أخبار وتقارير

اختطاف "الحوثي" لطائرات اليمنية بين تعميق معاناة المواطنين والتجرد من القيم ونقض العهود والاتفاقات (تقرير)


       

تقرير عين عدن – خاص

لازالت ميليشيا الحوثي الانقلابية تتفنن في طُرق تعذيب اليمنيين وزيادة معاناتهم، حيث شكل اختطاف الجماعة أربع طائرات للخطوط الجوية اليمنية تمهيدًا لتسيير نشاطها من صنعاء، تعقيدًا جديدًا للأزمة، وتهديدًا لمحاولات بناء الثقة قبيل اجتماع الأطراف على طاولة مشتركة، للتفاوض بشأن الأسرى والمختطفين برعاية أممية، ما يشكّل تهديدًا في طريق محاولات بناء الثقة بين الطرفين، قبيل البدء بتنفيذ خريطة الطريق الأممية.

 

عملية إرهابية مكتملة الأركان

من جانبه، اعتبر مجلس القيادة الرئاسي، إقدام ميليشيا الحوثي على اختطاف طائرات، واحتجازها مع طواقمها الملاحية والفنية في مطار صنعاء، ومنع عودتها لاستكمال نقل الحجاج اليمنيين العالقين في المملكة العربية السعودية، إضافة إلى طائرة أخرى محتجزة في مطار صنعاء منذ شهرين، "عملية إرهابية مكتملة الأركان، تضاف إلى انتهاكاتها الجسيمة التي طالت الناقلات الوطنية والأجنبية الجوية والبحرية على مدى السنوات الماضية".

 

تعميق معاناة المواطنين

وحمَّل مجلس القيادة الرئاسي، ميليشيا الحوثي المسؤولية الكاملة عن تداعيات "هذا التصعيد الخطير الذي من شأنه زيادة تعميق معاناة المواطنين، والتأثير على سير رحلات الناقل الوطني المستقل ماليًّا وإداريًّا، وتكبيده خسائر فادحة"، فيما كشفت ميليشيا الحوثي، عن نواياها لإعادة تشغيل شركة الخطوط الجوية اليمنية من صنعاء، إضافة إلى إعادة جدولة الرحلات الجوية من مطار صنعاء الدولي، ومطارات عدن، المكلا وسيئون الخاضعة لسيطرة الحكومة.

 

الحوثيون لن يستطيعون تشغيلها

وعلى جانب آخر، نفى متحدث الخطوط الجوية اليمنية، حاتم الشعبي، أن تكون لدى ميليشيا الحوثي قدرة على تسيير نشاط الشركة وتشغيل طائراتها من صنعاء؛ لأن هذه العملية تتطلب "بضع موافقات من بعض الجهات، فضلًا عن موافقة الدولة التي تصل إليها الطائرة، وموافقة الدول التي تمرّ في أجوائها"، مُشيراُ في تصريحات صحفية إلى أن هذه الموافقات "لا تأتي إلا بعد التنسيق مع الهيئة العامة للطيران المدني والأرصاد، التي تمنح التصاريح بالإقلاع والهبوط لأي طائرة، كما أن جدولة الرحلات تتم من قبل إدارة تخطيط الجداول بالشركة، وهي الجهة التي ترفعها لهيئة الطيران المدني والأرصاد لأخذ الموافقات بتشغيلها".

 

انسيابية الرحلات الجوية

ورغم سيطرة ميليشيا الحوثي على أربع طائرات من إجمالي سبع طائرات تمتلكها شركة الخطوط الجوية اليمنية، فإن الشعبي قلّل من حجم تأثيرها على انسيابية الرحلات الجوية من المطارات الخاضعة لسيطرة الحكومة الشرعية، مؤكداً أن التأثير الأكبر لاحتجاز الطائرات وطواقمها الفنية سيكون على المواطنين الراغبين في السفر من صنعاء والمناطق المحيطة بها، القابعة تحت سيطرة ميليشيا الحوثيين، الذين سيتكبدون خسائر مالية.

 

أزمة لمئات الحجاج اليمنيين

وخلّفت عملية اختطاف الطائرات، أزمة لمئات الحجاج اليمنيين القادمين من مناطق سيطرة ميليشيا الحوثيين، الذين علِقوا في مطار جدّة الدولي، بعد استكمال إجراءات مغادرة الأراضي السعودية أواخر الأسبوع الماضي، في حين توقفت الرحلات الجوية إلى صنعاء، خشية سيطرة ميليشيا الحوثيين على مزيد من الطائرات، حيث أشار عضو مجلس القيادة الرئاسي العميد طارق صالح، في تدوينة على منصة "إكس"، إلى أن تعامل ميليشيا الحوثي مع نقل الحكومة الشرعية للحجاج بالطائرات إلى مناطق سيطرته "نموذج واضح لما يمكن أن تتعامل به مع السلام، لا تكترث لمصلحة الناس، ولا تقيم وزنًا للقيم والعهود والاتفاقات".