من هنا وهناك

انتزع كبد جثة ليأكلها.. «الإرهاب الأسود» يفتك بمالي


       

رجل بزي عسكري في مالي يظهر وهو ينتزع أحشاء جثة ليأكل كبد صاحبها فيما تعالت ضحكات رفاقه يطالبون بمشاركته «وجبته».

وفي خضم الضحكات والكلمات المتداخلة، يرتفع صوت من المجموعة يطالب بالحصول على قلب الجثة لالتهامه، وسط نفس الضجة من الضحك الشبيه بالصراخ لحدته.

مقابر جماعية وأشلاء بشرية.. سنوات الإرهاب في مالي تبوح بفظائعها
المشهد بدا صادما وكأنه مقتطف من فيلم مروع مغرق في السواد، قبل أن تذكر الحيثيات بأن كل ما يحصل حقيقة، وفق مقطع فيديو تناقلته مواقع التواصل المحلية والدولية.

«إرهاب أسود»
في مالي، البلد الأفريقي المضطرب منذ أكثر من عقد، انتشر مقطع فيديو منذ أمس الثلاثاء على مواقع التواصل الاجتماعي، يظهر فيه رجل يرتدي الزي العسكري المالي وهو ينزع أحشاء جثة ليأكل كبدها.

للوهلة الأولى، سيجعل الزي العسكري الذي يرتديه الرجل الأذهان تتجه مباشرة إلى جنود الجيش المالي، لكن بالتثبت، يتبين أنهم عناصر من مجموعة مسلحة، ممن يرتدي الكثير منهم الزي العسكري.

وفي مقطع الفيديو الصادم، يظهر الرجل وهو ينزع أحشاء جثة بساطور قبل أن يتحدث بصوت عال بلغة عرقية بامبارا، معلنا أنه سيأكل الكبد.

ويرد الرجال الآخرون الذين يرتدون الزي العسكري ويحيطون به بالضحك مطالبين بمشاركته «وجبة الإفطار»، ويصل الأمر بأحدهم للمطالبة بقلب الضحية لأكله.

سياق
ليس هناك يقين بشأن موقع الحادث أو تاريخه: فالمناظر الطبيعية تستحضر وسط مالي خلال موسم الأمطار.

وبحسب مصادر أمنية ومجتمعية ومنظمات حقوقية تواصلت معها إذاعة فرنسا الدولية، فإنه من الممكن أن يكون هذا الفيديو قد تم تصويره في سوكولو بدائرة نيونو قبل عامين، أو في الموردية قرب الحدود الموريتانية، في مايو/أيار الماضي.

وفي ذلك الوقت، صد الجيش المالي هجوما شنته جماعة إرهابية مرتبطة بتنظيم القاعدة، وعرض جثثا لإرهابيين ظهرت منزوعة الأحشاء، في مشاهد غريبة لكنها أكدت أن المسلحين غالبا ما يأكلون أعضاء من أجساد الضحايا.

ويحدث ذلك إما لمعتقدات شعبية مرتبطة ببعض العرقيات ممن تؤمن بأن أكل عضو حيوي مثل الكبد أو القلب من جسد آخر يمنح القوة ويضاعفها، أو من أجل استخدامها في معتقدات مرتبطة  بالسحر، أو لأسباب لا تزال مجهولة حتى الآن.

لكن المؤكد في كل ذلك هو أن الوجه القبيح للإرهاب في هذا البلد الأفريقي أبشع مما يمكن تخيله.

ليست الأولى
لا تعتبر هذي الحادثة الأولى من هدا النوع، ففي عام 2019، صدم الماليون بالفعل بمقطع فيديو يظهر صيادين من عرقية الدوزو التقليديين وهم يقطعون كبد جثة لتقديمها إلى زعيمهم.

والدوزو، الذين يتزينون بالتمائم ويمتلكون قوى سحرية، يعتبرون من أكثر العرقيات التي تستقطبها التنظيمات الإرهابية، إما لتعزيز صفوفها أو للاستفادة من خبراتها في مناطقها أو من قدراتها في الشعوذة والسحر.

ونقلت إذاعة فرنسا الدولية عن مصدر أمني مالي قوله إنه لم يشعر بالمفاجأة من هذه الصور.

وأضاف المصدر مفضلا عدم كشف هويته كونه غير مخول بالتصريح للإعلام: “لقد تم مؤخرا إبلاغ القيادة العليا بعدة حالات مماثلة”.

وأرجع مثل هذه الفظائع إلى قسوة التضاريس وعواقبها على نفسية الناس والأمن أيضا.