فن

هل ندمت مديحة كامل على دخول عالم الفن؟


       
تحدثت ميرهام الريس، ابنة الفنانة المصرية الراحلة مديحة كامل، لـ«الشرق الأوسط» عن كواليس حياة والدتها والسنوات الأخيرة من عمرها، في ذكرى ميلادها الـ75 التي تواكب الشهر الحالي.
 
في البداية قالت ميرهام إن ميول والدتها لدخول عالم التمثيل واجهها رفض من أبيها، على عكس والدتها التي كانت تحب التمثيل كثيراً وشجعتها على ذلك. وكانت مديحة كامل ترى في التمثيل هواية، لكنها انطلقت في عروض الأزياء والتمثيل بعد أن تصدرت صورتها غلاف إحدى المجلات الفنية بعد حصولها على لقب ملكة جمال الشاطئ وهي في الـ17 من العمر.
 
وأوضحت ميرهام قائلة: «بعد زواجها، ابتعدت والدتي فترة عن الفن، حينها أصر جدّي على تزويجها من والدي ليبعدها عن التمثيل. وبعد انفصالها عادت للتمثيل مرة أخرى»، وتابعت، أنه خلال تلك الفترة ظل والدها مقاطعاً لها وغير راضٍ عمّا تفعل، لكنه عدل عن رأيه بعد رؤيتها أول مرة في فيلم (الصعود إلى الهاوية) بل أشاد بموهبتها.
 
  • الصعود إلى الهاوية
 
تتابع ميرهام حديثها: «اقتنصت أمي الفرصة عندما عُرض عليها لعب دور البطولة في فيلم (الصعود إلى الهاوية)، وكانت قد رفضته كلٌ من الفنانتين سعاد حسني ونجلاء فتحي، خوفاً من تقديم شخصية (الجاسوسة)، وجاء ترشيح والدتي بعد أن شاهدها المخرج كمال الشيخ تقدم دور شر في مسلسل (الأفعى)، وشعر بأن لديها قدرة على تجسيد الشخصية».
 
وأكدت ميرهام أن جدتها لوالدتها سعاد، كانت عاشقة للفن، ورُشّحت لبطولة فيلم بعنوان (طلاق سعاد هانم) أمام الفنان الراحل أنور وجدي، وتضيف: «لكن جدي عندما علم بالأمر اقتحم البلاتوه بسلاح ناري في أول يوم تصوير وأخذها عنوة، وقُدّم الفيلم بعد ذلك بالفنانة الراحلة عقيلة راتب، ولم تكرر جدتي التجربة مطلقاً، ولم يجرؤ أحد أن يعرض عليها أعمالاً بعد تلك الحادثة».
 
وعن رأيها في تقديم عمل درامي يتناول سيرة حياة والدتها قالت ميرهام: «لا توجد فنانة بإمكانها تجسيد شخصية مديحة كامل، وأرفض تقديم سيرتها فنياً على الشاشة، ولن أستغل اسمها للربح مهما كانت المغريات».
 
ولفتت إلى أنه عرض عليها بطولة فيلم بعد رحيل والدتها بعامين مقابل مليون جنيه: «أنا لا أحب التمثيل، ولا أفهم به مطلقاً، وأعي أن الغرض وراء العرض كان المتاجرة باسم والدتي، تحت عنوان (شاهد أول ظهور لابنة مديحة كامل)، حتى إن ابنتي جومانة ورثت كثيراً من روح أمي وملامحها وحركاتها لكنني أرفض دخولها المجال الفني».
 
وعن حالتها النفسية بعد رؤيتها حادث وفاة عازف الغيتار عمر خورشيد قالت: «عاشت والدتي أياماً مريرة، وعانت من اكتئاب كاد يدمرها بعد وفاة صديقها المقرب خورشيد خصوصاً أنها شاهدت الحادث عن قرب».
 
وعن أكثر الأعمال قرباً لها، قالت ميرهام أفلام «الصعود إلى الهاوية»، و«بريق عينيك»، و«أشياء ضد القانون»، وفيلم «ملف في الآداب» للمخرج عاطف الطيب، ومسرحيات «حلو الكلام»، و«هالو شلبي»، و«يوم عاصف جداً»، وبالطبع مسلسل «الأفعى» الذي عدته خطوة وعلامة مهمتين في مشوارها، وكذلك مسلسل «البشاير»، ومسلسل «العنكبوت» عن قصة الدكتور مصطفى محمود، الذي كانت تربطهما علاقة أسرية قوية، فقد كان محمود يحضر التصوير وقال لها جملة شهيرة: «لم تخلقي لما أنت فيه، ويوماً ما سيختلف مستقبلك ويتغير كلياً)، وقد كان، على حد تعبيرها.
 
  • معلومات خاطئة
 
وكشفت ميرهام أن «هناك الكثير من المعلومات الخاطئة التي تُردد من دون دليل، منها علاقة والدتي برجل الأعمال المصري أحمد الريان، الذي قيل إنه وراء اعتزالها، كذلك إشاعة إصابتها بالسرطان ليست صحيحة، بل أصيبت بالروماتويد قبل اعتزالها بفترة طويلة، وكانت تعالج بمصحة في لوزان، وأيضاً هناك من كتبوا أنني لم أكن راضية عنها ولا أحبها وأنني من دعوتها للاعتزال والحجاب، وهذه أيضاً إشاعة».
 
 
وتؤكد ميرهام: «لم تندم والدتي على تركها الفن، ولم تندم أيضاً على دخولها عالمه، بل كانت متصالحة مع نفسها، وما يقال إنها كانت ضيفة لبرنامج (حوار صريح جداً) ومنع عرضه بعد أن صرحت فيه بأنها نادمة على دخولها الفن، غير صحيح، فهي لم تكن ضيفة على البرنامج من الأساس».
 
وقالت ميرهام إن والدتها اشتهرت بارتداء حجر أزرق في رقبتها منذ ظهورها، وتناثرت الأقاويل في شأنه، لمدى ارتباطها به، وهناك من قال إنه هدية خاصة من خطيبها الذي كان يعمل ضابطاً واستشهد؛ بيد أنها كانت تتفاءل به فبعد أن اشترته من سويسرا، قدمت بطولات فنية كثيرة، وحصلت من خلالها على مبالغ مالية كبيرة، وبعد أن قُطع ذهبت لإصلاحه وهو في رقبتها من دون أن تخلعه، واستغنت عنه نهائياً بعد أدائها فريضة الحج».
 
  • الاعتزال
 
وأفصحت ميرهام عن أسباب اعتزال والدتها قائلة: «كانت جدتي فاتنة الجمال رغم تقدمها بالعمر، ولم تكن تشتكي من أي مرض مزمن، لكنها خلال أيام معدودة تحولت بلا سابق إنذار وأصبح جسدها هزيلاً، وتبدلت ملامحها، ورأت أمي ذلك، فشعرت أن لا شيء يستدعي الصراع، كانت حينها تعرض مسرحية (حلو الكلام) مع سعيد صالح، وتصور فيلم (بوابة إبليس) مع المخرج عادل الأعصر، فاتخذت قرارها وتركت الفيلم والعرض المسرحي، وارتدت الحجاب واعتزلت الفن».
 
مضيفة أن والدتها اعتزلت في وقت كانت تشتد فيه المنافسة بين النجمتين نادية الجندي ونبيلة وعبيد، وارتدت الحجاب عام 1991، ورحلت عام 1997 عن عمر ناهز 50 عاماً.
 
من جانبه قال المخرج عادل الأعصر مخرج آخر أفلامها «بوابة إبليس» إن الفنانة الراحلة مديحة كامل اتخذت قرار الاعتزال وارتداء الحجاب بلا رجعة «لم يكن هناك أي بوادر توحي باعتزالها، فالأمر كان مفاجأة للجميع».
 
  • احترام رغبتها
 
وأضاف الأعصر لـ«الشرق الأوسط»: «كانت مديحة شاهدة على بداياتي في عالم الإخراج من خلال فيلم (صفقة مع امرأة)، وعملنا معاً في فيلمي (السقوط)، وفي آخر أفلامها (بوابة إبليس) تركت التصوير في منتصف الفيلم وقالت لي (يا عادل لن أكمل التصوير... أنا اعتزلت وسأرتدي الحجاب)، احترمت رغبتها وكان يشغلني حينها كيف سأكمل التصوير من دونها».
 
اعتقد الأعصر أن هناك مشكلة إنتاجية أو مشاهد غير راضية عنها، وحاول إقناعها بالعودة، لكن قرارها كان حاسماً، وسألها حينها: «هل يضايقك أن أكمل الفيلم من دونك؟» فأجابته بأنها موافقة على ذلك، ويتابع: «شعرت حينها بأزمة وورطة كبيرتين لأنها كانت بطلة الفيلم، ولم تتخذ الشركة المنتجة أي إجراء ضدها، فقد احترم المنتج إبراهيم شوقي سالم رغبتها، ولم يرفع ضدها دعاوى قضائية».
 
 
ويرى الأعصر أن مديحة كامل كانت نجمة من العيار الثقيل وفنانة مثقفة وراقية: «عملت معي في عز مجدها، رغم بدايتي في الإخراج، وساندتني ودعمتني في أول أفلامي، وتواصلت معها مرات كثيرة بعد الاعتزال، ووجدتها متصالحة مع نفسها وهادئة، ورقيقة كما اعتدناها».