أخبار وتقارير

انتهت بسيطرة الحوثي على صنعاء.. نشطاء يعددون أسباب فشل الوحدة (تقرير)


       

تقرير عين عدن – خاص

تأتي ذكرى الوحدة اليمنية التي تم توقيعها بين الرئيس اليمني الراحل علي عبدالله صالح، والرئيس الجنوبي الأسبق علي سالم البيض، في العام 1990، لتُذكر الشعب الجنوبي، بأصوات الرُصاص، ودانات المدافع التي استهدفت بيوتهم في أبريل 1994، في حرب شعواء شنتها سُلطات في ذلك الوقت لفرض الوحدة بقوة السلاح، وكانت النتيجة فشل الوحدة وفقاً لحديث كثير من النشطاء والسياسيين.

 

الوحدة سقطت وفشلت

قال رئيس الهيئة الوطنية للإعلام والمُتحدث الرسمي بإسم المجلس الانتقالي الجنوبي ثابت سالم العولقي على صفحته الرسمية بموقع "إكس"، إن‏الوحدة تتم وتستمر بالتراضي وليس بالقوة والحرب، والوحدة اليمنية كمشروع سلمي طوعي، سقطت وفشلت بالإنقلاب عليها وإعلان الحرب على الجنوب في 27 إبريل 1994م، واجتياحه عسكرياً، وما خلفته تلك الحرب العدوانية الظالمة من جروحٍ نازفة في الجنوب أرضاً وإنساناً وهوية ما زالت مفتوحة حتى اليوم.

 

الوحدة لم تعد موجودة

وأضاف ثابت سالم العولقي، أن البعض من الأخوة في "الشمال" يقول أن الذنب ليس ذنب الوحدة، بل ذنب المُمارسة السياسية الخاطئة للنظام وشُركاءه، ونقول، إن الجنوب ليس حقلا للتجارب والمُمارسات السياسية الخاطئة التي تدعي شرعيتها من وهمٍ تاريخي مزعوم مع الأرض حيناً وحيناً آخر من حق إلهي مزعوم في الحُكم (الإمامة - السلالة)، مُشيراً إلى أن الشماليين يدركون في قرارة أنفسهم، أن الوحدة قد انتهت في الواقع وفي النفوس،ولم تعد موجودة في الشمال نفسه، بسبب القبلية والطبقية والطائفية، وأن عملية توحيد شارعين في تعز أو مأرب أو الحديدة وغيرها، تحتاج منهم إلى جولات مكوكية لوفود التفاوض والأمم المتحدة.

 

الإمامة حلت مكان الجمهورية

وأوضح رئيس الهيئة الوطنية للإعلام ومُتحدث المجلس الانتقالي الجنوبي: لقد سقطت "الجمهورية الضائعة" المحتفى بقيامها اليوم غيابياً، في صنعاء، وحلت مكانها الإمامة، وسقطت الرئاسة والحكومة والبرلمان والمواطنة والهوية اليمنية، وحل بدلا عنها قائد الثورة، والمُشرفين والمسيرة القرآنية، والهوية الإيمانية وعملية التغيير الجذري، وكُل تلك حقائق تستدعي الواقعية والتأمل، بعيداً عن الادعاءات والمزايدات الوحدوية، وهذا أمر تدركه جيداً نخب الشمال قبل غيرها.

 

الإقرار بوجود قضية شمالية

ولفت ثابت سالم العولقي، إلى أنه من المُجدي الإقرار بوجود قضية شمالية، والعمل على حلها بما يحقق تطلعات أبناء الشمال في تقرير مصيرهم ومستقبلهم السياسي، بدلا من التحامل غير الواعي على قضية الجنوب، وحق أبناء الجنوب في الحرية والمُستقبل المأمون، وما دون ذلك من ادعاءات وشعارات لن تخدم سوى جماعة الحوثي ونهجها التدميري، مثلما أضاعت ذات الادعاءات والشعارات أكثر من ثلاثة عقود في الحروب والفتن والكراهية.

 

سقوط الجمهورية أسقط الوحدة

وقال وزير الأوقاف السابق د. أحمد عطية على حسابه الرسمي بموقع "إكس"، إن ‏الجنوب توحد مع جمهورية في الشمال، في ظل النظام الجمهوري، لكن لا يمكن أن يستمر الجنوب في الوحدة مع نظام إمامي في صنعاء، وتابع قائلاً: ولذلك يعتبر سقوط الجمهورية في صنعاء هو سقوطاً للوحدة في عدن، والحل يجب أن يبدأ بإنقاذ الجمهورية في صنعاء، غير ذلك كله كلام عن الوحدة في العالم الافتراضي.

 

مشروعاً رائعاً أفشله الشماليون

من جانبه قال الناشط الحميد بن منصور، عبر حسابه على فيس بوك، "إن الاحتفال بنكبة عام ١٩٩٠م، بما تسمى  الوحدة  اليمنية، هؤلاء الحمقى يحتفلون  بشيئاً  لا وجود  له على أرض الواقع منذ  عام  ١٩٩٤م، مما زاد هذه  النكبة أكثر  تشويها ونفاقاً،  مُقدمين بذلك أقبح  نموذج سئ  لأي توحد  أو تكتل على مر التاريخ  وهي وحدة  الاحتلال والدم، مُشيراً إلى أن مشروع  الوحدة مشروعا  جميلاً  وحلماً رائعاً واعداً، ولكن  فشل كأي  مشروع  سياسي  توحدي لا يقوم على الشراكة والعدالة، ومن أفشل وأجهض هذا المشروع في المهد  هي  قوى  الشر  الشمالية  نفسها والتي تتغنى  بهذه الوحدة الميتة  كل سنة  منذ  ثلاثة عقود  دجلا ونفاقا وبهتاناً، إنه من السخف أن تحتفل  بشيئا  ميتاً لا وجود له .

 

لا وجود  للوحدة

وأضاف الناشط الحميد بن منصور، أن قوى الشمال  لم  تكن  مُستعدة ولا مهيئة نفسياً  واجتماعيا، وسياسياً لمشروع كبير جميل  مثل الوحدة، بل كانت مُستعدة  للغدر والانقلاب عليها، وما أن وصل مشروع  الوحدة إلى صنعاء، انقلبت عليه  صنعاء وأكلته كما تأكل الكلبة المسعورة جراءها ، مُشيراً إلى أن الشاهد وبعد 34 سنة  لم نتوحد  ولازالت  فوهات  المدافع  مُلتهبة  على حدود  البلدين وهذا  أكبر  دليل  أن لا وجود  للوحدة، ومن هُنا ومن هذا الواقع  الحقيقي المعاش والأليم  بعيداً  عن الكذب والنفاق الذي  دمر الجميع  على مستوى  الشعبين  والبلدين لصالح  عصابة مارقة تستخدم الوحدة وسيلة للنهب والقتال بين الشعبين.

 

التفكير بأثر رجعي لا يخدم الحاضر

وعلق هاني علي سالم البيض، نجل الرئيس الجنوبي الأسبق، على ذكرى الوحدة اليمنية، مؤكدًا على أهمية تواريخ 21 و22 مايو في تاريخ اليمن الحديث والدولتين السابقتين، كما أشار إلى أن هذه الذكريات تحمل معها أحداثًا سياسية واجتماعية لها تأثيرها على الشعب والذاكرة الوطنية في الشمال والجنوب، كما أضاف أن الوضع الحالي المُعقد سياسياً وإنسانياً ومحلياً ودولياً، يجعله غير مُحفز للكتابة والتحليل عن الماضي، وأكد أن التفكير النقدي بأثر رجعي لا يخدم الحاضر، بل يجب التركيز على التحديات الراهنة والعمل على مستقبل أفضل.

 

كمين تاريخي

ودعا هاني علي سالم البيض، إلى ترك هذه المُناسبات تمر بسلاسة وهدوء دون ضجيج أو مُزايدات، مُشددًا على أن ذاكرة التاريخ أقوى من الإعلام والدعاية السياسية، مؤكداً على الحاجة إلى تفكير شامل يضمن إنهاء الحروب وتثبيت السلام الدائم وتحقيق تسويات عادلة ترضي جميع القوى الوطنية والسياسية والعسكرية وتلقى دعماً دولياً وإقليمياً، بينما كتب عمرو علي سالم البيض النجل الآخر للرئيس الجنوبي الأسبق ما قاله والده في تعليقه على ذكرى الوحدة: "بدلا من أن نصل باليمن إلى إنجاز تاريخي، وقعنا في كمين تاريخي".

 

الوحدة انتهت بسيطرة الحوثي على صنعاء

من جانبه، أشار الناشط أبو عدي بدر الهارش، عبر حسابه على فيس بوك: "انتهت الوحدة اليمنية وتم إلغاء كُل الاتفاقيات بعد سيطرة الحوثي على الدولة في صنعاء والسيطرة على٩٠٪من مساحة المُحافظات الشمالية، لو كنتو صادقين كنتو حررتو صنعاء ورجعتوا وزارات الدوله المنهوبة، لذلك لا تطلبون من الجنوبيين التوحد مع الحوثي، إذا كُنتم راضين بحكمه لكم، حدثو العاقل بما يعقل يكفي كذب".

 

حرب الردة والانفصال

وقال الكاتب والسياسي هاني مسهور: "في 21 مايو 1994 أعلن الرئيس الأسبق علي سالم البيض فك الارتباط بين جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية والجمهورية العربية اليمنية، بعد ثلاثين عاماً على الإعلان السياسي الذي جاء بعد أن شنّ نظام علي عبدالله صالح هجوماً عسكرياً على الجنوبيين ناقضاً وثيقة العهد والاتفاق التي رعاها الملك الراحل الحسين بن طلال في العاصمة الأردنية عمّان، حيث أطلق نظام صنعاء في حينها حرب على الجنوب سماها حرب الردة والانفصال وهي تسميّة عميقة الدلالة على كل ما يجب على هذا الجيل أن يستوعبه".

 

خطأ جسيماً أوقع الجنوب

وأضاف هاني مسهور: "جوهر الصراع السياسي لم يأتِ طارئاً فهو الأعمق والأجدر بالنظر إليه بالحالة السياسية المشدودة بعد ثلاثة عقود، عدن الليبرالية تواجه غزو الرجعية بكل ما في الرجعية من عصبية دينية وقبلية ومناطقية، الجهل يواجه النور، الباطل في صراع الحق، ذلك الوصف الذي يجب أن تتفهمه الأجيال الحاضرة لهذه اللحظة التي عشناها وكنا شهودها يوم أن أعلن البيض فك الارتباط السياسي عن صنعاء، كنا في تلك اللحظة كما نحن اليوم تماماً نعيّ أن خطأ جسيماً قد أوقع الجنوب عندما انجر بعاطفة عمياء خلف الشعارات القومية، أمان الجنوب بالمشروع القومي وأن العرب لهم وحدة مصير وأن تحرر الأوطان مسؤولية الكل فلم يتأخر الجنوبي من بعد الجلاء البريطاني عن أن يحتضن على أرضه كل حركة تحررية عربية كانت يمنية أو ظفارية أو فلسطينية.

 

سياسية الأمر الواقع

وأشار هاني مسهور، إلى أن الجنوب دفع ثمناً بل أثماناً باهظة في سبيل أن تحقق حركات التحرر الوطنية أهدافها، حتى جاءت الكاشفة عند الغزو اليمني للجنوب في صيف عام 1994، يوم كانت المجنزرات اليمنية تعبر على الأرض الجنوبية وعليها الأفغان العرب يطلقون قذائف المدفعية على البيوت باعتبارهم كفاراً ملحدين، كان الجنوب أول شعب يتعرض في التاريخ الحديث لفتوى تكفيرية لم تراعِ قيماً ولا جواراً ولا رحماً، حيث فرضت صنعاء على الجنوب سياسة الأمر الواقع من السلب والنهب، فالإخوان (حسب مسهور) وجدوها فُرصة انتقام من النظام السياسي لليمن الجنوبي الذي منع أنشطة الجماعة وكل جماعات الإسلام السياسي.

 

جيل الاستقلال الثاني

ومع الذكرى الثلاثين لإعلان الجنوب فك الارتباط عن نظام الشمال الرجعي المتخلف، على هذا الجيل المعاصر إدراك أن المعركة وإن كانت استعادة دولة بحدودها، فإنها كذلك استعادة روح الجنوب التنويرية واستعادة المدرسة الوسطية المذهبية، فقيمة الجنوب أنه كان على امتداد التاريخ مهداً لحضارات ارتبطت بالفكر والتنوير، فإن كان من مهمة لهذا الجيل أن يدعم فيها الاستقلال الثاني فهي في أن يتحصن من أفكار المتأسلمين ويفتح الآفاق العلمية ويفشي روح أجداده الموصومة بالتسامح والتعايش فهذه مهمة جيل الاستقلال الثاني ولن يكون ببعيد.

 

طموحات الوحدة زالت

وقال الرئيس الجنوبي الأسبق علي سالم البيض، في حوار تليفزيوني: "طموحات الوحدة زالت عند كُل اليمنيين، مُشيراً إلى أن السلطة في صنعاء الآن هي من قضت على الوحدة بالحرب وبالاحتلال للجنوب، مُشيراً إلى أن الوحدة ستظل وربما تأتي أجيال أفضل منا يستطيعون أن يقدموها بشكل أفضل، أما بالوضع الحالي فهُناك دولة مسيطرة بقواها الاجتماعية من عسكر ومشايخ ومتأسلمين وجُزء من الجنوب مُحتل احتلال كامل بكل ما تحمله الكلمة من معنى، مُشدداً على أن من يُمثل الجنوب اليوم من يؤمن ويرفع شعور التحرير والاستقلال واستعادة الدولة، كل القوى التي تتفق على هذا الشعار وهذا الموقف كُلها مُمثلة للجنوب".

 

محزنٌ أن يحتفل اليمن بوحدته

وقالت الصحفية نسرين الصبيحي، عبر حسابها على إكس: "محزنٌ أن يحتفل اليمن بوحدته، وهو مشتّتٌ بين القوى المتصارعة فيه، مناطق تحت سيطرة الحوثي، وأخرى تحت سيطرة الانتقالي، وثالثة تحت سيطرة الإصلاح، وما بقي تحت سيطرة الشرعية، والنتيجة يمنٌ يئنّ من آلام التشرذم، وشعبٌ تهربُ منه الأحلام، وتتقاذفهُ أمواج ُالمعاناةِ والحرمان من أبسط سبل الحياة، عادَ اليمنُ كثيراً إلى الوراء، وبات لحاقه بركب العصر أكثر صعوبة".