أخبار وتقارير

اللصوص السريون في اليمن.. تبييض الأموال على رأس أولويات الحوثي (تقرير)


       

تقرير عين عدن – خاص

 

لا يغفل على أحد مدى الفساد المُستشري بين قيادات ميليشيا الحوثي الانقلابية، من صفقات مشبوهة، وفرض جبايات غير قانونية، وما إلى ذلك من أوجه الفساد، والتي يأتي على رأسها إنشاء شبكة مالية سرية لتبييض الأموال وغسلها والتحكم بمفاصل اقتصاد اليمن، وهو ما تسبب في تدهور الأوضاع داخل بلادنا على كافة المستويات.

 

اللصوص السريون في اليمن

وفي صورة من صور، فساد ميليشيا الحوثي الانقلابية، أوردت مُنظمة "P.T.O.C" (وهي وكالة غير حكومية تتولى تعقّب الجرائم المنظّمة وغسل الأموال)، تقرير تحت عنوان "اللصوص السريون في اليمن"، حيث أكدت أن هذه القيادات أسست شركات للهروب من عقوبات مجلس الأمن والولايات المُتحدة الأمريكية.

 

مرتبطة مباشرةً بعبدالملك الحوثي

مُنظمة "P.T.O.C"، أشارت إلى أن الشبكة المالية المرتبطة بشكل مباشر بمكتب عبدالملك الحوثي ويديرها ما يسمى "جهاز الأمن والمخابرات" تضم 10 قادة يتولون مهام مزدوجة أمنية - اقتصادية، وتنشط في مختلف القطاعات لا سيما الأراضي والعقارات، والأدوية، والمستلزمات الزراعية، والسجائر، والمواد الغذائية، والنقل البحري والبري، والصرافة والمؤسّسات المالية.

 

تبييض ملايين الدولارات ومليارات الريالات

وكانت ميليشيا الحوثي الانقلابية، قد نصبت هذه القيادات الأمنية في مختلف الشركات الحكومية والخاصة بهدف اكتساب الخبرة قبل تشييدهم شركات جديدة لـ"تبييض ملايين الدولارات ومليارات الريالات المحصلة من الضرائب والجمارك وعائدات النفط والغاز وأراضي وعقارات الدولة وأموال الأوقاف والموازنة المركزية والمحلية والصناديق الخاصة".

 

وكيل جهاز أمن ومُخابرات الحوثي

وتصدر القيادي الحوثي محمد عباس قاسم عامر المكنى "أبوخليل" قائمة القيادات المسؤولة عن تأسيس "كيانات وشركات ومجموعة مالية سرية جديدة" بغرض غسل الأموال والمرتبطة بشكل مباشر بزعيم المليشيات المصنفة إرهابيا، حيث يشغل عامر منصب "وكيل جهاز الأمن والمخابرات" والمشرف الرئيس على عملية تبييض الأموال والقطاع الاقتصادي للحوثيين، يتولى إدارة منظومة مالية واقتصادية معقّدة لتمويل الجانب الاستخباراتي للجماعة والمرتبط بشكل وثيق بإيران، ويعد عامر (الذي أصدر بحقه حكماً بالإعادم) أحد أهم وأخطر العناصر الأمنية والاستخباراتية الحوثية المتحكّمة في الوضع الاقتصادي السري للمليشيات.

 

حسن أحمد الكحلاني أبو شهيد

 وإلى جانب محمد عامر، يأتي حسن أحمد الكحلاني المكنى "أبوشهيد" والذي يشغل منصب وكيل القطاع الخارجي بجهاز الأمن والمخابرات، وكذا منصب وكيل ثانٍ في ذات الجهاز التجسسي، كما يتولى أيضا "مهام أمنية واقتصادية قمعية ضد الشخصيات التجارية والسياسية"، وهو من أبرز المتورطين في جرائم التفجيرات والاغتيالات بصنعاء كجبهة أخرى إلى جانب حروب صعدة (2004-2009)، وأصبح يعمل كحلقة وصل مع قيادات استخباراتية في الحرس الثوري الإيراني.

 

مدير مشتريات وزارة الدفاع الحوثية

وفي نفس الإطار، يتولى القيادي الحوثي محمد أحمد الطالبي المكنى "أبوجعفر" مهام شراء وتخزين ونقل الأسلحة داخل المليشيات مستغلا منصبه كمدير للمشتريات في وزارة الدفاع الحوثية وعمله كمساعد لشؤون الدعم اللوجستي لوزير الدفاع الحوثي، فوفقاً لتقرير P.T.O.C فإن الطالبي "ينتمي إلى أسرة مقرّبة من عبدالملك الحوثي، يشغل معظم أفراد هذه العائلة مناصب حساسة في مجال تبييض وغسل الأموال عبر أكثر من قطاع، بمن فيهم عبد الله حسين الطالبي الذي يعمل معه مؤيد المؤيد شقيق القيادي الحوثي في لندن أحمد المؤيد".

 

خالد خليل

بالإضافة لهؤلاء، يعد الضابط السابق في جهاز المخابرات اليمنية خالد محمد خليل هو "رئيس الدائرة الاقتصادية لجهاز الأمن والمخابرات لمليشيات الحوثي، ويتولّى "عملية جباية الأموال والضرائب من شركات الصرافة والشركات التجارية العاملة في اليمن بشكل عام"، حيث يؤكد التقرير أن خليل "مارس انتهاكات بشعة بحق تجّار ورجال أعمال وصرافين رفضوا تبييض أموال لمليشيات الحوثي، حيث تقدّمه المليشيات للواجهة بحكم تخصّصه في القطاع المالي لجهاز الأمن القومي سابقا".

 

عبدالله المتميّز

أكد التقرير أن عبدالله المتميز المكنى "أبوقاسم" الذي يتولّى مهام دائرة المشتريات المالية لجهاز الأمن والمخابرات التابع للحوثيين، يرتبط بشبكة مالية معقّدة واسعة، مبنية على شراء الأصول العقارية والممتلكات باهظة الثمن للقيادات الحوثية، حيث كشف التقرير أن القيادي الحوثي (عبدالملك محمد عاطف) هو من يساند المتميز في هذه المهمة، مشيرا إلى أن الرجل أحيل مؤخرا للتحقيق في قضايا فساد مرتبطة بقيادات حوثية.

 

نجل حسين الحوثي

التقرير ذكر أيضاً، أن عبدالله حسين الحوثي، النجل الأكبر لمؤسسة الجماعة الأول (حسين الحوثي)، يدير مهام سرية بالغة التعقيد في تبييض الأموال للجماعة ويتنقل بشكل دائم بين إيران واليونان وإحدى الدول الإقليمية المساندة للحوثي.

 

عبدالملك عاطف

قدم التقرير معلومات صادمة عن الأدوار الخفية للقيادي الحوثي "عبدالملك محمد صالح عاطف" المرتبط بشبكة غسل وتبييض أموال الحوثيين عبر شراء عقارات وأصول لقيادات مليشيات الحوثي المدعومة من إيران، فوفقا لذات المصدر فإن عاطف يعد أحد المسؤولين البارزين في "لجنة الأراضي" التي اشتهرت بمصادرة آلاف الهكتارات من أراضي المواطنين والمعارضين لمليشيات الحوثي، بقيادة القيادي "أبوحيدر جحّاف" الذي يعمل في الشرطة العسكرية الحوثية.

 

بيت الإنسانية

وكشف التقرير استغلال عبدالملك عاطف مؤسّسة خيرية تدعى "بيت الإنسانية" للتغطية على أنشطته في عمليات غسل الأموال وتبييضها لصالح قيادات جماعة الحوثي، فضلا عن السيطرة على حصص الإغاثة من المنظّمات الدولية بالتنسيق مع"آلية سكمشا" أو ما يسمى "المجلس الأعلى لإدارة وتنسيق الشؤون الإنسانية والتعاون الدولي".

 

عبدالله النعمي

قال التقرير إن عبدالله النعمي يعد أحد المسؤولين عن عمليات غسل وتبييض الأموال ونقلها من وإلى إيران، إضافة إلى نقل المعلومات اللوجستية، ويعمل في منصب صوري فيما ما يسمى "المجلس الأعلى لتنسيق الشؤون الإنسانية"، مُشيراً إلى عمل النعمي في مواقع أخرى داخل حكومة الانقلاب غير المعترف بها، مؤكداً امتلاك المنظمة تفاصيل وفيديوهات حصرية توثّق زياراته إلى إيران مؤخرا.

 

أحمد العنسي

كشف التقرير أن القيادي الأمني لمليشيات الحوثي أحمد عبدالكريم أحمد العنسي (الشرعي) والمكنى "أبويوسف"، هو من يدير شبكة مسؤولة عن تهريب المعدات والأجهزة التي تحتاج إليها الميليشيات الحوثية من دولة إقليمية على حدود اليمن الشرقية إلى صنعاء، كما يهرب "مبالغ مالية وبضائع" للحوثيين كجزء من عملية غسيل أموال منظمة.

 

زيد الشرفي

يعتبر القيادي الحوثي "زيد علي يحيى حسن الشرفي"، أحد أبرز تجار المليشيات ومن أهم المسؤولين الماليين داخل الجماعة إثر إشرافه على عدد من الشركات الاستثمارية التابعة لعدد من قيادات الصف الأوّل للمليشيات، ومن أهم الشركات والاستثمارات التي يشرف عليها الشرفي التابعة للقيادي النافذ "محمد علي الحوثي"، ابن عم زعيم المليشيات والمتزوج شقيقة زيد الشرفي.

 

شركات تعمل لصالح المليشيات

وذكر التقرير أن الشرفي شيد شركات تعمل لصالح المليشيات ومسجّلة بأسماء أشخاص آخرين، من هذه الشركات "يمن كرود للتجارة والخدمات النفطية" و"مستر أويل للتجارة والاستيراد" و"ستار بلاس للصناعات الدوائية"، مُشيراً إلى أن مستر أويل تعمل لصالح الحوثي في مجال الخدمات النفطية والغاز، وقد عملت الشركة لفترة في تجارة النفط، ولم يرصد لها نشاط خلال الفترة الأخيرة، مرجحا توقفها عن العمل فيما تأسست شركة ستار بلاس عام 2020 كإحدى شركات المليشيات التي لا يقتصر نشاطها على الأدوية، إنما هي يد خلفية للأنشطة المشبوهة.