أخبار المحافطات

رحلة لقرى ومناطق وادي سُلب تكشف المعاناة


       

معاناة حقيقية يعيشها سكان منطقة نائية في يافع معزولة ومقطوعة عن الوطن محرومة من الخدمات الضرورية للعيش وفي مقدمتها  الطريق شريان الحياة .

 

عندما تفكر بالسفر نحو قرى ومناطق سُلب بيافع سرار محافظة أبين من الأفضل اصطحاب بطارية شحن سفري وأخذ كل ما تحتاجه من مياه الشرب وبعض الأدوية والإسعافات الأولية فهي منطقة برية خالية من الخدمات الأساسية، و يصادفك في الطريق انقطاع لشبكة الهاتف المحمول، ويمكنك  ركوب سيارة ذات دفع رباعي فالطريق التي تسلكها  شديدة الوعورة ومليئة بالحفر والصخور مرورا بوادي سبيح ثم طريق رهوة ثبيرة وصولا إلى منطقة  ملاحة والمشياف ورأس الوطية  آخر نقطة لطريق السيارات، بعدها يفضل ارتداء أحذية  تتناسب مع لمكان   للمشي على الاقدام في  المنحدرات الجبلية وتحميك من لدغات الثعابين السامة إذ سيكون الطريق  تحديا يستحق العناء للوصول الى مناطق برية معزولة عن الجمهورية والعالم تماما.

 

فيوم أمس الثلاثاء 15 أغسطس 2023م كانت لنا زيارة مكوكية لمشروع طريق (الوطية - امحاوية - سُلب - حريض) مرورا بمركز المديرية يافع سبّاح و سَبيح ورهوة ثبيرة وملاحة والمشياف للإطلاع علی سير العمل ونقل صورة واضحة عن الأعمال المنجزة وما يعانيه المشروع من صعوبات وتحديات .

حيث دشنّ العمل في المشروع في 22 يوليو  2023م بتمويل من الأهالي ورجال الخير والعطاء والبداية كانت من رأس الوطية بالمشياف .

 

وأكد الشيخ صالح عبدالكريم في  حديثه بان المشروع يخدم بتنفيذه  أهالي قری مناطق وادي سلب  التي لا تزال  محرومة من خدمة  الطريق  والواقعة بين مديريتي سباح وسرار  بمحافظة أبين  علی امتداد وادي سلب بالإضافة إلى أهالي مناطق حريض بيافع سرار  .

 

وحدثنا الشيخ صالح عبدالكريم  عن أهم الصعوبات التي تواجه سير العمل وأبرزها التضاريس الجبلية و قلة المبالغ المالية لمواصلة العمل كون العمل مهدد بالتوقف .

وفي ختام حديثه شكر رجال الخير والعطاء  علی دعمهم للمشروع متمنيا مواصله العطاء لاستكمال المشروع .

 

وخلال زيارتنا المكوكية للمشروع التقينا بالأخ قاسم راجح الشقي الذي  رفع رسالة شكر وتقدير لكل الداعمين  لهذا المشروع وللجنة الأهلية .

وناشد الشقي  في حديثه الجهات المعنية في مديرية يافع سرار بالتعاون معهم بشق طريق تربطهم بالوطن كون منطقة سُلب بيافع سرار محرومة من أبسط الخدمات الضرورية للحياة

وأضاف : وبتنفيذ هذا المشروع سيخرج سكان تلك المناطق الجبلية من المعاناة المزمنة وهذه المعاناة ستزول بإذن الله .

 

الجدير بالذكر أن منطقة سُلب بيافع سرار محرومة من أبسط الخدمات الضرورية للحياة كالطريق والتعليم والصحة والمياه_والكهرباء في القرن الحادي والعشرين وفي عصر التكنولوجيا وتقنية المعلومات فهل ياترى سيتم التعاون مع أهالي سلب بشق طريقهم أم ستظل سلب  بلا طريق وتدخل موسوعة (غينيس) كاخر منطقة على وجه الكرة الأرضية بلا طريق.

 

فمنطقة سُلُّب إحدى مناطق مديرية سرار يافع بمحافظة أبين، وعلى بعد 25 كيلومترًا إلى الاتجاه الشرقي من مركز المديرية.

يسكنها نحو 500 نسمة، يعيشون خارج النطاق الخدماتي للجهات المعنية، فضنك العيش، والفقر، والمرض، والحرمان المزمن، يحاصر أهلها من كل مكان.

وحرمان من أبسط الحقوق والخدمات الأساسية، فلا كهرباﺀ ولا صحة ولا مدرسة، وكذا الحال في مشاريع الطرقات، والمياه، وخدمة الاتصالات اللاسلكية. «

يقول الأهالي: «الحرمان محاصرنا من كل الجهات، وآمالنا لا تتجاوز المعقول، فكل ما نحلم به هو الحصول توفير مشروع طريق يسهل تنقلاتنا ويخفف من معاناتنا ومرضانا، بالإضافة إلى خدمات المياه، والتعليم، والصحة، والكهرباﺀ».

 

ويضيفون في تصريحاتهم  إننا هنا نصارع من أجل البقاء، أما المعاناة فقد أضحت جزءا أساسيا من حياتنا، والحرمان عنوان لها».

ويعيش أبناء منطقة سُلُب حياة ريفية قاسية، مملؤءة بالثعابين السامة والعقارب وبعض من الوحوش المفترسة.

ويسكنون في منازل مبنية من القش والأعواد في نمط أشبه ما يكون بالحياة البدائية، والبدو الرحل.

لا مصدر دخل حكومي لهم، حيث يعتمدون بدرجة رئيسة على رعي الماشية، وتربية النحل.

ويتشارك الرجال النساﺀ بتجميع الحطب ورعي الأغنام ومجابهة الصعاب وقساوة الطبيعة من أجل البقاﺀ.

وكل أملهم وحلمهم هو تنفيذ مشروع لشق الطريق التي تربط منطقتهم بمديريتي سرار وسباح مرورًا بوادي حريض؛ لتخفيف معاناتهم التي يتجرعونها حال اسعافهم لمرضاهم إلى مستشفى رصد، وما يتكبدون جراءها من مضاعة للأسعار أثناء نقل المواد الغذائية لبعد المسافة المقدرة بنحو 20 كيلومترا.

مناطق مديرية سرار يافع بمحافظة أبين

*تعلم تحت الأشجار

وأضطر الأهالي لتعليم أبنائهم تحت الأشجار، والبرد القارس، نظراً لعدم وجود مدرسة في المنطقة، فيما الأمية في أوساط الفتيات تصل إلى نسبة عالية جدا.

 

كما أجبر المواطنون على شرب المياه الراكدة والمالحة لسد حاجاتهم؛ لعدم وجود مياه صالحة للشرب، وهو تسبب بانتشار العديد من الأمراض والأوبئة القاتلة في أوساطهم .