حقق ثروات وأراضي وأكبر مصنع للخرسانة لـ"المقاول عوهج".. فساد مشروع "سد حسان" يزكم الأنوف (تقرير)
تقرير عين عدن – خاص
أثيرت الكثير من ردود الأفعال حول مشروع سد مياه حسان الاستراتيجي الواقع في مديرية خنفر بمحافظة أبين البالغ تكلفته 78 مليون دولار أمريكيالذي تموله دولة الإمارات، عبر صندوق أبوظبي للتنمية، وسط اتهامات بوجود فساد كبير وانحراف في سير العمل ومشاكل بنيوية، حيث يُجري العمل فيه منذ عام تقريبا.
معلومات من مصادر خاصة
وقد أشارت مصادر عُمالية في مصافي عدن، لموقع "عين عدن"، إلى أنه قبل عشرة أيام أدخلت باخرة تحمل 10 آلاف طن ديزل، باسم مقاول أعمال مشروع سد حسان محمود محمد عوهج، بدون جمارك أو ضرائب، حيث يستفاد المقاول من أن المشروع معفي من الضرائب والجمارك لكونه مدعوم من الإمارات، إلا أن عوهج يستغل ذلك في إدخال بضائع متنوعة داخل البلاد بإسم المشروع للمُتاجرة فيها في الداخل دون أن يستفاد فيه المشروع الذي لا يزال أكوام تراب رغم مرور ما يُقارب عاما على إطلاقه، حيث يستخدم عوهج شركة وهمية في مقاولته للمشروع.
فساد في سد حسان
وفي هذا الإطار، أصدرت اللجنة التحضيرية لمبادرة "معاً لإنقاذ أبين ونجاح التنمية" بلاغ عاجل لما قالوا عنه بـ"فساد في سد حسان" وجهته للنائب العام وعضو مجلس القيادة عبدالرحمن المحرمي ودولة رئيس الوزراء ونائب رئيس مجلس النواب محمد الشدادي، وإدارة صندوق أبوظبي للتنمية، أشارت فيه إلى أنه تم تحويل مُخطط السد، من منشأة استراتيجية، وكما هو مخطط ومتعارف عليه في تشييد السدود وتحويله إلى عقمة مكونة من أكوام التراب تغلق وتسد الوادي الرئيسي لمجرى السيول، وأصبح السد العظيم عبارة عن عقمة وكوم من التراب والكري والحصى، يقوم المقاول بجرفها من نفس الوادي حسان بجانب العقمة بمسافة من 100 - 200 متر، وببلاش بدون ثمن ولا سعر يدفعه المقاول أو الجهة المُنفذة لمشروع السد وتسمى مواد وخامات عمل السد .
سوم من أكوام تراب وخامات الوادي
وأشارت اللجنة التحضيرية لمُبادرة "معاً لإنقاذ أبين ونجاح التنمية" أيضاَ في بلاغها، أن حوض السد عبارة عن سوم من أكوام تراب وخامات الوادي بطول حوالي 2 كيلو متر وليس كما يزعم المقاول أنه 3 كيلومترات، مُشيرة إلى أن هذا السوم الترابي الصافي من التراب لا غير، هو عبارة عن حاجز الحوض المائي للسد من الجهة الغربية تقريباً وأما حاجز الحوض الآخر أو المقابل للسوم عبارة عن سلسلة جبلية متقطعة، أي ليست ملتصقة ببعضها وبينها فراغات يمكن لمياه السيول في الحوض المزعوم أن تنساب من هذه الفراغات ويذهب الماء من بين الجبال وهذا اكيد لن يحصل لكون السوم الترابي لحوض الماء للسد والعقمة الترابية العشوائية ليست مواصفات سدود ولن تصمد أمام تدفق السيول دقائق معدودة .
إلغاء طريق يخدم المزارعين المنتفعين من السد
وأشارت اللجنة أيضاً في بلاغها، إلى أنه تم إلغاء الطريق الرئيسي للسد المفروض بحسب مكونات السد الرئيسية في التخطيط للسد بطول أقل من 5 كيلو متر من السد حتّى مدينة الدرجاج والذي يخدم المزارعين المنتفعين من السد وهو أيضاً الطريق السياحي للسد والاقرب لربط السد بالخط أو الطريق العام الى المنطقة المخزن المحادية لمركز المحافظة .
شركة محمود محمد عوهج
وتابعت اللجنة، أن الشركة المُنفذة تُسمى الشركة الكندية الأولى (OM) وهذا الاسم هو بداية المغالطات والدجل على الناس ودخول رأس الفساد للهط المشاريع، وفي الحقيقة الشركة المنفذة هي ملك مؤسسها محمود محمد عوهج وسماها على حروف اسمه وهو من تعز وأسس الشركة تقريبا بعد 2015م مثله كمثل كتبة المؤسسات والشركات والمنظمات المحلية التي برزت وظهرت لنا بعد حرب 2015، وأغلبها بأسماء وصفات دولية وعالمية وهي مجرد دكاكين، مُشيرة إلى أن شركة عوهج لا تملك أي أصول قبل مقاولتها على سد حسان ولكنها بقدرة قادر حصلت على مقاولة سد حسان بمحافظة أبين، صاحب الشركة عوهج كان مهاجر في كندا وحصل على الجنسية الكندية، ويُقال أنه كان يعمل في كندا عامل صرف صحي .
استفادة شركة عوهج من الإعفاءات الضريبية
وأشارت اللجنة في بلاغها، أن "شركة عوهج" استفادت من الإعفاء الضريبي والجمركي للمعدات الثقيلة والسيارات والناقلات والكسارات والقاطرات والدركتورات والبلدوزرات والرافعات والونوش والشيولات إلخ، نظراً إلى أن الاتفاق الموقع في الاتفاقية بين بلادنا ودولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة لتنفيذ مشروع سد حسان بأعفاء معدات السد من الضريبة الجمركية.
أكبر تاجر معدات مشاريع ومصانع في اليمن
وفي خلال عام من بدء العمل في المشروع، حسب بلاغ اللجنة للنائب العام والمسؤولين، أدخل عوهج ما يزيد عن 400 من المعدات بمختلف أنواعها وأحجامها، وصار أكبر تاجر معدات مشاريع ومصانع في اليمن وأصبح وارد عوهج ينافس واردات بازرعة، مُعدات ومركبات من إيطاليا وبريطانيا وألمانيا وهولندا واليابان والصين وغيرها، صار مع عوهج معارض في مأرب وحضرموت والبرح، والإنجاز عقمة وسوم من تراب وادي حسان.
الحصول على 2 كلم من الأراضي
وتابعت اللجنة، أن عوهج حصل أيضاً على أرضية في منطقة العلم على الطريق العام عدن أبين بمساحة اثنين كلم وعمل عليها سور حجر وتم صرفها له من قبل سُلطة أبين على أساس تابعة لمشروع سد حسان ولحفظ المعدات والمواد للسد "فهلوة وخداع وإيش قرب المسافة من العلم من سد حسان ولكن بركات حسان وأبين هذه"، مُضيفاً: "يطلع أو يرفع عوهج تكلفة المواد الخام من التراب والنيس والكري الذي يشلها من الوادي بلاش ودون مقابل، يطلعها بكلفة المقاولة أنه يشتريها الطن الواحد بألفين دولار، ثُم يطلب من الإمارات، صندوق أبوظبي للتنمية، ميزانية إضافية وكله على عقمة وسوم من تراب وحجار الوادي" .
التنقيب عن الذهب
وأشارت اللجنة، في بلاغها، إلى أن موظفي المشروع المهمين هم عوهج وعياله وأخوانه وصهوره ومن القرية، والرواتب بالدولار الأمريكي، وكل واحد سيارة فارهة آخر موديل، مُتابعًا عاد عوهج هذه المرة من رحلة الشتاء والصيف بقوافل قريش من دبي وجاب خبراء معادن للتنقيب على الذهب في الجبال المحيطة بسد حسان من جهة الشرق والآن الخبراء وعوهج موجودين في مشروع سد حسان وعوهج محوش عليهم في كنتيرات المشروع ويباشرون عمل التنقيب على الذهب.
أكبر مصنع للخرسانة الجاهزة
وتابعت اللجنة، أنه بعقمة وسوم سد حسان سيكون عند عوهج أكبر مصنع للخرسانة الجاهزة على مستوى الجزيرة العربية، حيث سيُقام في جُزء من أرضية العلم وبمعدات عالمية بفضل مشروع عقمة سد حسان، وسيكون في الجزء الآخر لأرضية العلم مشروع مدينة سكنية استثمارية أكبر من جارتها مدينة سماء الخليج العربي، بالإضافة إلى منجم ذهب في جبال سد حسان وقد يكون هُناك معادن أخرى ثمينة، وطالبت اللجنة كافة الجهات المسؤولة المذكورة بالتحقيق الفوري والعاجل وإعادة بناء وتشييد سد حسان كمشروع سد استراتيجي وبمواصفات السدود العملاقة ومحاسبة المقصرين.