أكثر من 12 مليون جنيه خلال أسبوعين.
 
في وقت صعدت فيه أفلام، تراجعت أسهم بعض النجوم الذين حققت أفلامهم إيرادات منخفضة، من بينهم محمد هنيدي (16 مليون جنيه) ومحمد رمضان (13مليون جنيه)، بينما غادرت أفلام أخرى السينمات مبكراً لإخفاقها في تحقيق إيرادات، على غرار «مطرح مطروح»، و«مندوب مبيعات»، و«البطة الصفراء».
 
وإذ يرى الناقد خالد محمود أنّ الغالبية العظمى من أفلام الموسم لم ترتقِ إلى مستوى طموح السينما المصرية، يؤكد أنّ الموسم الذي يوشك على الانتهاء يُعدّ مُبشّراً بانطلاقة كبرى، ويوضح لـ«الشرق الأوسط»: «إنه موسم مميز لجهة تحقيقه الإيرادات الكبيرة أو لاستعادة قوة التوزيع الخارجي للأفلام في المملكة العربية السعودية ودول الخليج، أو لجهة الأفكار بعد نجاح (وش في وش) و(فوي فوي فوي)». وقد عدَّ الأخير مؤشراً لولادة أفلام مختلفة تعيد التنوّع للإنتاج السينمائي بعد سيطرة الكوميديا والأكشن طوال السنوات الماضية.
 
ويضيف أنّ «موسم الصيف كشف عيوب نجوم آخرين لم يستطيعوا القفز إلى الأمام على مستوى العودة، منهم محمد هنيدي؛ لكن نتائجه ستكون إيجابية ليس على الأخير فحسب، بل على نجوم جيله الذين سيستفيدون من تجربتهم، منهم أحمد حلمي».
 
أزمة كتابة
 
ندرة الأفكار الجديدة وضعفُ مستوى الكتابة، يراهما معظم السينمائيين أزمة تجلَّت في أفلام الموسم الصيفي. في هذا السياق، يتوقّف أستاذ السيناريو في معهد السينما أشرف محمد عند مسألة الكتابة الجماعية للفيلم التي يصفها بأنها «ظاهرة غريبة»، لا سيما في أفلام بسيطة الفكرة. ويرى في تعمُّد الكتابة بالأسلوب الأجنبي رغم تاريخ السينما المصرية، «استسهالاً غير مقبول، في وقت توجد به مواهب حقيقية لافتة لكنّ أعمالها لا تجد فرصة للظهور».
 
وحلَّ فيلم «البعبع» من بطولة أمير كرارة في المركز الثاني بإيرادات قدرها 43 مليون جنيه، فيما قفز «العميل صفر» من بطولة أكرم حسني إلى المركز الثالث - حتى الآن - محققاً نحو 33 مليون جنيه.
 
ورغم ذلك، يصف الناقد رامي المتولي الموسم الصيفي بأنه «ثريّ وجيد» بعدد كبير من الأفلام والنجوم وتحقيقه إيرادات، قائلاً لـ«الشرق الأوسط»: «ننتج من 30 إلى 40 فيلماً في العام، لكن معظمها تجاري صُنع لتلبية دورة رأس مال سريعة لصنّاعها. لم تعد هناك أفلام فنية توازي التجارية، فنغيب عن المهرجانات الدولية، كما تغيب الأفلام الوثائقية عن الإنتاج والعرض السينمائي».
 
ويرى أنّ لهبوط أسهم بعض الأفلام والنجوم وصعودها أسباباً متباينة، فـ«(ع الزيرو) صُنع خصيصاً للعرض على منصة، وعرضه على الشاشة ليس الهدف. أما (مرعي البريمو) فمشكلته تتعلّق باختيارات هنيدي نفسه، فافتقد الاهتمام بالسيناريو والحوار الكوميدي. بينما صعد فيلم (وش في وش) لإخلاص صنّاعه لنوعه وحرصهم على الجودة، واعتماده سيناريو مُحكماً لمخرجه، ولمراعاة العناصر الفنية وسط تعدّد شخصياته، وتصويره داخل (لوكيشن) واحد، وهو ما نفتقده في معظم الأفلام».