اليمن في الصحافة

العرب: المبعوث الأممي في صنعاء للبناء على ما حققته الوساطة العمانية


       
وصل مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن هانس غروندبرغ الإثنين إلى العاصمة صنعاء، في زيارة الهدف منها البناء على زخم النتائج الإيجابية التي حققتها الوساطة العمانية الجارية بين الحوثيين والتحالف العربي.
 
وهذه أول زيارة يقوم بها المبعوث الأممي إلى صنعاء منذ مطلع العام الجاري، حيث كانت آخر زيارة له إلى العاصمة اليمنية التي تسيطر عليها جماعة الحوثي في نهاية سبتمبر الماضي، أي قبل أيام فقط من انتهاء الهدنة الإنسانية (في الثاني من أكتوبر الماضي).
 
وتأتي هذه الزيارة ضمن جولة جديدة للمبعوث الأممي، بدأها من السعودية بلقاء رئيس مجلس القيادة الرئاسي في اليمن رشاد العليمي، ومن ثم التقى بوزير الخارجية العماني بدر البورسعيدي الأربعاء الماضي، بالتزامن مع وصول الوفد العماني إلى العاصمة صنعاء. وقال مكتب المبعوث الأممي إنه ناقش في مسقط “آخر التطورات في اليمن والجهود الإقليمية والدولية لتجديد الهدنة والعمل نحو تسوية سياسية”.
 
 
ومن المقرر أن يعقد المبعوث الأممي مباحثات مع قيادة الحوثيين ستتطرق إلى التوافقات الأولية التي توصل إليها الوفد العماني في زيارته الأخيرة، ومن بينها ملف صرف الرواتب وإزالة القيود عن موانئ الحديدة ومطار صنعاء في مقابل تجديد الهدنة لستة أشهر تتخللها مفاوضات سلام بين الحوثيين والسلطة الشرعية.
 
كما من المرتقب أن تسلط الزيارة الضوء على النقاط الخلافية التي تتعلق أساسا بالشق العسكري والضمانات المرتبطة به.
 
وخلال الأسابيع القليلة الماضية كثّف الوفد العماني مفاوضاته بين أطراف النزاع، وعاد إلى صنعاء الثلاثاء بعد أقل من أسبوع من مغادرتها وذهابه إلى الرياض.
 
وقد غادر الوفد العماني صنعاء الأحد الماضي برفقة فريق الحوثيين المفاوض. ووصف رئيس فريق المفاوضات المتحدث باسم جماعة الحوثي محمد عبدالسلام النقاشات التي أجراها الوفد العماني بالإيجابية والمثمرة.
 
فيما قال عضو لجنة التفاوض لدى الجماعة حميد عاصم إن “المفاوضات التي أجراها الوفد العماني خلال زياراته المتعاقبة إلى صنعاء أحرزت تقدما طفيفا (دون تفاصيل)”.
 
وأضاف أن زيارة الوفد العماني إلى صنعاء جاءت “في إطار الجهود التي يبذلها الأشقاء في سلطنة عمان، مع استمرار تعثر جهود دولية تهدف لتمديد الهدنة”.
 
وبشأن عودة الوفد العماني إلى صنعاء بعد أقل من أسبوع من مغادرتها، أجاب عاصم بأنها هدفت إلى “عرض ما تم التوصل اليه مع دول العدوان (يقصد التحالف والحكومة الشرعية)”.
 
ورهن المضي في عملية السلام وإنهاء الحرب بـ”تلبية المطالب اليمنية (يقصد مطالب الحوثيين) من قبل المعتدين، وعدا ذلك فلن تتقدم الأمور”.
 
وللقبول بتمديد الهدنة، تتمسك جماعة الحوثي بشروط إضافية منها صرف رواتب الموظفين في المناطق الخاضعة لها وصرف رواتب كافة موظفي الدولة من ثروات اليمن النفطية والغازية وفتح جميع المطارات والموانئ، وفق تصريحات لرئيس المجلس السياسي الأعلى للجماعة مهدي المشاط في وقت سابق.
 
ويقدر عدد الموظفين الرسميين في المناطق الخاضعة للحوثيين بنحو نصف مليون موظف، انقطعت رواتبهم منذ سنوات جراء تداعيات الحرب وانقسام البنك المركزي.
 
وتشترط الحكومة تحويل جميع الإيرادات المالية في المناطق الخاضعة للحوثيين إلى البنك المركزي في عدن (العاصمة المؤقتة – جنوب) مقابل تسليم رواتب الموظفين في المناطق الواقعة تحت سيطرة الجماعة.
 
في المقابل تطالب الجماعة الموالية لإيران بتسليم الرواتب في جميع أنحاء اليمن من إيرادات النفط والغاز التي تديرها الحكومة.
 
وعقب اختتام زيارة الوفد العماني، غرد مستشار وزير الإعلام اليمني مختار الرحبي قائلا “عودة الوفد العماني من صنعاء مع أخبار جيدة عن المشاورات بين السعودية والحوثيين بوساطة عمانية”. وتحدث عن “وجود تقارب بين الطرفين لإنهاء الحرب في اليمن”.
 
لكن مراقبين لا يخفون حذرهم حيال الأجواء الإيجابية المشاعة بشأن قرب التوصل إلى اتفاق، حيث أن هناك تفاصيل كثيرة قد تفجر الجهود الجارية، كما حدث في مشاورات الكويت ومحطات سابقة من بينها مساعي الأمم المتحدة لتمديد الهدنة الأممية.
 
وتأتي زيارة المبعوث الأممي بالتزامن مع عقد مجلس الأمن الدولي جلسة في مجلس الأمن الدولي، حول تطورات أزمة اليمن عسكريا وإنسانيا.
 
وقدم غروندبرغ من صنعاء عبر دائرة تلفزيونية إحاطة إلى مجلس الأمن تحدث فيها عن وجود مؤشرات إيجابية لتحقيق السلام في اليمن العام الجاري.
 
وقال المبعوث الأممي “لقد عقدت مشاورات بناءة مع أطراف الصراع في اليمن وكذلك مع الأطراف الإقليمية خلال الأيام القليلة الماضية”.
 
ودعا أطراف الصراع لاحترام القوانين الدولية وتجنيب المدنيين الحرب. وأكد أنه لا يمكن أن يحل النزاع في اليمن إلا بحوار يمني – يمني تحت إشراف الأمم المتحدة.
 
وأعرب عن تطلعه لدعم أعضاء مجلس الأمن الدولي من أجل الوصول إلى حل سلمي للنزاع في اليمن.
 
وانتهت في بداية أكتوبر هدنة بين الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا وجماعة الحوثي استمرت ستة أشهر، وسط اتهامات متبادلة بين الطرفين بشأن عرقلة تمديدها.
 
وبسبب تعثر تمديد الهدنة حتى اليوم، تشهد بعض المحافظات اليمنية تصعيدا بين القوات الحكومية والحوثيين، وسط مساع دولية وأممية متكررة لوقف إطلاق النار في اليمن الذي يشهد حربا منذ نحو ثماني سنوات خلفت واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية والاقتصادية بالعالم.