أخبار وتقارير

أبعد من التخادم الخفي.. هجوم الحوثي الأخير في شبوة بين فك الحصار عن القاعدة وتطور العلاقة (تقرير)


       

تقرير عين عدن - خاص

يوماً بعد يوم تتأكد العلاقة التي تربط ميليشيا الحوثي الانقلابية وتنظيم القاعدة الإرهابي في اليمن، رغم الاختلاف الظاهري الأيديولوجي بين الجماعتين، إلا أن تدمير الأوطان العربية وزعزعة استقرارها جمعهم، وهو ما ظهر جلياً في تدخّل الحوثيين عسكريًا، في للتخفيف من الضغط الذي يفرضه الجيش الوطني والألوية المقاتلة تحت لواءه، على التنظيم في محافظة شبوة..

 

هجومان حوثيان

وذكر بيان لقوات "دفاع شبوة"، عن هجومين متزامنين شنتهما مليشيا الحوثي، أواخر الأسبوع الماضي، أحدهما برّي والآخر جوي بواسطة طائرات مسيّرة، في وقت تفرض فيه وحدات مشتركة من "دفاع شبوة" وقوات "ألوية العمالقة الجنوبية" حصارًا خانقًا على مواقع استراتيجية لتنظيم القاعدة في منطقة "شعب أمعزيفة" في مديرية مرخة السفلى، غربي شبوة، المتاخمة للبيضاء الخاضعة لسيطرة الحوثيين.

 

تقدم متسارع في علاقة الجانبين

ويكشف الهجومان الراميان، إلى كسر الحصار المفروض على القاعدة، في منطقة جغرافية تقع بين مناطق سيطرة الحكومة الشرعية وميليشيا الحوثي، حسب محللين سياسيين، عن تقدم متسارع في علاقة الجانبين، وصل إلى مرحلة التدخل العسكري والتنسيق الميداني، بعد مراحل كثيرة من التقارب، كان آخرها تزويد القاعدة بالطائرات المسيّرة، لاستهداف قوات المجلس الانتقالي.

 

أجندة إيرانية

ويأتي هذا التطور، على الرغم من وفاة أمير التنظيم في اليمن، خالد باطرفي في الآونة الأخيرة، بعد أعوام من وفاة نجل سيف العدل، خليفة أيمن الظواهري في زعامة القاعدة، المصنفين "من أبرز داعمي إستراتيجية التقارب مع الحوثيين"، وفق مراقبين، حيث أشار الباحث المتخصص في شؤون الجماعات الإسلامية الأصولية، محمد بن فيصل، في تصريحات صحفية، إلى أن نفوذ سيف العدل (المُقيم في إيران) وتحكمه في القاعدة في جزيرة العرب، وفرعه في اليمن، لا يزال ممتدًا حتى اليوم، "وهذا ما يجعل التقارب وتطوّر العلاقة مع الحوثيين مستمرًا ومتسارعًا، تنفيذًا لأجندة واستراتيجية إيران".

 

علاقة وصلت إلى التمويل

وأضاف الباحث المتخصص في شؤون الجماعات الإسلامية الأصولية محمد بن فيصل، أن تنظيم القاعدة "دُفع إلى الهاوية في علاقته مع الحوثيين، بمعنى أنه لا يستطيع بسهولة الانفكاك وإنهاء العلاقة، حتى وإن كانت هناك رغبة حقيقية من بعض قيادات القاعدة، لأن العلاقة تطوّرت إلى مستويات عسكرية واستراتيجية، ووصلت إلى التمويل بالأسلحة والمال والمواد المتفجّرة، ومن المتوقع أن تصل إلى ما هو أبعد من ذلك، خلال الفترة المقبلة".

 

أبعد من التخادم الخفي

وأشار محمد بن فيصل، إلى أن هجوم ميليشيا الحوثي الأخير في شبوة، بهدف فكّ الحصار عن تنظيم القاعدة غربي محافظة شبوة، هو "أكبر مثال واقعي على تطوّر العلاقة بين القاعدة والحوثيين، إلى ما هو أبعد من التخادم الخفي؛ إذ بات تحالفًا عسكريًا ميدانيًا مباشرًا، يظهر بكل وضوح".

الضرورات تبيح المحظورات

من جانبه، يؤكد الخبير في شؤون الجماعات المتطرفة، سعيد الجمحي، أن حجم التحوّل الذي يشهده مسار تنظيم القاعدة، كبير، في وقت أصبح تعاونه مع الحوثيين حقيقيًا خلال الفترة الأخيرة، ولكنه لم يصل إلى حدّ الشراكة، مشيراً إلى أن القاعدة في ظل عدم قدرتها على التحرك في مساحات واسعة، وضعفها في التجنيد، فإنها "تتحرك وفق قاعدة الضرورات تبيح المحظورات، وفي نهج أقل كلفة؛ إذ إن التخادم مع الحوثيين هو أقصر الطرق ربما في نظر التنظيم حاليًا".

 

مخاطر كبيرة

ويرى المتحدث الرسمي باسم "القوات المسلحة الجنوبية" المقدم، محمد النقيب، أن هناك مخاطر كبيرة لمثل هذه التحالفات الإستراتيجية بين "المليشيات الإرهابية والتنظيمات الإرهابية"، مشيرا إلى أن عمليات الاستهداف المشتركة من القاعدة والحوثيين لـ"القوات الجنوبية" في المحافظات الجنوبية، إثر إسهامها الكبير في الحدّ من تمدد الإرهاب للملاحة البحرية، من خلال عملياتها العسكرية والأمنية الجارية في أبين وشبوة وحضرموت، إلى جانب حماية مناطقها من تمدد الحوثيين.