أخبار وتقارير

وسط مطالبات للإمارات بإعادة النظر في دعم الانتقالي.. استطلاع رأي يظهر سخط شعبي اتجاه سياسات المجلس (تقرير)


       

تقرير عين عدن - خاص

يومًا بعد يوم يخسر المجلس الانتقالي الجنوبي وقياداته حاضنتهم الشعبية (حسب استطلاعات رأي وآراء سياسيين وقيادات رأي)، وذلك نتيجة السياسات التي يتبعها المجلس على كافة المستويات، والتي تسبب في تردي الخدمات وارتفاع الأسعار وتدهور قيمة العملة المحلية وزيادة نهب الأراضي بدون رقيب أو حسيب وغير ذلك من مظاهر سوء الأوضاع في عدن على وجه الخصوص التي يسيطر عليها المجلس الانتقالي أمنيا وسياسياً.

 

سخط شعبي من إدارة الانتقالي للقضية الجنوبية

وفي أحد استطلاعات الرأي التي أجراها الصحفي الجنوبي المعروف صلاح السقلدي على حائطه بموقع التواصل الاجتماعي الفيس بوك عشية ذكرى تأسيس الانتقالي، عبر المئات من المواطنين الجنوبيين عن عدم رضاهم عن سياسة إدارة المجلس الانتقالي الجنوبي للقضية الجنوبية، وعن الشراكة السياسية، وعن سخطهم من الأوضاع المعيشية الصعبة التي وصل إليها الجنوب وقضيته ومواطنيه.

 

امتعاض من المآل الذي وصلت إليه القضية الجنوبية

وقد أبدى المئات من النخبة الجنوبية ممن شاركوا في استطلاع الرأي الذي أجراه الصحفي صلاح السقلدي، امتعاضهم من المآل الذي وصلت إليه القضية الجنوبية، حيث أشاروا إلى أنهم غير راضون عن الانتقالي في هذه الظروف السيئة، معتبرين أنه حاد عن الطريق وبدأ يتخلى شيئا فشيئا عن المشروع الذي يتبناه، وغرقت معظم قياداته في الفساد والمحسوبية، وأصبحت القضية الجنوبية في مهب الريح، بحسب المستطلعين الذين شاركوا في استطلاع السقلدي،

فيما عبّر آخرون (وهم أقل عددا من نظرائهم) عن رضاهم عن الانتقالي وما حققه من مكاسب سياسية وأمنية وعسكرية برغم الصعاب التي تقف بوجهه.

 

 تجاوزات وعشوائية ومحسوبية

من جانبه علق صاحب الاستطلاع، الصحفي صلاح السقلدي على نتيجة الاستطلاع بالقول: "نتيجة الاستطلاع يبدو من نظرة شاملة من هذا الاستطلاع الذي أجريته على (صفحتي بالفيس بوك) أن الأكثرية من الجنوبيين أصبحوا يتبرمون من الأوضاع التي وصلت إليها البلاد في الجنوب، ومن بعض سياسات المجلس الانتقالي بشأن وضع القضية الجنوبية وموضوع توفير الخدمات وتردي الحالة المعيشية والاقتصادية برمتها، ومن التجاوزات والعشوائية والمحسوبية التي يرتكبها بعض نشطاء وقيادات المجلس، والتي للأسف تقيد بالتالي على المجلس كله".

 

ناقوس تنبيه للانتقالي

وأشار صلاح السقلدي، إلى أن هذا الاستطلاع - على محدوديته وبساطته -، وغيرها من استطلاعات الرأي التي تكون نتيجتها سلبية للانتقالي -يجب أن ينظر إليها المجلس من زاويتين، الأولى، أن ثمة سخط شعبي ونخبوي حاصل بالفعل، لا يمكن التعامي عنه، سخط من وضع سيء، يستحق التوقف عنده وجعله ناقوس تنبيه، خصوصا وأن معظم من صوتوا سلباً بهذا الاستطلاع، هم بالأصل حريصون على إيجاد حلاً عادلا للقضية الجنوبية ومؤيدون للانتقالي من ناحية المبدأ، وليس لهم حسابات ومصالح خاصة أو ضغينة معه، وانطلقوا بطرح رأيهم هذا من حرص لا من تشهير ، ربما شيء من الإحباط تملكهم لكنه العتاب الإيجابي الذي يجب أن يوصل للمعنيين بالأمر في الانتقالي، فقد طفح الكيل في نظرهم، ولم يبق في قوس الصبر منزع.

 

حضور رغم قتامة الوضع

وأوضح الصحفي صالح السقلدي، أن الزاوية الثانية، تتمثل في أن الانتقالي يفترض عليه أن لا يتلقى هذه الاستطلاعات بحالة يأس وقنوط، فما يزال يتمتع بشيء من الحضور برغم قتامة الوضع، ومن منطلق أن الانتقالي هو المتاح بالساحة يجب ألا نخسره ونعود للمربع الأول من الضياع، فالسياسة تتأرجح صعودًا وهبوطًا، كونها محكومة بظروف وعوامل أشبه بالرمال المتحركة لا تستقر على حال.

 

لازال في الوقت متسعا ليصحح الانتقالي ما أفسده

 وتابع السقلدي، أنه مع الأخذ بالاعتبار بحقيقة أن نسبة كبيرة من الجماهير بالجنوب ساخطة على الوضع و عاتبة بقوة عليه إلى حد أن البعض فضل الانسحاب من الساحة وبات يلعن هذا الوضع ومن أوصل الناس إليه، كما في المقابل أن هذا التبرم ليس نهاية المطاف ولا يجب أن يكون مدعاة للانكسار، فما يزال في الوقت متسعا لدى الانتقالي ليصحح ما أفسدته أخطاء سبع سنوات مضت من السلب والتخبط والأنانية والشللية، لا تخلو في ذات الوقت من مكاسب تم إحرازها.

 

مطالبات للإمارات بإعادة النظر في دعم الانتقالي

وعلى جانب آخر وبعيدا عن استطلاع الرأي الذي أجراه الصحفي صلاح السقلدي، طالب نشطاء جنوبيون على مواقع التواصل الاجتماعي، دولة الإمارات العربية المتحدة بإعادة النظر في دعمها للقيادات الحالية للمجلس الانتقالي الجنوبي التي طالها الفساد وجمع الجبايات والتسلط واستغلال السلطة  في البسط على الأراضي والعقارات والموارد، كما طالبوها بأن تكون مع شعب الجنوب قبل أي شئ وأن تساعد في رفع المعاناة عنه، معتبرين أنها كان لها الفضل في إحياء قضية الجنوب من جديد وتحرير ساحل حضرموت من تنظيم القاعدة الإرهابي وغير ذلك من الدعم الذي قدمته أبو ظبي لكل محافظات الجنوب على كافة المستويات.