فن

الأختان أيوب: العزف في حفل تتويج تشارلز نقلة في مشوارنا


       
«لحظة فارقة واستثنائية في مشوارنا الفني»... هكذا تصف العازفتان المصريتان سارة ولورا أيوب مشاركتهما في حفل التتويج الرمزي للملك تشارلز الثالث في العاصمة الأسكوتلندية إدنبرة. تخبران «الشرق الأوسط» أنه دعاهما للعزف في احتفال أسكوتلندا لمناسبة تبوّئه العرش؛ ضمن فعاليات «الأسبوع الملكي».
 
 
تقولان: «المشاركة في حدث تاريخي مهم بحجم تقديم تاج وصولجان وسيف الدولة التي كانت تُستخدم في السابق لتتويج ملوك وملكات أسكوتلندا إلى الملك، تدعو للفخر».
 
 
تعتقد الأختان أيوب؛ سارة عازفة تشيللو وبيانو، ولورا عازفة كمان وبيانو؛ أنّ دعوتهما جاءت «تقديراً من تشارلز - المعروف بحبه للفنون ورعايتها - للموسيقى الكلاسيكية التي نحرص على تقديمها بقالب معاصر وحديث، لا سيما أنه سبق لنا أن التقيناه في فعالية».
 
تشتهر «Ayoub Sisters»، الأختان اللتان تحملان الجنسيّتين المصرية والأسكوتلندية، بموهبتهما في العزف والتوزيع والتأليف الموسيقي، وتقديم مؤلفات تحمل سمات الموسيقى الكلاسيكية الغربية، مع اهتمامهما بدمج الموسيقى العربية والأفريقية. برز ذلك في ألبوم «أيوب سيسترز» الذي تضمّن 9 مقطوعات متنوّعة جمعت بين الموسيقى الكلاسيكية والشعبية الأسكوتلندية والعربية والبوب، فضلاً عن الجاز.
 
 
وهما أدّتا دور العازفين المنفردين مع بعض الأوركسترا الشهيرة في العالم، منها الأوركسترا الملكية الفيلهارمونية، والأوركسترا الملكية الأسكوتلندية الوطنية، وأوركسترا «رويال ليفربول» الفيلهارمونية، وأوركسترا الـ«بي بي سي» الأسكوتلندية السيمفونية، وأوركسترا الأوبرا الإنجليزية الوطنية، إلا إنهما تعدّان عزفهما أمام الملك تشارلز في هذا الحدث التاريخي منعطفاً جديداً في حياتهما الفنية.
 
 
تقول سارة: «سيمنحنا هذا مزيداً من الحماسة والإصرار على تقريب الموسيقى الكلاسيكية للشباب في مختلف أنحاء العالم وإزالة الحواجز تجاهها».
 
 
تضيف: «سنعمل على جذب مزيد من فئات الجمهور إلى موسيقانا من مختلف الثقافات؛ لأنّ الموسيقى لغة لا تعرف الحدود». بدورها، تُعقّب لورا: «حتى الآن نكاد لا نصدّق أنّ تشارلز وجّه إلينا الدعوة للمشاركة في الحفل الكبير، لكنها مفاجأة رائعة ستبقى مُلهمة لنا».
 
 
وكانت الأختان أعادتا تقديم بعض أغنيات نجوم مصريين وعالميين، إلى الأناشيد الصوفية من خلال الموسيقى الكلاسيكية، وعزفتا في أنحاء مختلفة من العالم؛ حيث أقامتا حفلات في دول أوروبية وآسيوية. أما في مصر فأقامتا حفلاً في دار الأوبرا المصرية، ومنتدى الشباب العربي في شرم الشيخ.
 
 
تُكملان حديثهما لـ«الشرق الأوسط»: «الحفل جعلنا نستعيد ذكريات كثيرة ونشعر بالبدايات. لقد ولدنا في أسكوتلندا وفيها تفتّحت عيوننا على الحياة لنجد والدنا الطبيب يتمنّى أن نصبح طبيبتين مثله، إلا أنّ عشقه للموسيقى الكلاسيكية، والاستماع إليها طويلاً في المنزل جعلنا في سنّ صغيرة (سارة 7 سنوات ولورا 4 سنوات) نتعلّق بها ونطالب بدروس في البيانو، فاستجابت الأسرة ورحّبت».
 
 
تواصلان سرد أبرز فصول حياتهما: «تعلمنا بجدّية وانتظام، وخلال فترة قصيرة اتّجهنا إلى تعلّم آلات موسيقية أخرى لرغبتنا في الغوص بهذا العالم الساحر؛ فتعلّمنا العزف على الغيتار والكمان والتشيللو والبوق، والتحقنا بمدرسة متخصّصة بتعليم الموسيقى في غلاسكو، ومن ثَم درسنا في الكونسرفتوار العريق».
 
 
وعن نقطة الانطلاق في مشوارهما الفني، تشرح لورا: «تأثراً بالإرث الموسيقي الأسكوتلندي؛ شاركنا في (ليلة بيرنز) التي اعتادت فيها أسكوتلندا الاحتفاء بشاعرها الراحل روبرت بيرنز، فعزفنا مقطوعة (ميلودي من أسكوتلندا)، التي تضمّنت إيقاعات مستوحاة من مقطوعتي (أسكوتلند ذا بريف) و(ماريا ويدينغ)، الأشهر في التراث الأسكوتلندي؛ لتبلغ المقطوعة الجديدة إدارة إحدى أشهر الشركات الفنية في أوروبا، فمنحتنا عقداً لإنتاج ألبومات موسيقية، وفتحت وسائل الإعلام الغربية أبوابها للاحتفاء بنا».
 
 
تفتخر الأختان لكونهما مصريتين: «ساعدنا ذلك على دمج أنواع الموسيقى. فنحن نستغل فرصة أننا أسكوتلنديتان - مصريتان ونجيد العزف على آلات عدّة لتقديم مؤلفات وإعادة تقديم أعمال متنوّعة ذات طابع خاص. ورغم أننا ننتمي أكثر إلى الموسيقى الكلاسيكية، فإننا نعمل على إقامة جسر بين المستمعين المولعين بالأوركسترا السيمفونية وبين الذين يستمعون إلى الموسيقى الشعبية؛ لينجذب الجميع إلى مختلف أنواع الموسيقى؛ ما يفعّل التحاور بين الثقافات».
 
 
وفي شأن إعادة تقديمهما أعمالاً تراثية بشكل جديد، توضح سارة: «ذلك يمنح موسيقانا مذاقاً مغايراً وشخصية مختلفة. فنحن لا نُحدِث تغييراً في الموسيقى، إنما فقط نُكسب المقطوعات روحاً أخرى نابضة بالتراث والعصرية معاً، مع الاحتفاظ بجوهرها».
 
 
ترى سارة ولورا أيوب الموسيقى العربية «جسراً جميلاً يربطنا بجذورنا وعائلتنا في مصر التي نزورها سنوياً؛ فهي الدفء والعاطفة العميقة، ورائحة طبخ جدتنا وموسيقى ضوضاء الشوارع».