لازالت تصريحات اللواء أحمد سعيد بن بريك نائب رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي وأحد أهم الشخصيات في المجلس الذيي يحمل لواء القضية الجنوبية، حول فساد المجلس تُثير الجدل وتطرح الكثير من التساؤلات، وسط ترحيب واسع بها بين أوساط الساسة والعسكريين الجنوبيين ومُطالبات بأن يكون المجلس الانتقالي الجنوبي حاضنة للجميع وأن يتم تغيير القيادات الفاسدة التي لا يهمها الجنوب، حيث اعتبروا التصريحات مُصارحة ومُكاشفة للشعب الجنوبي.

 

من جانبه، قال الخبير العسكري خالد النسي، عبر حسابه على فيس بوك، إن ‏الذي تحدث عنه اللواء بن بريك تحدثنا عنه من فترة طويلة، فعلاً الانتقالي غرق في الفساد من القمة إلى القاع، مشدداً على أنه فساد في إطار قيادة المجلس وفساد الوزراء المحسوبين عليه وفساد قيادات عسكرية وأمنية تابعة له، مُشيراً إلى أنه أصبح عبارة عن ظاهرة صوتية ظاهرها الدفاع عن شعب الجنوب وحقه في استعادة أرضه وحقوقه وباطنها الدفاع عن مراكز ومصالح قياداته.

 

وقال رئيس المجلس الأعلى للحراك الثوري لتحرير واستقلال الجنوب فؤاد راشد، في تعليقه على تصريحات اللواء بن بريك، إن ‏المُقابلة الصحفية للواء الرُكن أحمد سعيد بن بريك نائب رئيس المجلس الانتقالي المعني بالوقوف أمامها هو الانتقالي ذاته، مُشيراً إلى أن جُملة الانتقادات في المُقابلة قالها الكثير ولكن هذه المرة تصدر عن قيادي كبير، مُختتماً حديثه بالقول: "من المُهم أن يتوقف الانتقالي عن استعداء الآخرين وخاصة قوى الحراك الجنوبي ويفتح حواراً جاداً معها".

 

وعلق الكاتب الصحفي ياسر محمد الأعسم، على حديث اللواء بن بريك نائب رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي بالقول، "إن حديث اللواء أحمد بن بريك يمز الرأس، وكان يراودنا حنين بعيد لسماع (هنجمة) قائد جنوبي، ونعتقد إذا تكلموا البقية مثله، كانوا عملوا لنا قيمة، إنهم لا يريدون رجل شجاع وقائد حر يلتف خلفه الناس، وقد يقلب الطاولة عليهم، فسياستهم تضبط القيادة على الصامت، ونظن أن (الصمرقع) تمرد، واستكمل قائلا: يقرصوا أذنهم منذ البداية، ويحركونهم على رقعة الشطرنج بكيفهم، أسود أسود، أبيض أبيض، والذين يحفظون الدرس، ويسيرون في القطيع، هؤلاء نجمهم طالع أما الذين يتجرؤا ويرفعوا صوتهم، وينشزوا بعيدا عن قطيعهم، هؤلاء يخرجوهم برع اللعبة، ويجدلوبهم وهم شغالين أو يصندقوهم".

 

وأضاف الكاتب الصحفي ياسر محمد الأعسم: " تعودنا من اللواء بن بريك في كل لقاء أو خطبة أن يقول ما تمليه فطرته الجنوبية، وإيمان حاضنته، ومن كثر ما صرقع بهم، وقاشهم قوش، أطلق عليه انصاره اسم (الصمرقع)، ولكن أهل الأمر اعتقدوا بأنه (يكردف)، ويخرج عن النص، ويربش سياستهم، فاصدروا فرمانهم بعزله من رئاسة الجمعية، وأجلسوه في البيت، والمُهندس عدنان الكاف، عندما ارتجل كلمته الشهيرة في يوم المال، عاقبته مقصلة هيكلتهم المزعومة، واطاحوا برأسه من مجلسهم، ومثلهما القائد عبدالرحمن شيخ، الذي لم تشفع له مواقفه، ومعاركه، وفطنته، وذهب بذنب كلمة حق تابى مرارتها أن تستقر في فمه"، مُشيراً إلى أن ما حدث مع هؤلاء الثلاثة، نحسبه قد وقع لآخرين غيرهم، فحديث الصمرقع في إشارة للواء بن بريك صرخة لهب، ونتمنى أن تتمخض عن فعل ثوري، مُختتماً حديثه بالقول: "قد نختلف في مواقف آخرى، ولكن اليوم نقولها حقا، وشهادة، سنعيش في عنق الزجاجة حتى تلد هذه الأرض كثير من أحمد بن بريك".

 

وفي نفس الإطار، قال الدكتور ناصر الخبجي عضو هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي رئيس وحدة شؤون المفاوضات: "الفساد منظومة مُتكاملة وأسوأ من الإرهاب، لا فرق بين فكرة الفساد والفكرة القديمة التي تحولت إلى احتلال بكل أبعاده، إذا لم تكن هي الفساد بعينه، مُحاربة الفساد تتطلب رجالًا لم يمارسوه من قبل، وتستلزم أفعالًا ميدانية وإجراءات قانونية لتقديم المُتسببين إلى المحاكم بغض النظر عن مكانتهم السياسية والاجتماعية، واستعادة أموال الشعب، الثرثرة الإعلامية لم تعد مجدية، كُن مُحاربًا ومقاتلًا، فشعب الجنوب خلفك، وإلا فلن يرحم التاريخ أحدًا، قضية شعب الجنوب هي قضية  أرض وإنسان (وطن وشعب ودولة وهوية وسيادة)، وقد نشأت نتيجة فشل مشروع دولة الوحدة اليمنية واستبدالها بالاحتلال بكل أبعاده المختلفة للجنوب".

 

وقال الناشط السياسى أبو عهد الشعيبي ، عبر حسابه على منصة إكس: "ما تحدث فيه اللواء بن بريك في آخر مُقابلاته أمور مُهمة وخطيرة وهي حقيقية وملموسة ولابد أن نقف أمام كُل ذلك بجدية للتقييم والتفكر، بالطبع لا نستطيع أن نقول عليه إخواني أو إلخ من التوصيف الجاهز الذي نلصقه بالبعض، بن بريك قائد جنوبي كبير وشجاع ومعروف التوجه وهو النائب الاول لرئيس المجلس الإنتقالي الجنوبي، مُتسائلاً: "لمن وجه اللواء بن بريك رسائله؟".