أخبار وتقارير

من يدنس المساجد لن ينتصر للأقصى.. غضب ورفض جمعي واسع جراء سخرية الحوثي من جامع الصالح (تقرير)


       

تقرير عين عدن - خاص

 

لم تترك ميليشيا الحوثي شئيا في اليمن إلا وحاولت إفساده، بداية من ضرب النسيج الاجتماعي في البلاد، وتدمير الاقتصاد والعُملة المحلية، وتجنيد الأطفال، وزرع الألغام، والقضاء على موانئ اليمن من خلال الهجمات البحرية للميليشيا التي تزعم فيها نُصرة غزة، وصولاً إلى مساع ضرب الهوية الدينية لليمن واليمنيين وتطييف المواطنين في مناطق سيطرتها.

 

سخرية الحوثي من جامع الصالح

وفي صورة من صور إساءة الحوثي للهوية الدينية لليمنيين، ضجت مواقع التواصل الاجتماعي ومحطات التلفزة ومُحافظات اليمن قاطبة غضباً جراء سُخرية القيادي الحوثي حسين الأملحي، من جامع الصالح بصنعاء، وذلك خلال تصويره لمقطع فيديو من داخل المسجد الذي بُني في عام 2007 والذي يُعد أحد أشهر دور العبادة في البلاد، حيث قلل القيادي الحوثي من ذلك المعلم الديني مدعياً عدم منفعته، وداعياً إلى تحويله إلى ملعب للأطفال.

 

صرف النظر عن جريمة رداع

وعلى جانب آخر، اعتبر مُحللون سياسيون، أن سخرية القيادي الحوثي من مسجد الصالح ليس له علاقة بالسياسة من قريب أو بعيد بل له أسباب أخرى أبرزها محاولة ميليشيا الانقلاب صرف النظر عن الجرح الجديد الذي سببته الجماعة في نفوس اليمنيين بتفجير منازل المدنيين في رداع على رؤوس ساكنيها قبل أيام، وهي الحادثة التي تسببت بقتل وجرح نحو 30 شخصاً.

 

مقاومة ورفض جمعي لممارسات الحوثي

واعتبر مراقبون رد الفعل الواسع التي اشترك فيها الجميع بمختلف فئاتهم وتبايناتهم إزاء التصريحات الحوثية، نوعاً من المقاومة وإعلان رفض جمعي متنام لممارسات الجماعة الطائفية وامتداداً للسطو المُسلح الذي أحكمته على المساجد والمدارس والجامعات والمراكز الصيفية والرياضية والشبابية، كما أشاروا إلى أن ما قام به الأملحي تعبير بسيط عما يضمره الحوثيون للمجتمع ولرمزية الدولة ومعالمها الدينية والسياسية والاجتماعية والأكاديمية ما دامت لا تخدم مشروعهم المدعوم من النظام الإيراني.

 

فعل لن يجرؤ إسرائيلي على مثله

من جانبه، قال الناشط السياسي خالد بقلان، إن الحوثيين اختلقوا موضوع جامع الصالح بهدف جر الآلة الإعلامية صوبه لتجاوز جريمتهم وإرهابهم في مدينة رداع، بينما قال الكاتب وسفير اليمن لدى منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) محمد جميح، إن ما قام به الحوثي حسين الأملحي من إساءة وانتهاك وتدنيس لجامع الصالح، لن يجرؤ إسرائيلي على مثله، متسائلاً: "هل لهؤلاء صلات بالمساجد حتى يحرروا الأقصى؟".

 

محو كُل ما ينتمي لليمن واليمنيين

وقال السياسي كامل الخوداني، إن تصريحات القيادي الحوثي لم تكن مجرد أمنيات، بل إنه مشروع أساسي وجبهة حرب تستهدف طمس وتشويه كل ما ينتمي لليمنيين وتاريخهم وحقبات حكمهم وإنجازاتهم ابتداء من الرموز بكل أنواعها، سياسية وقبلية ودينية وثقافية وفنية، وانتهاء بالهوية المجتمعية والدينية والمعالم والآثار التاريخية والدينية، مُشيرا إلى أنها "ليست جماعة عشوائية، بل هي صاحبة مشروع يستهدف محو كل ما ينتمي لليمن واليمنيين واستبداله بمشروع آخر ينتمي لها فقط لا غير".

 

سلوك غير مُستغرب

وقال كامل الخوداني، إنه لا يستغرب ذلك السلوك من جماعة غيرت أسماء مدارس "الشهيد نشوان الحميري" و"علي عبدالمغني" و"سبأ" و"بلقيس" و"الثورة" و"صلاح الدين" و"الشهيد القردعي" و"الزبيري"، والقائمة تضم أكثر من 50 مدرسة كانت جميعها بأسماء رموز يمنية وثقافية وتاريخية وقد تم استبدالها بأسماء طائفية، كما أنزلت صور السلال والقردعي والثلايا وعلي عبد المغني، من رموز ثورة سبتمبر 1962 المعلقة على جدران المتحف الحربي، ورفعت بدلاً منها صور سليماني والمهندس وبدر الدين الحوثي.

 

من يدنس المساجد لن ينتصر للأقصى

في السياق، قال الإعلامي علي ناصر العولقي، في تغريدة على منصة "إكس"، إن "من يدنس المساجد في اليمن لن ينتصر للمسجد الأقصى"، و "جامع الصالح"، هو أكبر مسجد حديث في اليمن، وحمل الإسم نسبة إلى الرئيس السابق علي عبدالله صالح الذي بني في عهده، كما يعد وفقاً لتقارير عن المعالم الإسلامية واحداً من أجمل المعالم الإسلامية بنياناً.

 

بنيان ضخم يتسع لعشرات الآلاف من المُصلين

وبُني جامع الصالح على مساحة قدرها 222 ألفاً و500 متر مربع، ويشمل مبنى الجامع وكلية علوم القرآن والدراسات الإسلامية والباحة ودورات المياه ومواقف للسيارات ومساحات خضراء ظلت مزاراً للعائلات، وجرى بناؤه على النمط التقليدي المستوحى من العمارة اليمنية مع إضفاء لمسات عصرية، ويتسع لأكثر من 45 ألف مصلٍ، إضافة إلى مصلى خاص بالنساء يسع أربعة آلاف امرأة، ويتكون الجامع من صالة الصلاة الرئيسة بمسطح 13596 متراً مربعاً، ولها 10 أبواب رئيسة شرقية وغربية، وخمسة أبواب من الجهة الجنوبية تؤدي إلى الرواق الخلفي وصحن الكلية الشرعية ومنطقة دورات المياه، إضافة إلى ست مآذن أربع منها على جانبي الجامع بارتفاع 100 متر، ومئذنتان على جانبي الكلية الشرعية بارتفاع 80 متراً.