الحملة الشعبية للمطالبة برفع العقوبات عن الشهيد صالح ونجله أحمد



لم يكن التاسع والعشرون من يونيو 2024م أي يوم السبت الماضي في تقويم اليمنيين يوماً عادياً، لقد تغير فيه التوقيت التوعوي لدى عامة الشعب، وتجاوزت عقارب الساعة الستون دقيقة، وانطلقت الحملة الشعبية أو بمعنى أصح الهبةُ الشعبية في جميع مواقع السوشيال ميديا للمطالبة برفع العقوبات الكيدية عن الزعيم الشهيد علي عبدالله صالح ونجله السفير أحمد علي عبدالله صالح، باللغة العربية والإنجليزية والفرنسية، في تلاحم شعبي جسد معاني الحب والوفاء للشهيد صالح ونجله أحمد، ربما يعني هذا التفاعل الكبير صقل الأيام لحالة الركود التي أصابت اليمن واليمنيين في فترات عديدة، ليظهروا بهذا الكم الكبير من التفاعل والنشاط والحماس اللا محدود.

تخطت ردود الأفعال الايجابية والمنشورات في ( الواتس أب، وتويتر، وفيسبوك، وإنستغرام) حاجز المتوقع، وتقدمت آلاف المنشورات باللغة العربية والإنجليزية والفرنسية في الداخل والخارج، وكان صالح ونجله في منشورات الآلاف روح الوطن الذي يرفض الهيمنة ويُصر على الحقيقة وتجاهل الماضي وأصوات النشاز.

ما يُميز هذه الحملة الشعبية كسابقها أنها أتت عفوية من تلقاء أنفسهم، لم يتم فيها التنسيق ولا الترتيب أو حتى التمهيد، تصرفوا بعفوية تجاه ما رأوه واجباً وطنياً يُحتم عليهم الوقوف أمام تحدياته. فكانت النتيجة صادمة للجميع أمام سيل هائل من المنشورات والصور المعبرة عن العديد من الدلالات التي رسختها هذه الحملة الشعبية العريضة، هذه الدلالات الأهم للناس والأعمق كونها تُحاكي متغيرات اللحظة والتاريخ وما يدور في أروقة الأمم المتحدة ودهاليز سياسة الغرف المغلقة.

كما لخصت هذه الحملة الشعبية حجم أنشطة ووعي الشعب اليمني تجاه حل الأزمة اليمنية وتجاوز الماضي وتوحيد الصف الجمهوري في مواجهة جميع التحديات التي تواجه اليمن، كما أتفق المتفاعلون والناشطون والكتاب والصحفيين في حملتهم الشعبية على أن الشهيد صالح ونجله السفير أحمد قد تعرضوا للظلم والمؤامرة وبأن جميع المشاريع الصغيرة ساقطة، متسائلين في نفس الوقت كيف يُعاقب من خدموا الوطن ومن جنبوه الحرب وجنحوا للسلم بهذا الكيد السياسي والظلم والمؤامرة كل هذه السنين؟

لقد تفاجأ الجميع وهم يشاهدون مطراً غزيراً من التفاعلات التي طالبت برفع العقوبات الكيدية عن الشهيد صالح ونجله. كان الجميع على قدر المسؤولية وكأنهم كانوا في تفاعلهم يلوذون بالجدران القريبة، جدران المجتمع الدولي ومجلس الأمن، هذه المنظمة الدولية التي يجب أن تبقى ملاذ لكل المظلومين ونصرة الحق ورفع الظلم عنهم.

أعتقد بأن مجلس الأمن هذه المرة لن يتخلى عن قميصه الأبيض، وسيدافع عن المظلومين وسيكون منصفاً ومنحازاً للحق وأهله، ولن يرتدي القميص الأسود أو يستبدله باللون الرمادي، وأظن بأنه سيستبق الحق الذي تأخر كثيراً.

في الأعوام السابقة لم يقبل اليمنيين بهذه المعادلة القائمة على الذكرى، فقرروا أن تكون هذه الذكرى ذكرى لتجديد العهد والوفاء، لقد تدافع الناس في ذروة انهماكهم وتعبهم إلى ساحات السوشيال ميديا، وقرروا أن يأتوا أفواجاً للدفاع عن الوطن ورموزه الوطنية، هي بالأصل حملة ودعوة للسلام والاستقرار، حملة شعبية لم تصنعها خيالات السياسة بل صنعتها الظروف القاسية التي عصفت بالبلد، حملة صنعها الشباب الذين هم خلاصة روح هذا الوطن العريق وعقله الشجاع والمُبتكر، وخلال ساعات فقط اختلط فيها الحب والاصرار، حب الوطن واصرارهم للدفاع عن رموزه الوطنية الشريفة، لقد شهد التاسع والعشرون من يونيو من العام 2024م ولادة أسطورية لمعنى أن يكون الوطن وطناً، توقفت الحملة في يومها الثاني، ولم نودعها بحزن الأمهات الأبدي، ولا بفجيعة الآباء التي ليس لها نهاية، بل بمجد الإرادة والنصر والعهد والوفاء.

يونيو لم تتراجع فيه عقارب الساعة إلى الوراء، فالظلم لم يعد فيه مسألة وقت، لقد صار فيه عُمر الشهيد الزعيم علي عبدالله صالح ونجله السفير أحمد توقيتاً محلياً لكل الأحرار، ففي صور كل واحداً منهم تُصادفنا تُشرق شمس لم يتحسس دفئها سوى من تعلقت روحه بهم كأعظم الآمال.

ستعود الحرية ذات يوم، والحق الذي حاول البعض قتله هو الآن أكبر، صوته المخنوق خلف جدران الاختطاف يدوي في السماء نُريد وطناً، سيُرفع الظلم عن الشهيد صالح ونجله يوماً وسيأتي النصر على هيئة " يمن " لا يعرف القهر ولا التعب.