أخبار وتقارير

بعد اعتقال 4 فنانين.. حرب الحوثي ضد الفن بين فرض الطائفية ومحو الإرث الثقافي لليمنيين (تقرير)


       

تقرير عين عدن- خاص

حتى الفن لم يفلت من قمع ميليشيا الحوثي الانقلابية التي تطارد فنانيين اليمن أينما كانوا وكأنهم مجرمون، لتلقي بهم في غياهب سجونها بدعاوي تحريم الغناء، لتحرم الميليشيا الانقلابية بلادنا من قوتها الناعمة التي طالما أطربت الجميع سواء في الداخل أو الخارج، فالميليشيا لا تريد شيئا يعمل لصالح البلاد والترفيه عن المواطنين، بل تسعى وتحاول تسخير الجميع لخدمة مشروعها الطائفي، خدمة لنظام الملالي في إيران.

 

جريمة الغناء

في هذا الإطار، يقبع ثلاثة فنانين شعبيين، في سجون ميليشيا الحوثي، بمحافظة عمران، بتهمة ارتكابهم "جريمة الغناء"، حيث قالت مصادر محلية، إن عناصر تابعة للقيادي الحوثي نائف أبوخرشفة، المعين مديرا لشرطة المحافظة، اقتحمت قبل أيام إحدى صالات الأعراس بمدينة عمران، واختطفت ثلاثة فنانين شعبيين هم الفنان الشعبي هاشم الشرفي والفنان محمد الدحيمي والموزع الموسيقي مبروك الدحيمي، من صالة أعراس، واقتادتهم إلى أحد سجونها بالمحافظة التي تحتلها بقوة السلاح.

 

منع الأغاني وإلزام بتشغيل زوامل الميليشيا

وأوضحت مصادر محلية، أن "ميليشيات الحوثي هددت جميع أصحاب وملاك صالات الأفراح بإغلاق الصالات في حال تم تشغيل الأغاني، وألزمتهم بتشغيل" الزوامل "الخاصة بالجماعة الانقلابية، حيث كانت الميليشيات قد اقتحمت صالة أفراح، واختطفت الفنان الشعبي بسام محسن عداعد، حيث تأتي انتهاكات الميليشيا بحق الفنانين الشعبيين في عمران، تنفيذا لتوجيهات القيادي الحوثي أبو خرشفة، والذي أصدر تعليمات بمنع الأغاني باعتبارها" حراما "في الأعراس والمناسبات، والاكتفاء بالزوامل التابعة للجماعة، وفرض غرامة مالية وحبس كل من يخالف تلك التوجيهات.

 

حملة مسعورة وهستيرية بحق مالكي القاعات والفنانين

من جانبها، قالت الشبكة اليمنية للحقوق والحريات، في بيان، إنها تتابع" بقلق بالغ الحملات المسعورة والهستيرية التي تنفذها جماعة الحوثي بحق مالكي القاعات والفنانين في محافظة عمران، واعتقال عدد من الفنانين بقيادة المدعو نايف أبو خرفشة المعين مديرا للأمن بمحافظة عمران "، وطالبت ‏المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمبعوثين الأممي والأميركي ومنظمات وهيئات حقوق الإنسان بإدانة هذه الممارسات الإجرامية، وممارسة ضغط حقيقي على قيادات الحوثي لإجبارها على إطلاق سراح جميع المعتقلين والمختطفين دون قيد أو شرط وتحميل ميليشيات الحوثي كامل المسؤولية.

 

حرب حوثية على الفن ليست وليدة اليوم

حرب ميليسشيا الحوثي الانقلابية على الفن ليست وليدة اليوم، فقد أقدم الفنان التشكيلى أيمن عثمان قبل سنوات على إحراق إحدى لوحاته الفنية المرسومة بعد منع عرض لوحته فى معرض للفنون التشكيلية بوزارة الثقافة فى صنعاء التى يسيطر عليها الحوثيون، فقد كان الفنان أيمن عثمان من المقرر أن يعرض فنونه التشكيلية بمقر الوزارة واستدعى زملاءه للحضور إلا أنه تم منعه من دخول الوزارة ونشر معروضاته، وبدأ" عثمان "بإحراق إحدى لوحاته أمام مقر الوزارة احتجاجا على منع الحوثيين عرض فنونه بمعرض الوزارة، خاصة أنه كان يعد لمعرضه منذ عامين.

 

حرب ناعمة ضد المجتمع

وكانت مليشيا الحوثي الانقلابية قد أصدرت قرارا بمنع الفنانين والمنشدين من المشاركة في إحياء الأعراس والمناسبات الاجتماعية في عمران، مقتصرة السماح فقط على فرق" الزوامل "التابعة لهم؛ القيادي الحوثي" عبدالعزيز أبو خرفشة "وجه مالكي قاعات الأفراح بتنفيذ هذا القرار، متهما الفنانين بالمشاركة في ما وصفه ب" الحرب الناعمة ضد المجتمع.

 

محاولة فرض نمط الميليشيا الطائفي

وعلى جانب آخر، أثارت الإجراءات والتهديدات الحوثية استنكار الفنانين والناشطين اليمنيين الذين رأوا في القرار تمديدا للإجراءات القمعية وتقييدا للحريات الفنية، مشبهين إياه بممارسات تنظيمات متطرفة، كما اعتبر مراقبون هذا الإجراء جزءا من سياسات المليشيا الحوثية الرامية إلى فرض ثقافتها ونمطها الطائفي على اليمنيين، وينظر إليه على أنه محاولة لمحو الإرث الثقافي والحضاري للشعب اليمني، وتعزيز الأهازيج والزوامل التعبوية التي تمجد الجماعة وتعزز من نفوذها الثقافي والاجتماعي...