أخبار وتقارير

بعد اعتقالها لـ15 موظفاً آخر.. استهداف "الحوثي" لمُمثلي المُنظمات الأممية بين الاغتيال والطرد والاعتقال (تقرير)


       

تقرير عين عدن – خاص

لا تتوقف ميليشيا الحوثي عن التأكيد على أن المُجتمع الدولي بكُل منظماته وهيئاته لا يُعنيها في شئ، وأنها لا تكترث بالقوانين الدولية، وهو ما ظهر جلياً في اعتقالها لعدد كبير من الموظفين الذي يعملون في منظمات دولية من بينها الأمم المُتحدة، وقبل ذلك تورطها في اغتيال موظفين يعملون في منظمات أممية، وطردها لمُنظمات إغاثية وإنسانية من مناطق سيطرتها لافتعال بطولات وهمية ادعاء لنصرة غزة غير آبهة بالنتائج الكارثية التي ستلحق بحياة المواطنين الذين يعتمدون اعتماداً كلياً على المُساعدات الإنسانية التي تُقدمها تلك المنظمات.

 

اعتقال موظفيين دوليين بينهم أمميين

وفي آخر مشاهد الانتهاكات التي تُمارسها الميليشيا بحق المُنظمات الدولية، قال 3 مسؤولين في الحكومة لـ"رويترز"، إن قوات الأمن التابعة للحوثيين اعتقلت ما لا يقل عن 15 موظفاً يمنياً يعملون في مُنظمات دولية، من بينها الأمم المتحدة، حيث أوضحوا أن عناصر لما يُسمى مُخابرات الحوثي، "اعتقلوا 9 موظفين أمميين، و3 موظفين في المعهد الديمقراطي الوطني الممول أمريكياً، و3 موظفين في جماعة محلية معنية بحقوق الإنسان، وذلك خلال سلسلة من المداهمات.

 

جهات عمل الموظفين الدوليين المعتقلين

ونقلت وكالة "أسوشيتد برس" الأميركية، عن مسؤولين إقليميين، تحدثوا شرط عدم الكشف عن هويتهم، قولهم إن الاعتقالات طالت 9 موظفين يعملون في المفوضية السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان، وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي وبرنامج الأغذية العالمي، فضلا عن موظف واحد يعمل في مكتب المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، وزوجة أحد الموظفين الذين جرى اعتقالهم، بالإضافة لموظفين آخرين يعملون في منظمات إغاثية أخرى.

 

مداهمات ومصادرة هواتف وأجهزة كمبيوتر

ونُقل عن مُنظمة ميون اليمنية لحقوق الإنسان، أن عمليات الاعتقال التي نفذها الحوثيون، طالت موظفين في 4 محافظات تسيطر عليها الجماعة المسلحة، وهي عمران، والحديدة، وصعدة وصنعاء، حيث داهم أفراد المخابرات التابعين لجماعة الحوثي، منازل ومكاتب هؤلاء الأشخاص، وصادروا هواتف وأجهزة الكمبيوتر الخاصة بهم، وفق رويترز.

 

موظفون دوليون لازالوا في معتقلات الميليشيا

ويحتجز الحوثيون المتحالفون مع إيران نحو 20 موظفا يمنياً لدى السفارة الأميركية في صنعاء منذ 3 سنوات، حيث أوقفت السفارة عملياتها في 2014، كما سبق أن احتجز الحوثيون 4 موظفين أممين آخرين، اثنان في 2021، واثنان آخران في 2023، وما زالوا رهن الاعتقال لدى الجماعة المسلحة، حسب "أسوشيتد برس".

 

افتعال بطولات وهمية

وفي فبراير 2024، أبلغت ميليشيا الحوثي، مكتب المُنسق المُقيم للشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في اليمن بيتر هوكينس ومقر إقامته صنعاء، ومن خلاله جميع المنظمات الإنسانية بأن أمام موظفيها خاصة الأمريكيين والبريطانيين مهلة شهر واحد لمغادرة البلاد، في محاولة منها (حسب مُحللين) افتعال بطولات وهمية ادعاء لنصرة غزة، غير آبهة بالنتائج الكارثية التي ستلحق بحياة المواطنين الذين يعتمدون اعتمادا كليا على المساعدات الإنسانية التي تقدمها تلك المنظمات، في ظل أوضاع مزرية نتيجة عدم صرف الجماعة الحوثية للرواتب وتفاقم الأزمات المعيشية للمواطنين، التي وصفت بالكارثية.

 

قتل وطرد الميليشيا للموظفين الأمميين

وفي 26 نوفمبر الماضي، طردت ميليشيا الحوثي نائب رئيس المفوضية السامية لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة "سفير الدين سيد" من صنعاء بزعم "تنفيذ أجندة ليس لها علاقة بحقوق الإنسان"، وفي 25 أكتوبر الماضي، قُتل مسؤول الأمن والسلامة في منظمة Save the Children الدولية هشام الحكيمي داخل سجن حوثي للأمن والمخابرات ما أثار موجة تنديد أممية ودولية، وسبقه في يونيو 2022، مقتل عامل الإغاثة "ياسر محمد علي جنيد" معتقل سري في الحديدة في مأساة تفتح الأنظار عن مصير عاملي الإغاثة المختطفين.

 

حوادث اغتيالات مُتكررة

وفي يوليو 2023، أشارت أصابع الاتهام إلى ميليشيا الحوثي في قضية قتل مؤيد حميدي رئيس مكتب برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة في محافظة تعز التي تُحاصرها ميليشيا الحوثي منذ سنوات، حيث شهدت المدينة التي يُحاصرها الحوثيون من ثلاثة اتجاهات حوادث اغتيالات متكررة في الأشهر الماضية إلى جانب عمليات سطو على المصارف والمنازل والمقرات الحكومية.