لم يقم دولة رئيس الوزراء الدكتور أحمد عوض بن مُبارك بزيارة مُحافظة حضرموت وعاصمتها المُكلا لمُجرد الزيارة فقط، بل جاءت زيارته لتكشف عن اهتمام الدولة مُمثلة في مجلس القيادة الرئاسي والحكومة بحضرموت، كإحدى أهم مُحافظات اليمن والتي وصفها دولة رئيس الوزراء بأنها "رافعة وقاطرة للتنمية والاستقرار والمشروع الوطني"، وهو ما ظهر جلياً في زياراته الميدانية ولقاءاته وتوجيهاته التي تهدف للارتقاء بحضرموت، حيث امتدت زيارته لحضرموت إلى أسبوع كامل.

 

في 8 أبريل وصل دولة رئيس الوزراء الدكتور أحمد عوض بن مبارك إلى مدينة المكلا بمحافظة حضرموت وذلك للتعرف وتلمس هموم المواطنين واحتياجاتهم والاطلاع على الأوضاع الخدمية والمعيشية والاقتصادية والتنموية والأمنية في المُحافظة، حيث كان في استقباله مُحافظ حضرموت مبخوت بن ماضي وبدأ بن مبارك برنامج الزيارة بالمكلا عاصمة حضرموت بلقاء مع قيادة السُلطة المحلية وعدداً من المُديرين التنفيذين بالمحافظة للتعرف على الخدمات الملحة للمواطنين إضافة إلى عقده أمسية رمضانية شارك فيها عدد من القيادات التنفيذية والعسكرية والأمنية.

 

وفي إطار دعم الحكومة للاستثمار الوطني عقد دولة رئيس الوزراء، أمسية مع قيادة الغرفة التجارية والصناعية وعدد من رجال الأعمال والمستثمرين دعا فيها لضرورة وجود قطاع خاص وطني قادر ولديه الجاهزية على للدخول في شراكة حقيقية مع الحكومة.

 

وفي إطار جهود الحكومة للارتقاء بالقطاع الصحي، اطلع رئيس مجلس الوزراء، خلال زيارته إلى هيئة مُستشفى ابن سينا العام بالمكلا، على أحوال المرضى والخدمات الطبية المقدمة لهم في الأقسام المختلفة بالمستشفى، موجهاً بمضاعفة الاهتمام بالخدمات الطبية والعلاجية المقدمة للمواطنين، والرفع بتقرير تفصيلي حول الاحتياجات القائمة بحسب الأولويات، والاهتمام بتأهيل الكادر الطبي وإكسابه المزيد من الخبرات العملية، كما وجه برفع الموازنة التشغيلية للمستشفى وتوفير عدد من المعدات والتجهيزات العاجلة لتحسين الخدمات الطبية.

 

وفي نفس الإطار، وجه رئيس مجلس الوزراء د. أحمد عوض بن مبارك، برفع الموازنة التشغيلية لمستشفى غيل باوزير، بما يمكنه من الارتقاء بخدماته الطبية والعلاجية المقدمة للمرضى، حيث طاف بعدد من أقسام وعيادات المستشفى، للاطلاع على سير العمل، ومستوى التزام الأطباء والمناوبين بالدوام، إضافة الى الاحتياجات القائمة لتجويد الخدمات الطبية في المستشفى، والتدخلات المطلوبة من الحكومة والسلطة المحلية، وأكد على قيادة السلطة المحلية تنفيذ عدد من المشاريع الهادفة إلى تطوير المستشفى.

 

وفي إطار جهود دولة رئيس الوزراء الدكتور أحمد عوض بن مبارك للاطلاع على أحوال المواطنين جراء الأزمة الاقتصادية التي تمر بها بلادنا، قام بجولة ميدانية في عدد من أحياء وشوارع المكلا، التقى خلالها المواطنين واستمع إليهم وإلى قضاياهم، مؤكداً لهم أنه ومنذ توليه رئاسة الحكومة حرص على الالتقاء والاستماع إلى المواطنين وعدم الاكتفاء بالتقارير المرفوعة، لافتاً إلى الدور المناط بالمواطنين في إسناد جهود الحكومة لتحقيق هدفها في تعزيز الشفافية والمساءلة ومكافحة الفساد، مُشيراً إلى أن خدمة المواطنين وتخفيف الأعباء عنهم مهمة وطنية وأخلاقية، موجهاً الوزراء والسلطات المحلية للاستماع إلى المواطنين وقضاياهم والعمل على تلبية متطلباتهم وفق الإمكانات المتاحة.

 

وعلى جانب آخر، أدى رئيس مجلس الوزراء الدكتور أحمد عوض بن مبارك، وعدد من الوزراء والمسؤولين،  صلاة عيد الفطر المبارك، مع جموع المصلين في مسجد عمر بحي السلام مدينة المكلا، وعقب صلاة وخُطبة العيد استقبل بن مبارك بدار الضيافة جموع المُهنئين من المواطنين وزار أيضاً عددًا من رموز وأعلام حضرموت خاصة واليمن عامة، وقاماتها العملاقة في مجالات متعددة بينها القضائية والفكرية والأدبية والتربوية، والتي تركت بصمات مؤثرة خلال مسيرتها المهنية، على رأسهم فضيلة القاضي محمد سالم اليزيدي عضو المحكمة العليا بالجمهورية، حيث قدم له التهاني بمناسبة العيد والتمنيات له بالصحة والعافية، والتقدير والامتنان لمسيرته الحافلة والثرية في خدمة الوطن في مجال القضاء.

 

وفي إطار جولاته الميدانية، وجه رئيس مجلس الوزراء الدكتور أحمد عوض بن مبارك، بالعمل على إيجاد حلول عاجلة لإعادة تشغيل محطة الضخ الرئيسية لمعالجة الصرف الصحي في منطقة أمبيخة بالمكلا، مُشدداً على ضرورة التحرك الفوري من قبل الوزارات والسلطة المحلية بحضرموت لإعادة تشغيلها، واعتبار ذلك أولوية، كما وجه بصيانة منظومة محطات الصرف الصحي في المكلا والمكونة من ٨ محطات، بينها المحطة الرئيسية، مشدداً على أهمية اتخاذ المعالجات اللازمة لإصلاح منظومة الإصحاح البيئي في المكلا، بهدف تحسين المدينة وإظهارها بالمظهر اللائق.

 

وعلى جانب آخر، أعلن دولة رئيس الوزراء الدكتور أحمد عوض بن مبارك، في إطار زيارته لمُحافظة حضرموت، منطقة خور أمبيخة محمية طبيعية، موجهاً باتخاذ الإجراءات اللازمة لإعلان منطقة خور امبيخة في حضرموت محمية، وشدد رئيس الوزراء بن مُبارك  بتوفير الحماية والاهتمام اللازم بها واستغلالها سياحيًا وحماية أراضيها من الاعتداءات.

 

وأكد رئيس مجلس الوزراء الدكتور أحمد عوض بن مبارك، خلال تفقده عددًا من مشاريع الطرق والمسارات الجديدة المنفذة بمدينة المكلا، على أهمية تطوير مخطط حضري هيكلي لمدينة المكلا (مستر بلان)، يستوعب التطورات الحديثة التي شهدتها المدينة، حيث اطلع على سير العمل الجاري في المرحلة الثانية لمشروع خور المكلا،  وحث على سرعة تنفيذ هذا المشروع الحيوي في الوقت المحدد مع الالتزام بالمواصفات والمعايير المنصوص عليها في الاتفاقية، مشيراً إلى أهمية المشروع في إحداث نقلة تنموية وسياحية في حضرموت، وإبراز مدينة المكلا واعتماد مسارات جديدة للطرقات للتخفيف من الازدحام.

 

 

ويشمل مشروع خور المُكلا، شبكة طرقات، وأنفاق، وخطوط سير بمساحة تبلغ 47 ألف متر مربع، وقناة مائية بعرض 45- 60 مترًا، إضافة إلى مسطحات خضراء استثمارية بمساحة 30 ألف متر مربع، ومسطحات مائية ومواقف سيارات، وجسرين معلقين، كما يتضمن المشروع، جسرين، الأول الجسر الصيني بطول 165م وعرض 25م، والثاني جسر المنورة بطول 70م، وعرض 25م.

 

وتفقد رئيس الوزراء، مشروع توسعة شارع المكلا الرئيسي من قصر السلطان بحي السلام، إلى معهد باشريف بحي الشهيد خالد، بطول 2 كيلو و200 متر، يتخلله كاسر أمواج، ولسان بحري للقوارب لحماية القوارب من الأمواج، مع إضافة ممرات للمشاه تحت الطريق لتسهيل حركة المارة من المناطق السكنية إلى البحر، وكذا تنفيذ كورنيش موازي بامتدادات متقطعة للشارع البحري.

 

واطلع رئيس الوزراء الدكتور أحمد عوض بن مبارك، على سير العمل بمشروع شق وسفلتة المسار الجديد لطريق الدائري "وسط" بطول 4 كيلو و400 متر، ويرتبط من منطقة الغويزي بديس المكلا إلى طريق الغليلة امبيخة، والذي ينفّذ على اتجاهين وسيسهم في إحداث نقلة تنموية بالمنطقة والتخفيف من حالة الازدحام بديس المكلا، ويفتح مجالاً للقواطر ومختلف العربات للتوجه مباشرة من الغويزي باتجاه مدينة فوة، مُشيداً بتركيز السلطة المحلية على الاهتمام بالبنية التحتية وخاصة في مجال الطرقات، والأهمية الكبيرة لذلك في تحسين البيئة الاستثمارية وتحقيق النهوض الاقتصادي.

 

واطلع رئيس مجلس الوزراء الدكتور أحمد عوض بن مبارك، أيضاً على مشروع المدينة الرياضية الذي يقع على مساحة إجمالية تبلغ 213 ألفًا و203 أمتار مربعة بمنطقة روكب بمدينة المكلا بمحافظة حضرموت، والتي تشمل إنشاء استاد رياضي بسعة 30 ألف متفرج، ومسبح أولمبي وصالة مغلقة ومعسكر تدريب، إضافة إلى سكن للشباب ومبنى إداري، حيث أكد رئيس الوزراء، اهتمام الحكومة بقطاع الشباب والرياضة والحرص على تأسيس البنية التحتية لهذا القطاع الحيوي، لتنمية مواهب وإبداعات الشباب والاستفادة من قدراتهم في عملية بناء الوطن.

 

قام أيضاً رئيس مجلس الوزراء الدكتور أحمد عوض بن مبارك، بزيارة إلى مُديرية الشحر بمحافظة حضرموت، للاطمئنان على أحوال المواطنين، ومُتابعة سير العمل الخدمي والتنموي، والاطلاع ميدانياً على واقع المشاريع الحيوية المنفذة، حيث استمع إلى آراء المواطنين بشأن الأوضاع الخدمية والمعيشية، ودعمهم لكل الجهود الخيرة لرئيس الوزراء والحكومة والسلطة المحلية نحو المزيد من العمل وتحقيق مطالب المواطنين واحتياجاتهم، مؤكدا لهم أن الحكومة تتفهم معاناة المواطنين في الجوانب الخدمية والمعيشية، وتعمل على إيجاد حلول لها وفق الإمكانات المتاحة وبحسب الأولويات.

 

وتفقد رئيس الوزراء، ومعه محافظ حضرموت مبخوت بن ماضي، المرحلة الثانية من بناء كورنيش الشحر بتمويل من البنك الدولي عبر مكتب الأمم المتحدة لخدمات المشاريع (يونوبس)، بعد تدشين المرحلة الأولى والتي بلغت تكلفتها 560 ألف دولار بمساحة إجمالية قدرها 150 مترًا طوليًا في 50 مترًا عرضًا، كما على المخطط العام لمشروع الكورنيش بمرحلتيه الأولى والثانية، بطول واحد كيلو متر ويمتد من مسيال الدفيقه حتى ميناء الشحر السمكي، موضحا أنه يتم حاليا تركيب أعمدة الإنارة بالطاقة الشمسية في الكورنيش ويتوقع الانتهاء منها الأسبوع القادم.

 

وتفقد دولة رئيس الوزراء، الخط الدائري البحري لمدينة الشحر، بطول 7 كيلو مترًا والذي وصلت نسبة الإنجاز فيه أكثر من 70 بالمائة، بتمويل من السلطة المحلية، وذلك لخدمة مرور سيارات النقل الثقيل وتخفيف الازدحام، إضافة إلى تسهيل الدخول والخروج إلى ميناء الشحر السمكي والذي يعد أكبر الموانئ السمكية في اليمن.

 

وزار رئيس الوزراء الدكتور أحمد عوض بن مبارك، محطة الفقيد المهندس عوض السقطري لتوليد الطاقة الكهربائية، بالشحر، وتعرف من مسؤولي المحطة والمهندسين على سير العمل فيها والتقنيات المستخدمة في التوليد بقدرة 40 ميجا وات، وتفقد عنبر المولدات الرئيسة والمبردات الخاصة بها، ومبنى معالجة الوقود وخزانات خزن الوقود المعالج والجاهز للضخ، وأكد أن ملف الكهرباء يحظى بأولوية في اهتمامات الحكومة ويجري العمل بالتنسيق مع السلطات المحلية على تنفيذ بدائل عملية أقل كلفة لزيادة القدرات التوليدية وتخفيف معاناة المواطنين.

 

وخلال زيارة دولة رئيس الوزراء للمتحف الثقافي للشاعر الراحل حسين أبوبكر المحضار، وصف الدكتور أحمد عوض بن مبارك، الشاعر الراحل حسين أبوبكر المحضار، بـ"فارس الكلمة المغناة ومبدعها الأول الذي شدا بكلماته الرقيقة وألحانه العذبة كبار الفنانين في اليمن والجزيرة والخليج، مؤكداً أن عطاءاته الثقافية والأدبية السخية، موضع فخر لحضرموت واليمن بشكل عام، حيث تجوب قصائده الشعرية والغنائية آفاق الشهرة.

 

وبعد ذلك أدى دولة رئيس الوزراء الدكتور أحمد عوض بن مبارك صلاة الجمعة مع جموع المُصلين في جامع ذهبان في مُديرية غيل باوزير، وعقب صلاة الجمعة، تبادل رئيس الوزراء التهاني مع جموع المصلين بمناسبة عيد الفطر المبارك، مُستمعاً إلى أحاديثهم وقضاياهم العامة والخاصة، مؤكداً أنه سيبذل كل الجهود وبالتعاون مع السلطة المحلية على إيجاد حلول عاجلة لها.

 

أكد رئيس الوزراء الدكتور أحمد عوض بن مبارك، أن تأسيس المدرسة الوسطى بمدينة غيل باوزير، مطلع أربعينيات القرن الماضي، والتي تخرج منها رجال الحركة الوطنية وكوادر الإدارة في اليمن، تجسد عراقة أبناء حضرموت في العلم والتاريخ والثقافة، مُستذكراً خلال زيارته إلى المدرسة الوسطى والمركز الثقافي للأنشطة التربوية والتنموية، الدور الذي لعبته المدرسة في إعداد الكوادر المتعلمة والذين تخرجوا أعلاماً في السياسة والثقافة والتعليم والاقتصاد الدبلوماسية، على مستوى اليمن وكانوا نخبة رجال الدولة والفكر.

 

ولدى مُغادرته حضرموت عائداً لعدن عبر مطار الريان، أكد رئيس مجلس الوزراء الدكتور أحمد عوض بن مبارك، على أهمية تسريع إعادة تأهيل المطار ووضع خطط لتطويره وتحسين خدماته، بما يتواكب مع استئناف الرحلات الدولية من المطار وإليه، وتسهيل رحلات المسافرين وخاصة المرضى والتخفيف من معاناتهم، للارتقاء بالميناء الجوي المهم وشريان الحياة لمواطني المحافظة والمحافظات المجاورة، موجهاً هيئة الطيران المدني بالتنسيق مع السلطة المحلية باتخاذ الإجراءات اللازمة لتطوير مطار الريان الدولي بما يتواكب مع التطورات الحديثة في مجال الطيران المدني.

 

وعلى جانب آخر، قال مُحللون سياسيون، إن زيارة بن مبارك لحضرموت زيارة مثمرة بكل المقاييس، حيث أشاروا إلى أنه اطلع خلالها على أحوال المواطنين وسير العمل الخدمي والتنموي في المحافظة، وشارك أبناءها أفراح عيد الفطر، وأشاد خلالها رئيس الوزراء، بالدور الذي تؤديه قيادة السلطة المحلية لخدمة المواطنين والمشاريع التي تعمل عليها من أجل تحقيق نقلة نوعية في الأداء، ما يُساهم في زيادة التعاون بين الحكومة والسُلطة المحلية في حضرموت، وهو ما ظهر جلياً في تأكيد بن مبارك على الحرص على ترجمة نتائج الزيارة إلى خطط عملية تنفيذية على الواقع في إطار العمل التشاركي بين الحكومة والسلطة المحلية.