من يناقش عيوبَنا ويصلح أعطالَنا؟



من الذي يسوقُ اليمن واليمنيين للموت وهم ينظرون؟ من الذي تسبّب بجر الدبّ إلى الكرْم فعبث به وقتل أهله في غزّة، وعمّق الفرقة في أمة فلسطين؟ من الذي يقامر اليوم بمصير لبنان واللبنانيين، ويدفعهم ليخرجوا من لبنان أفواجاً أفواجاً من مطار رفيق الحريري في بيروت، باتجاه أي مكان لهم فيه أهل وعشيرة، هرباً من «جمهورية حسن نصرالله»... وأخيراً من يشدّ العراق بالحبال الغليظة نحو الخلف، ويغرس أشجار الطائفية وزقّوم الفساد في أرض الرافدين؟

 

أليس كل هؤلاء جماعات تنهل من معين واحد، شيعية كانت أو سنّية؟

 

هذه لمحات يسيرة وقبضة من أثر الشيطان، اليوم، وقبل اليوم، في هذه البلاد العربية الموجوعة، نريد أن نعرف من صنع بها ذلك؟

 

لا تقل إسرائيل، فإسرائيل إن كانت في فلسطين ولبنان، فليست في اليمن، ولا في العراق، ولا صحراء مالي، ولا في أفغانستان، ولا في الصومال، ولا في ليبيا، ولا «طالبان باكستان»، ولا في «داعش خراسان»، في وسط آسيا... كل هذه البقع السوداء على جلد هذه الدول، موجودة بفعل أسباب ذاتية، ومحرّكات خاصة به.

 

تستطيع أن تتحدث عن السبب الإسرائيلي في تهييج التطرف الديني الإسلاموي في فلسطين، ولبنان، وربما سوريا ومصر بدرجة ما... سنوافق على ذلك، توفيراً للنقاش، لكن ماذا عن تفجير دور العبادة - ولا يوجد فيها كنيس يهود، رغم أن تفجير أي دار عبادة جريمة مضاعفة بحدّ ذاتها - أقول ماذا عن تفجير الكنائس في مصر، بل والجوامع مثلما حصل في سيناء، وكذلك مساجد في الكويت والسعودية واليمن؟

 

ما دخل إسرائيل بذلك؟

 

لدينا مشكلة قديمة متجدّدة، وهي أعطاب وأعطال فكرية تربوية، لا يريد أحدٌ من أهل المسؤولية، ولا أقصد الحكومات والدول فقط، بل حتى قادة المجتمع، الدخول في ميدان إصلاح هذه الأعطال، يخافون من «الحرق» الشعبوي... مثل ملف إصلاح الخطاب الديني، ولا أقول تجديده فقط، فثمة فرق بينهما، سبق نقاشه مع المفكرّ المتخصص بهذا الأمر رضوان السيد في حلقة من برنامج «الندوة» على «العربية».

 

أخيراً، إسرائيل، خصوصاً يمينها وبنيامينها، أهل تطرّف وخرافات وإجرام؟

 

نعم، لكن لا شأن لذلك بما نتحدّث عنه.