أخبار وتقارير

استهدفت مليون ونصف طفل في ٢٠٢٣.. مراكز الحوثي الصيفية بين تفخيخ المستقبل وتخريج عناصر موالية لسيد الجماعة (تقرير)


       

تقرير عين عدن - خاص

 

لازالت مراكز ميليشيا الحوثي الصيفية تشكل خطرا كبيرا على اليمن واليمنيين، حيث تولي الجماعة مع كل عام اهتماما كبيراً بهذه المراكز، وتحشد لها الإمكانات، وتنفق من أجل إقامتها مبالغ طائلة، وتكثف من أجلها الحملات الإعلامية، وتستخدم وسائل الترهيب والترغيب، لضمان الدفع بمئات الآلاف من النشء لإبعادهم عن التعليم، والتي تنحصر مهمتها في زرع الأفكار الطائفية، كما تعمل من خلالها على تغيير وتحريف الهوية اليمنية وتغيير لمسارها وترسيخ للطبقية.

 

استهداف مليون ونصف طفل في ٢٠٢٣

وحسب مزاعم قيادات حوثية، فإن هذه المراكز استهدفت العام الماضي 2023 مليون وخمسمئة ألف طفل يمني، هو ما يعني أن هذا العدد الكبير تلقى خلال شهرين لغسيل دماغ، من خلال شحنهم بأفكار منحرفة وهدامة تؤسس للعنف والكراهية والاقتتال بين اليمنيين إلى  درجة أن لا يتورع المتخرج من هذه المراكز الطائفية، في ارتكاب جرائم شنيعة بدءا بأسرته ومجتمعه الذي يعيش فيه .

 

تفخيخ المستقبل

وفي هذا السياق، يقول مراقبون تربويون، إن ما تقوم به جماعة الحوثي من كل عام في هذه المراكز، ليس إلا تفخيخ للمستقبل من خلال تعبئة آلاف الطلبة بالأفكار الطائفية القاتلة وتحويلهم إلى قنابل موقوتة جاهزة للانفجار في أي لحظة، حيث يقول وكيل وزارة حقوق الانسان ماجد فضائل، في تصريحات صحفية، إن المراكز الصيفية الحوثية تشكل خطرا كبيرا على أجيال كاملة حيث يتم تنشئة الأطفال على الأفكار الطائفية وثقافة القتل والإرهاب وتعمل الجماعة الحوثية الطائفية على غسل أدمغتهم بتشويه الحقائق وترويج أفكار متطرفة تستهدف استقرار المجتمع وسلامته.

 

تخريج عناصر تدين بالولاء للحوثي

من جانبه، قال الصحفي أحمد شبح، إن “المراكز الصيفية المغلقة” الحوثية هي معسكرات تدريبية جهادية تنظيمية خالصة مخصصة لتأطير طلاب الثانوية والشباب فوق (14عاما) من أبناء السلالة والمشرفين الحوثيين، مشيرا إلى أنه يتم تغييب الطلاب المستهدفون في هذه المراكز، بأكثر من 40 يوماً وإخضاعهم لدورات مكثفة في القتال والعقيدة، وتخريج عناصر تدين بالولاء المطلق لسيد الجماعة والعداء لليمن والعرب.

 

ثقافة الموت والأحقاد واللعن

بدوره، يقول نائب رئيس شعبة التوجيه المعنوي بمحور تعز العقيد عبدالباسط البحر، إنه من المعلوم أن المليشيات جرَّفت كل منابع ومنابر الفكر الصافي القائم على التوازن والوسطية والاعتدال كجامعة الايمان مثلا ولم تبقِ إلا على مراكز الغلو الطائفي العصبوي المقيت وثقافة الموت والأحقاد واللعن والعنف والكراهية، ولذلك كله يمكنني القول أن المراكز الصيفية الحوثية تفخيخ لعقول الأجيال وزرع للكراهية والطائفية في المجتمع اليمني، مؤكداً أن استعادة الدولة ومؤسساتها هو الضامن الأهم لحماية المواطنين من الافكار الضالة ولاستعادة حقوقهم وحرياتهم الفكرية والسلوكية.

 

استغلال إكذوبة نصرة غزة في الحشد

وفي الآونة الأخيرة، وثق التحالف اليمني لرصد انتهاكات حقوق الانسان (تحالف رصد) زيادة في تجنيد الأطفال منذ أن بدأ الحوثيون هجماتهم على البحر الأحمر في نوفمبر 2023، حيث يستغل الحوثيون الحرب في غزة وتعاطف اليمنيين مع القضية الفلسطينية لتعبئة وتجنيد الأطفال، حيث يستخدم الحوثيون المدارس والمرافق التعليمية لأغراض التجنيد والتعبئة، بما في ذلك إنهاء استخدام الأنشطة المدرسية لأدلجة عقول الأطفال وتحريضهم أو تعريضهم للأفكار العنيفة والمتطرفة.

 

ظاهرة قتل الأقارب

ومنذ تدشين هذه المراكز الطائفية، تصاعدت خلال الأربع السنوات الأخيرة، ظاهرة قتل الأقارب في مناطق سيطرة الجماعة، حيث يرجع كثير من المراقبين الأسباب في اتساع ظاهرة قتل الأقارب، إلى تعمد الجماعة الحوثية في تغذية الشباب والأطفال بالعنف والتحريض على القتل، إذ تؤكد تقارير حقوقية، أن استهداف الأقارب من الدرجة الأولى يقف وراءه أشخاص ملتحقين بالمراكز الحوثية.