أخبار وتقارير

وضع مماثل لما يحدث في مناطق الحوثي.. إدانات واسعة للانتهاكات بحق الصحفيين والإعلاميين في عدن (تقرير)


       

تقرير عين عدن - خاص

آثار اعتقال المصور الصحفي والإعلامي صالح العبيدي في عدن، غضب واسع على كافة الأصعدة، وسط إدانات للانتهاكات والقمع الذي يتعرض لها الصحفيين والإعلاميين وأصحاب الرأي في العاصمة المؤقتة، واتهامات للسلطات الأمنية في المحافظة بمحاولة إسكات أي أصوات معارضة لتوجهات وسياسات المجلس الانتقالي الذي يسيطر أمنيا وسياسياً على عدن وعدد من محافظات الجنوب.

 

عمليات اختطاف الإعلاميين

من جانبه، قال الصحفي الشهير والمعروف محمد حنشي، عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك: "هذه الأيام في عدن الأمن عامل شغل أبن ( كل ب) ضد الإعلاميين والنشطاء، عدد من الإعلاميين والنشطاء عملوا لهم قرصة أذن ولا حد سمع ولا شاف، غير ان عملية اختطاف العبيدي كشفت ما حصل وأوقفت عمليات الاختطاف التي كانت تستهدف بعض الإعلاميين".

 

ناشط تعرض للاختطاف

وأشار الصحفي محمد حنشي، إلى أن "هناك ناشط تعرض للاختطاف قبل نصف شهر وتعرض لأبشع أنواع التعذيب في اليوم الذي تم اختطافه فيه وتم الإفراج عنه يومها ومنذ ذلك الوقت وهو ع الصامت، المهم أي إعلامي أو ناشط بيتوقف عن المنشورات اعلموا أنه زار مقر الأمن وحصل ما حصل".

 

اتهام صالح العبيدي بالإرهاب

من جانبه، كشف الصحفي عبدالرحمن أنيس، عن تفاصيل صادمة بشان اتهام المصور صالح العبيدي بالإرهاب، قائلاً: "مشاكل كثيرة يعانيها صالح العبيدي منذ أيام، جراء اتهامه بالإرهاب والانتماء لعصابة مسلحة، وفق محررات شرطة دار سعد، وامر القبض الصادر عن النيابة الجزائية بناء على طلب الشرطة ووكالة إعلامية عالمية ستوقف راتب صالح خلال أيام وتنهي التعامل معه إذا لم يتم إثبات براءته".

 

الأضرار التي لحقت بالعبيدي

وأضاف الصحفي العدني عبدالرحمن أنيس: "صالح العبيدي، يوم أمس اعتذر له مالك منشأة تجارية أنه لا يرغب في حضوره لأنه أصبح مشتبها به، وتجار كانوا يتعهدون برعاية عائلات فقيرة عبره بمبالغ شهرية، اعتذروا له خشية ان تحويلاتهم تعتبر تمويلا للارهاب"، مؤكداً بأن القصة بدأت بنقل شكوى شرطي مرور على صفحة العبيدي في فيسبوك، وانتهت باتهامه بالانتماء لعصابة مسلحة.

 

لا تميعوا تهمة الإرهاب

ووجه عبدالرحمن أنيس، رسالة إلى أمن عدن والنيابة الجزائية، قال فيها: "الاتهام بالإرهاب ليس لعبة، إما أن تثبتوا على صالح أنه إرهابي وهذا مستحيل، أو على مدير أمن عدن إصدار بيان يؤكد براءة صالح من تهمة الإرهاب، وعلى النيابة الجزائية إصدار قرار بأن لا وجه لإقامة الدعوى، فعلوها حتى لا تميعوا تهمة الإرهاب وتصبح تهمة سمجة لا أحد يصدقها إذا تم إلصاقها بكل من يختلف معكم".

 

ليست الحادثة الأولى

وأشار عبدالرحمن أنيس، إلى أن المناسبة: "ما جرى مع صالح ليست الحادثة الأولى، هناك ناشط اعتقل قبل أسابيع وفضّل الصمت، ولا زال متوقفا عن النشر حتى اللحظة، ويبدو أنه قرر التوقف النهائي عن الكتابة، يعني لا أحد يظن أنه بعيد عن هذه التعسفات، أحبوا صالح العبيدي او اكرهوه أنتم أحرار، لكن ارفضوا التعسف  بحقه حماية لأنفسكم قبل حماية صالح، لأن سكوتكم سيجعل هذا الموس يمر على كل رأس، ووقتها سيقول ثوركم الأسود: أُكِلْتُ يوم أُكِلَ الثور الأبيض".

 

الحكم بسجن أحمد ماهر

وفي نفس الإطار، وبعد نحو عامين من اختطافه وتأجيل جلسات محاكمته، أصدرت المحكمة الجزائية المتخصصة بقضايا الإرهاب في عدن، قبل أيام حكما بسجن الصحفي المختطف أحمد ماهر أربع سنوات، حيث اعتبرت أسرة الصحفي، الحكم، غير قانوني ويتنافى مع كافة مبادئ العدالة، كما أن محامي الصحفي قد تعرض هو الآخر للاختطاف بعد أن قامت قوات أمنية باقتحام مكتبه ومصادرة ملفات القضايا، بما فيها تلك التي تتضمن أدلة تثبت براءة "ماهر".

 

تعسف وظلم

وأدانت "صحفيات بلا قيود"، من جانبها، الحكم الصادر بحق الصحفي أحمد ماهر، حيث قالت  في بيان لها، إن الحكم الذي قضت به المحكمة الجزائية المتخصصة بقضايا الإرهاب، تحت سلطة المجلس الانتقالي الجنوبي في عدن، بسجن أحمد ماهر لمدة أربع سنوات مع النفاذ، غير قانوني، كما أشارت إلى أن هذا الحكم يعتبر تعسفيًا وظالمًا، وينتهك الدستور اليمني والقوانين والمواثيق الدولية، كما يعكس معاداة المجلس الانتقالي الجنوبي لحرية الصحافة والعمل الإعلامي.

 

 

وضع مماثل لما يحدث في مناطق الحوثي

وأوضحت منظمة "صحفيات بلا حدود"، أن الصحفي أحمد ماهر تعرض لتعذيب نفسي وجسدي ووجهت له اتهامات باطلة، في 5 سبتمبر 2022، مشيرة إلى أن وسائل إعلام تابعة للانتقالي نشرت مقطع فيديو يظهر فيه ماهر مجبرًا على تقديم اعترافات مفبركة، وعليه آثار التعذيب، مؤكدة أن الوضع المروع للحريات الصحفية في محافظة عدن الخاضعة لسيطرة المجلس الانتقالي، يهدد بشكل كبير ما تبقى من هامش الحريات الإعلامية، كما أكدت "أن ما يتعرض له الصحفيون في مناطق سيطرة المجلس الانتقالي لا يختلف كثيرا عما يحدث في مناطق سيطرة مليشيات الحوثي".

 

مؤشر على تدهور حرية الصحافة

واعتبرت منظمة "صحفيات بلا حدود" الحكم الصادر بحق الصحفي أحمد ماهر "مؤشرًا خطيرًا على تدهور حرية الصحافة في اليمن"، مشيرة إلى تصاعد وتيرة الاعتداءات على الصحفيين منذ سيطرة المجلس الانتقالي الجنوبي، والتي تشمل الاعتقال التعسفي، والتعذيب، ومهاجمة مقرات وسائل الإعلام، ومنعهم من العمل، بالإضافة إلى الاعتداء على مقر نقابة الصحفيين اليمنيين.

 

تعرض الصحفي أحمد ماهر للاعتداء

وكان الصحفي فتحي بن لزرق قد قال عبر حسابه على فيس بوك: "الصحفي أحمد ماهر تعرض للاعتداء بالضرب المبرح من قبل جنود نقطة أمنية شمال عدن، والسبب أنه ذهب إلى هناك بهدف تقصي حقيقة منع الأسر النازحة من الدخول إلى عدن، أعمال وأفعال لم يقم بها الأمن المركزي في عز جبروته، ولم نسمع قط بإطلاق النار على صحفي لايملك إلا قلمه، مثل هذه الأوضاع مخيفة وتدعو للقلق والخوف".