أخبار وتقارير

دراسة حول تأثير إغلاق الطُرق.. الحوثي وراء الكارثة الإنسانية والحكومة تحاول رفع المعاناة عن المواطنين (تقرير)


       

تقرير عين عدن - خاص

 

لازال إغلاق جماعة الحوثي الانقلابية للطُرق يتسبب في مُعاناة المواطنين اليمنيين الراغبين في السفر سواء للعلاج أو للتعليم أو للسفر وما إلى ذلك، حيث تسبب إغلاق الطُرق الرئيسية في قيام المواطنين بسلك طُرق وعرة غير آمنة تتسبب في الكثير من الأحيان في وفاة الكثير من المواطنين، مُتأثرين بحر الصحراء ونقص المياه والغذاء، حيث يحتاج السفر في هذه الطُرق إلى أيام طويلة وليالي كثيرة.

 

مخاطر تعرض لها ملايين المواطنين في مأرب

مُنظمة مُساءلة لحقوق الإنسان، من جانبها أطلقت دراسة خاصة عن تأثير إغلاق الطُرق الرئيسية في اليمن (طريق مأرب – صنعاء نموذجاً)، حيث تتبعت الدراسة التي أجراها فريق المنظمة مكامن تأثير إغلاق الطرق، بين مأرب والعاصمة المُختطفة صنعاء، كما رصدت أنواعه وأغلب المخاطر التي تعرض لها سكان مأرب والنازحين إليها والذين يزيدون عن أكثر من مليوني نسمة بالإضافة إلى وضع مجمل من الاستنتاجات والتوصيات، بما يخص معالجة التأثيرات الحاصلة إنسانياً واقتصادياً وتعليمياً واجتماعياً وصحياً.

 

إغلاق جميع الطُرق

وتشير المنظمة، إلى أن مُحافظة مأرب كانت لها ستة منافذ أو طرق رئيسة، غير تلك المُعبدة أو الفرعية وصولاً إلى البديلة، والتي أغلقت كلها وبقيت لها طريقان صحراوياً الأول باتجاه محافظة الجوف عبر صحراء الرويك، والأخرى باتجاه مديرية حريب من الاتجاه الجنوبي.

 

فتح اللواء العرادة للطُرق

ولفتت المُنظمة، أن الدراسة تأتي ضمن أنشطة منظمة مساءلة في الحشد والمناصرة لقضايا حقوق الإنسان، ومن أهمها حرية التنقل والحركة، وتتزامن مع تحركات مبذولة لفتح طريق مأرب نهم صنعاء، يقوم بها وسطاء محليين لفتح الطريق، كما أن السلطات المحلية أعلنت مبادرة لذلك أعلنها في 22 من فبراير الماضي، عضو مجلس القيادة الرئاسي محافظ محافظة مأرب اللواء سلطان العرادة، والذي أوضح الاستعداد التام لفتح الطرق الرابطة بين المحافظة والمحافظات المجاورة من أجل تخفيف معاناة المدنيين.

 

مخاطر أمنية

الدراسة أشارت إلى أن القيود المفروضــة على الحركة وإغلاق الطُرقات الرئيســية أعاقت من حرية تنقل المواطنين والنازحين، وعرضــت الجميع للكثير من المخاطر الأمنية، حيث يضـطر الناس بمختلف احتياجاتهم إلى المرور عبر مناطق ملوثة بالأسـلحة والألغام والعبوات الناسـفة،ناهيك عن تعرضهم للضياع في الطرق الفرعية والمجهولة المعالم أو التعرض لقطاع الطرق واالبتزاز او السرقة بل حتى القتل.

 

التأثير على عملية تسويق الخضروات والفاكهة

وبالنسبة للمخاطر الاقتصادية، أشارت الدراسة إلى أن كون محـافظـة مـأرب من أكثر المحـافظـات إنتـاجـاً زراعيـاً (خضــــروات وفواكـه) فقـد أثر قطع الطرق من عمليـة التســــويق إلى المُحافظات الأخرى، بينما يشـهد انخفاضـا  عند عرضـها في السـوق المحلي، ويقول أحد المشـتغلين في التسـويق الزراعي إن التأثير كبير كون عملية النقل تأخذ وقتاً طويلاً، مما يُعرض الخضـروات والفواكه للتلف في الصـحراء، وعند الوصـول إلى صـنعاء على

سـبيل المثال تكون أسـعار البضـائع المعروضـة متفاوتة ويتحكم بها السـوق الذي تصـل إليه خضـروات من محافظات أخرى، الأمر الآخر هو تكاليف النقل المضاعفة وفارق السعر بين عملة صنعاء ومأرب.

 

ارتفاع أسعار السلع

في الجانب الاقتصــادي أيضاً، أدى قطع الطُرق (حسب الدراسة) إلى التأثير على المواطنين المُســتهلكين من خلال رفع الأســعار، كما حد من وصــول مجموع المواطنين إلى الخدمات والأســواق، وأجبر الآلاف على الانتقال إلى محافظات بعيدة (البيضــاء شــبوة) للتســوق وتوفير الاحتياجات، بينما أثر قطع الطرق كذلك على القطاع االقتصــادي) من خلال التأثير على التجار والموردين والمزارعين على حد ســواء، فالتجارة الواردة إلى محافظة مأرب اضــطرت إلى اتخاذ طرق بديلة كما هو معروف، وهو ما أدى إلى ارتفاع تكلفة النقل، وكل ذلك يتحمل عبئها المواطن.

 

تفكك الأسر وتقسيم الأقارب

إغلاق الطُرق في اليمن سـاهم أيضًا (حسب الدراسة) بشـكل كبير في تفكك الأسر وتقسـيم الأقارب، حيث أدت العزلة الجغرافية الناتجة عن إغلاق الطرق

إلى تقليل فرص اللقاءات العائلية، واصـــبح التنقل والســـفر بين المحافظات اليمنية بل بين المديريات ضـــمن إطار محافظة واحدة صعب ومُكلف مادياً، مما شكل عائقاً رئيسياً أمام الأسر والأقارب لمشـاركة أفراحها وأحزانها، وتقليل الفرص للتواصـل المباشـر فيما بينها.

 

ذو الاحتياجات الخاصة الأشد معاناة

تنال متاعب الطرق حسب الدراسة هذه الفئة (المعاقين) أكثر من غيرهم، خاصة عند تنقلهم للعلاج، إذ يظلون في الصحراء بعد تعثر السيارات

التي يقلونها بسبب الرمال، كما أن طرق الصحراء خالية من خدمات المطاعم وغيرها، إضافة إلى أن تكاليف النقل مرتفعة وهو ما يدفع بعضهم لعدم السفر للعلاج لعدم المقدرة على دفع تكاليف سيارات الأجرة، الأمر الآخر أن ذوي الاحتياجات الخاصة يتعرضون لمضاعفات إما في تقرحات أجسامهم خصوصا الأطفال الذين يظلون لساعات طويلة في أحضان أمهاتهم وعلى وضعية واحدة.

 

المرضى والمصابون للموت أقرب

أما عن تأثير قطع الطرق على المرضى أنفسهم فيؤكد ممثل اللجنة الدولية للصليب الأحمر في اليمن (حسب الدراسة)، بأن القيود على الحركة

يعيق وصول المدنيين إلى الخدمات الأساسية مثل الرعاية الصحية والتعليم والمياه والصرف الصحي، ويشير بأن التأثير يُطال الفئات الضعيفة مثل النازحين والمرضى وهؤلاء يضطرون للسفر إلى مسافات طويلة للحصول

 على الرعاية الطبية العاجلة أو قد يضطرون للسفر عبر مناطق ملوثة بالأسلحة المتفجرة.

 

عدم وصول المُساعدات الغذائية لمُستحقيها

تعذر وصـول المسـاعدات إلى مُسـتحقيها، بل وانقطاعها الكامل أحياناً أولى المشــكلات التي ظهرت عقب قطع الطرق (حسب الدراسة) وهو ما يُمكن وصفه بالحرب الأخرى المضــافة على مجموع الســـكان، فبعد أن كانت مأرب تحظى بتدفق المســـاعدات الإغاثية ككتلة واحدة، أي جميعها تصــل إلى مركز المحافظة ثم يتم التوزيع والتقســيم على كافة المديريات والمخيمات، تواجه الإمدادات الإغاثية الآن صـعوبات في الوصـول إلى المُسـتحقين.

 

الحوثي وراء الكارثة الإنسانية

أما عن المتســبب بإغلاق الطُرق، فتشــير الدراسة إلى أن أغلب الاتهامات لجماعة الحوثي، التي ما زالت ترفض التعاطي مع هذا الملف،  بينمـا الحكومة تعمـل على إنهـاء معـاناة اليمنيين، وفي أحدث مبـادرة ما تم من قبـل عضــــو مجلس القيادة الرئاسـي محافظ مأرب اللواء سـلطان العرادة، وهي المبادرة التي تضـمنت فتح طريق مأرب نهم صـنعاء من جانب واحد، وهنا أكدت الدراسة، على أن إغلاق الطُرق قد تسـبب في مشـكلة إنسـانية لسـكان مأرب، فأصـبحت شـبيهة بــ"السـجن الجغرافي الكبير"، تشـبيها للحالة التي وصـلت إليها طرق مأرب، حيث تفاقمت معاناة المواطنين، ومعهم النازحين، كما ارتفعت تكاليف المعيشـة وتضـاعفت أجور المواصـلات والنقل، والتي بدورها زادت من الكارثة الإنسـانية معيشياً وصحياً وتعليمياً.