أخبار وتقارير

وسط دعوات للمواجهة.. إعدامات الحوثي بحق التهاميين بين الحقد الدفين ومساع التخلص من المعارضين (تقرير)


       

تقرير عين عدن – خاص

لم يتوقف استغلال ميليشيا الحوثي لحرب غزة ومزاعم نُصرتها للمقاومة الفلسطينية عند زيادة تجنيد الأطفال وتطييفهم وإرسالهم لمراكزها الصيفية لتحويلهم إلى أدوات قتل عمياء، لا ترى إلا ما تراه جماعة الحوثي، ولا تسمع إلا إلى ما يقوله عبدالملك الحوثي، فالميليشيا ورغم الضغط العسكري المزعوم المفروض عليها من أعتى قوى الأرض إلا أنها وللغرابة تجد القُدرة والإمكانيات لشن هجمات على مناطق الشرعية، ومحاولة استغلال الهدنة الهشة في البلاد لتوسيع مناطق نفوذها، إلا أن الجيش الوطني والمقاومة دائماً ما يقفوا لها بالمرصاد ويلقنون عناصرها خسائر فادحة على الجبهات.

 

إعدام أبناء تُهامة

وفي مشهد من مشاهد استغلال ميليشيا الحوثي الانقلابية لحرب غزة ونصرتها المزعومة للمقاومة الفلسطينية وحربها المستعرة على اليمنيين، تصاعدت تحذيرات حقوقية من لجوء جماعة الحوثيين، إلى إعدام دفعة جديدة من أبناء تهامة على الساحل الغربي لليمن (التي تضم مُحافظات الحديدة وحجة وأجزاء من تعز)، بعد اتهامها يوم الاثنين الماضي عدداً منهم، جلّهم من الحديدة، برصد مواقع إطلاق الصواريخ والطيران المسيّر ومواقع الزوارق (الحوثية) ورفع إحداثياتها للقوات الأميركية والبريطانية.

 

اتهامات لأبناء تهامة بالعمالة لأمريكا وإسرائيل

وكانت قناة المسيرة التابعة لجماعة الحوثيين، قد نشرت يوم الاثنين الماضي، ما قالت إنها اعترافات جواسيس من أبناء تهامة يعملون لصالح كيان استخباري يدعى (قوة 400) تابع للاستخبارات الأميركية والإسرائيلية، وبينما لم تُحدّد وكالة "سبأ" بنسختها التابعة للحوثيين عدد المتهمين، أظهرت صور ولقطات المسيرة أن عددهم 18، وأظهرت صور شاركتها "سبأ" على وسائل التواصل الاجتماعي 18 شخصا على الأقل.

 

معلومات عن قُدرات الحوثيين

وبحسب الاعترافات المزعومة التي بثتها قناة المسيرة للمتهمين، فقد طُلب من الموقوفين معلومات عن الصواريخ والطائرات المسّيرة والدبابات والقوات البحرية والزوارق والمواقع التابعة للجماعة، ورصد تعزيزات قوات الحوثيين، وإنزال برنامج خرائط على الهاتف وتحديد مواقع القوات التابعة للحوثيين، وتضمنت الاعترافات أيضاً، بحسب ما بثّ منها، الطلب من المتهمين رصد الأماكن والمزارع التي تنطلق منها الصواريخ باتجاه البوارج الأميركية والإسرائيلية، ورصد التجهيزات في مديرية الدريهمي كالقناصين والدبابات، بالإضافة إلى إحراق معدات قوات الحوثيين.

 

اتهامات كيدية ومُزيفة

وفي السياق، أصدر الحراك التهامي السلمي والمقاومة التهامية، بياناً جاء فيه أن اتهامات جماعة الحوثيين لأبناء تهامة "كيدية ومزيفة، تهدف إلى التخلص منهم، استناداً إلى سطوتها وقوتها الغاشمة ونواياها العدوانية والتطهير العرقي ولممارسة المزيد من الظلم والاضطهاد بحق أبناء تهامة"، بينما علق مُحللين سياسيين، على الإجراءات الحوثية بأنها تأتي في سياق استغلال ميليشيا الحوثي الانقلابية لحربها المزعومة في البحر الأحمر في التخلص من مُعارضيها والرافضين لها ولوجودها.

 

القضاء أداة لقمع المناوئين

من جانبها، أدانت الشبكة اليمنية للحقوق والحريات، محاولة مليشيات الحوثي، إعدام نحو 11 مواطناً من أبناء تهامة بتهمة التخابر مع القوة 400 الأمريكية، حيث أكدت الشبكة في بيان لها، أن مليشيات الحوثي مستمرة في استخدام القضاء أداة لقمع المناوئين لها والرافضين لممارساتها الإجرامية بحق المدنيين في المناطق الخاضعة لسيطرتها وتسعى بكل الوسائل الإجرامية والإرهابية لإسكات الأصوات المدنية الحرة إخضاعها.

 

أبشع الجرائم الحوثية

وأوضحت الشبكة، أن المليشيات الحوثية أصدرت أكثر من (400) حكمًا بالإعدام بحق معارضيها السياسيين، ومدنيين، كانت الجريمة الأكبر التي نفذتها بحق المختطفين، هي قيامها بإعدام 9 من أبناء تهامة وسط ميدان التحرير بالعاصمة المُختطفة صنعاء منتصف سبتمبر 2021، معتبرة أن جريمة إعدام أبناء تهامة، بأنها واحدة من أبشع الجرائم الحوثية التي ارتكبت ضد المدنيين اليمنيين بدم بارد.

 

مشكلة الميليشيا مع سكان الحديدة وتهامة

من جانبه، علق الباحث الجنوبي في شؤون الجماعات المسلحة، سعيد بكران، على مساعي وعزم مليشيات الحوثي الإرهابية المدعومة إيرانياً، بإعدام عشرة أبرياء جدد من أبناء تهامة، بحجة التخابر، حيث أشار إلى أنه من الواضح أن الحوثيين لديهم مشكلة مع سكان الحديدة وتهامة، لذلك يرسلون رسائل رعب لجميع السكان وكل من يرفض سلوكهم.

 

دعوات تُهامية لمواجهة الميليشيا

وعلى جانب آخر، وجّه أبناء مديرية حيس (جنوب الحديدة) في لقاء مجتمعي، دعوة إلى الشباب من أبناء المُحافظة وتُهامة عامة للتوجه نحو الساحل الغربي والالتحاق بالأحرار في جبهات القتال دفاعًا عن الدين والوطن والعرض والكرامة، وأشار اللقاء، الذي شهد حضورًا لأبناء مديرية مقبنة تعز ومديرية جبل رأس بالحديدة، إلى أن جرائم الحوثي بحق أبناء تهامة ممنهجة ونابعة من حقد تاريخي ولن تقف عند حد معين، مؤكدًا ألا سبيل لأبناء تهامة للخلاص منها سوى مواجهتها بقوة السلاح من متارس أبطال المقاومة الوطنية في الساحل، أو من أي جبهات  في مأرب والضالع وميدي والحدود.