أخبار وتقارير

اعتقالات وتهديدات ووأد احتفالات.. ذكرى ثورة "26 سبتمبر" تُثير رعب جماعة الحوثي من مصير الإمامة (تقرير)


       

تقرير عين عدن – خاص

رغم مرور أكثر من 6 عقود على ثورة 26 سبتمبر التي أطاحت بالإمامة المتوكلية التي تعد – أسلاف ميليشيا الحوثي – لازالت الجماعة الانقلابية ترتعد فرائصها كُلما حان ذكرى سنوية جديدة لهذه الثورة التي أكدت بما لا يدع مجالاً للشك أنه مهما طال الزمان ومهما استخدمت الميليشيا كُل ألوان التنكيل والإقصاء والتطييف والقمع بل والقتل والاعتقال، فإن مصيرها في النهاية إلى زوال تحت أقدام الشعب اليمني الحُر، مثلها مثل أسلافها من الإمامة الكهنوتية.

 

حملة اعتقالات

وفي هذا الإطار، استبقت ميليشيا الحوثي الانقلابية تحضيرات المواطنين بالذكرى الـ62 لثورة 26 سبتمبر بتدشين حملة اعتقالات بحق عدد من النشطاء الداعين لاحتفالات وطنية في مناطق سيطرتها، حيث قالت مصادر حقوقية في تصريحات صحفية، إن ميليشيا الحوثي بدأت حملة اعتقالات، طالت الصحفي محمد الكثيري و4 ناشطين آخرين، في محافظة إب، على خلفية استعدادهم لإقامة احتفالات بمناسبة ذكرى الثورة التي أطاحت بالحكم الإمامي في  عام 1962.

 

منشورات أزعجت الميليشيا

وكان الصحفي محمد الكثيري، قد ذكر في أحد منشوراته أنه سيكتفي بالاحتفال بالذكرى الـ62 لثورة سبتمبر، قبل أن يضطر إلى حذف المنشور لاحقًا، ويعلن ابتعاده عن المنشورات السياسية التي قال إنها "أزعجت أطرافًا ينبغي أن لا تنزعج؛ لأنها كانت نصائح"، كما شملت حملة الاعتقالات "كما ذكرنا" 4 نُشطاء آخرين، كانوا يجرون ترتيبات أولية لإقامة احتفالية بالمناسبة الوطنية، في منطقة أحد أوائل شهداء ثورة الـ26 من سبتمبر، علي عبدالمغني، في بلدة "المسقاة" بمديرية السدّة.

 

بث الرعب لوأد الاحتفالات

وأشارت تقارير صحفية، إلى أن ميليشيا الحوثي من خلال حملة الاعتقالات يحاولون بثّ الرعب لوأد أي مساعٍ لإقامة احتفالات ذكرى صورة 26 سبتمبر في محافظة إب؛ خشية تكرار أحداث العام الماضي، التي مارست خلالها الميليشيا إجراءات قمعية ضد المحتفلين بالذكرى الـ61 لثورة سبتمبر في صنعاء وإب، ما أدى إلى نشوب صدامات مباشرة بين الطرفين.

 

احتجاز عشرات الناشطين

وعلى جانب آخر، قالت مصادر في تصريحات صحفية، إن داخلية الحوثيين،  وجهت أقسام الشرطة في صنعاء وإب ومناطق أخرى باحتجاز النشطاء المؤثرين وإخفائهم تحت مسمى حضور دورات ثقافية، كما ذكرت أن الأيام الماضية شهدت احتجاز العشرات من الناشطين، موضحة أن بعضهم سياسيون وقيادات في حزب المؤتمر في صنعاء و إب.

 

استفتاء شعبي ضد الإمامة

وتحدث السفير عبدالوهاب طواف عن احتفال اليمنيين بذكرى ثورة 26 سبتمبر، التي أُقيمت العام الماضي، حيث أكد أن خروج اليمنيين لإحياء هذه المناسبة كان بمثابة استفتاء شعبي ضد الإمامة والهيمنة الطائفية، مُشيراً إلى أن الميليشيا لجأت العام الماضي إلى اختراع حروب وهمية للتخلص من تبعات الاحتفالات الشعبية ضدهم، مُعرباً عن مخاوفه من أن تسعى هذا العام إلى اختراع قصص جديدة لإشغال اليمنيين عن ذكرى ثورتهم، ولمنعهم من المطالبة بزوال المشروع الحوثي النهبوي والشعارات الخمينية والولاية الطائفية التي تسعى لفرضها.

 

خوف حوثي من تكرار سيناريو الإمامة

وأرجع مُراقبون، تلك السياسات والاختطافات إلى خوف الحوثيين من  استنهاض المجتمع للاحتشاد والاحتفال بذكرى ثورة 26 سبتمبر، حيث أشارت مصادر إلى أن عملية إخفاء النُشطاء في سجون مليشيا الحوثي في صنعاء وإب ستستمر حتى انتهاء شهر سبتمبر الحالي، وهو موعد انتهاء الدورات الثقافية التي تفرضها الجماعة، حيث ينتاب الميليشيا القلق مع حلول شهر سبتمبر الذي يحتفل فيه المواطنين بذكرى ثورة ٢٦ سبتمبر التي قضت على الإمامة، وتخشى مليشيا الحوثي من تكرار ما حصل العام الماضي من فعاليات ومسيرات تحيي ذكرى الثورة.