تقرير عين عدن - خاص

آثارت أكثر من حادثة أمنية خلال الفترة الأخيرة في العاصمة عدن، ردود أفعال واسعة وغضب واسع شعبيا وعلى مواقع التواصل حول غياب الأمن في عدن، الذي كانت تتميز به المحافظة الساحلية، وهو ما ظهر جليا في هروب أحد عشر سجينا، من أحد السجون، بالإضافة لاعتداء قوات أمن على وكيل نيابة جسديا ومعنويا واحتجازه في خور مكسر.

هروب 11 سجينا من سجن إنماء

وكان أحد عشر سجينا، متهمين بقضايا جنائية، قد تمكنوا من الفرار، من سجن شرطة إنماء بعدن جنوبي البلاد، حيث قالت مصادر محلية، إن السجناء تمكنوا من الهروب، بعد قص باب السجن من الداخل بمنشار، ثم الصعود فوق سور قسم شرطة “إنماء” ليتمكنوا من الفرار.

اعتقال مدير قسم شرطة إنماء

لم يتوقف الحادث عند هذا الأمر، أشارت تقارير صحفية، إلى أن مدير قسم شرطة إنماء عنتر الشبحي تم الافراج عنه ظهر يوم الجمعة عقب تعرضه للاعتقال على خلفية قضية هروب عدد من السجناء من سجن شرطة إنماء قبل أيام، وقال مصدر أمني إن عنتر الشبحي اودع السجن في حين تم تعيين قائد جديد للشرطة، كما أشار  المصدر الى ان الشبحي تم إطلاق سراحه ظهر يوم الجمعة بضمانة حضورية في حين تواصل السلطات التحقيق في واقعة هروب السجناء.

الاعتداء على قاضي

وفي واقعة صادمة تُهدد مبدأ سيادة القانون، تعرض وكيل نيابة أحور الابتدائية، القاضي رامي سالم الدماني للاعتداء الجسدي والمعنوي، واحتُجزت حريته من قبل أفراد قسم شرطة خورمكسر بالعاصمة عدن، وذلك في تاريخ 26 يونيو 2024، على الرغم من أنه عرفهم بنفسه كونه وكيل نيابة.

إضراب القضاة

 وأثارت حادثة الاعتداء على القاضي الدماني، استنكارًا شديدًا من قبل السلطة القضائية، حيث أصدر رئيس نيابة استئناف جنوب عدن، فضيلة القاضي وضاح باذيب، بيانًا رسميًا يُدين فيه هذا السلوك "المرفوض" ويُؤكد على ضرورة احترام السلطة القضائية ومنتسبيها، موجها تعليمات صارمة لجميع وكلاء النيابات برفض استلام أي قضايا أو تحقيقات من أقسام شرطة خورمكسر والبحث الجنائي وإدارة أمن عدن، وذلك حتى يتم اتخاذ الإجراءات اللازمة ضد جميع المتورطين في هذه الواقعة، مطالبا تقديم جميع المتورطين في هذا الاعتداء للعدالة، مُشددًا على ضرورة معاقبة كل من يثبت تورطه في هذا العمل المُدان".

تدهور الوضع الأمني

وفي تطور يعكس تدهور الوضع الأمني، اعتقلت شرطة مديرية كريتر، قبل أيام مالك محل تجاري، بعد تسريبه مقطع فيديو يُظهر مختل عقلياً يدعي انتماءه لقوات المجلس الانتقالي الجنوبي، ويطالب بدفع جبايات، حيث اعتقلت قوات أمنية من شرطة كريتر الموالية للانتقالي المواطن صلاح محمد كلابيش، بعد مداهمة محله التجاري في مديرية كريتر بمحافظة عدن، إثر تسريبه مقطع فيديو وثقته كاميرات المراقبة في محله، يظهر فيه مختل عقليا يطالب صاحب المحل وبعض الزبائن بدفع 500 ريال لشراء "قات".

انتشار ظاهرة الجبايات

ويرى مراقبون أن الحادثة تبرز انتشار ظاهرة الجبايات في عدن حد أن المجانين باتوا يستغلون الوضع الأمني المتدهور ويدعون انتماءهم لقوات مسلحة لفرض إتاوات على المواطنين وأصحاب الأعمال. كما يعكس مدى تفاقم الفوضى وعدم الاستقرار في المدينة، حتى أمسى حتى الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات عقلية يستخدمون لغة التهديد والابتزاز لتحقيق مكاسب مالية.

زيادة نسبة الاختلالات الأمنية

وأشار مراقبون إلى ما قالوا عنه زيادة نسبة الاختلالات الأمنية بمدينة عدن، في الأونة الأخيرة ، حيث وقعت العديد من عمليات الهروب لسجناء من مراكز الشرط، دون اتخاذ إجراءات قانونية رادعة على المتعاونين والمتورطين بعملية هروب السجناء، كما تحدثوا عن أن الاختلالات الأمنية تسببت في غضب واسع في الشارع العدني على كافة المستويات، وسط غياب للأمن والأمان الذي كانت تفتخر به السلطات المحلية في عدن.