اليمن في الصحافة

حرب حوثية في صنعاء ضد أسطوانات الأفلام والأغاني والمسلسلات


       
أغلقت الميليشيات الحوثية 14 محلاً لبيع أسطوانات الأفلام والموسيقى والمسلسلات المتنوعة في مناطق متفرقة في العاصمة اليمنية صنعاء، في سياق مواصلة الجماعة تقييد الحريات العامة للسكان والتحكم بنمط حياتهم ومعيشتهم.
 
وبحسب ما ذكرته مصادر مطلعة في صنعاء، بدأت الجماعة الحوثية حملتها منذ أسبوع، في أحياء مديريتي معين والوحدة، حيث تزعم أنها تنفذ توجيهات زعيمها عبد الملك الحوثي في مواجهة ما يسميه «الحرب الناعمة».
 
وفي حين أدت الحملة إلى إغلاق 14 محلا على الأقل، فرضت الجماعة الانقلابية قيوداً مشددة على محال أخرى تبيع أسطوانات الموسيقى والمسلسلات والأفلام، بالتوازي مع تشجيعها على بيع أسطوانات الأهازيج (الزوامل) التي تروّج للانقلاب والحرب التي تشنّها منذ تسع سنوات بحق اليمنيين.
 
وشكا ملاك محال طالهم استهداف الجماعة بصنعاء لـ«الشرق الأوسط»، من التعسف الحوثي المتكرر ضدهم، مؤكدين أن الميليشيات أغلقت الكثير من المحال في سياق حملة مستمرة هدفها جمع الإتاوات من جهة، وإلزام الملاك ببيع أنواع محددة من أسطوانات الأفلام والدراما والأغاني.
 
 
وقوبلت الحملة الحوثية بموجة سخط واسعة في أوساط السكان، ووصف ناشطون سلوك الجماعة بأنه يكشف عن حقيقة العداء والحقد الذي تكنّه الجماعة بحق كل ما له علاقة بالموسيقى وأنواع الفنون كافة، مشيرين إلى أنه «سلوك داعشي»، على حد تعبيرهم.
 
  • ترويج للأهازيج الحربية
 
في غضون ذلك، تحدث مالك محل بصنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن أن عناصر الجماعة أجبروا عاملين في تلك المهنة على دفع إتاوات كعقوبة لهم لبيع ما يسمونها بـ«الأغاني والمسلسلات الماجنة» التي تروّج للفتنة، بحسب مزاعم الجماعة، لافتاً إلى اعتداء الجماعة على بعض الممتنعين واحتجاز البعض منهم بصورة تعسفية.
 
وتواصلاً لتعسف الجماعة، يفيد مالك مقهى في صنعاء، بتعرضه لتوبيخ شديد من قِبل قيادي حوثي أثناء دخوله المحل في ساعات الصباح لتناول وجبة الفطور، وسماعه أغنية للفنان اليمني أيوب طارش عبسي.
 
ووفق تأكيد مالك المقهى الذي طلب إخفاء اسمه، هرع القيادي الحوثي المكنى بـ«أبو مهيب» مباشرة إلى إسكات صوت المذياع وتوعد بكسره وفرض عقوبة ضد مالكه حال سماحه ببث الأغاني.
 
وأشار إلى قيام القيادي الميليشاوي بإعطائه ذاكرة هاتف ممتلئة بالزوامل والأهازيج الحوثية التي تحرض على العنف والقتل والطائفية، مطالباً إياه بالالتزام بفتحها باستمرار لتحفيز الزبائن على الانخراط في جبهات القتال.
 
وسبق للميليشيات أن فرضت قيوداً وإجراءات مشددة على الحريات وتحكمت في خصوصيات السكان ونمط حياتهم ومعيشتهم، وكان أخيرها اتخاذ كبار قادة الجماعة قراراً يقضي بفصل الذكور عن الإناث في كلية الإعلام بجامعة صنعاء وهو القرار الذي أثار موجة غضب في الأوساط الحقوقية والسياسية والشعبية، حيث وصفوا القرار بـ«الداعشي» وعدّوه ردة عن قيم الحرية والمساواة التي كافح من أجلها اليمنيون على مدى عقود.