أخبار وتقارير

فتح العرادة لطريق مأرب صنعاء من طرف واحد بين صدق المُحافظ وتهرب ومُماطلة الحوثي (تقرير)


       

تقرير عين عدن - خاص

 
بعد سيطرة الحوثيين على محافظة الجوف في 2015، تحول الطريق الرابط بين صنعاء ومأرب لخط مواجهة ما أثر سلبًا على حياة المدنيين وتسبب في زيادة معاناتهم إثر لجوئهم إلى سلوك طريق صحراوي تسبب خلال سنوات بحصد أرواح الكثير من المسافرين، بسبب حوادث اصطدام السيارات والحافلات وتعطلها وانقطاعهم عن العالم بسبب غياب خدمة الإنترنت خلال الدخول والسير في الطرق الصحراوية وخاصة من يسافر من العوائل من النساء والأطفال والشيوخ بالباصات وسيارات الدفع الرباعي.
 

العرادة يفتح الطريق من جانب واحد

وخلال هذه الأيام دشن نُشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي حملة تُطالب بفتح الطريق الرابط بين مأرب المُحررة التي تُسيطر عليها الشرعية وبين العاصمة المُختطفة صنعاء التي تحتلها جماعة الحوثي، وهو ما استجاب له عضو مجلس القيادة الرئاسي محافظ مأرب اللواء سلطان بن علي العرادة، حيث أعلن عن فتح طريق مأرب صنعاء، من جانب واحد، مؤكداً على ضرورة “فتح جميع الطرقات في كافة المدن بما فيها الطرق المؤدية إلى مدينة تعز المحاصرة منذ 9 سنوات، لما تمثله اليوم من ضرورة ملحة خاصة في ظل المعاناة الكبيرة للمواطن اليمني في السفر عبر الطرق البديلة".
 

فتح الطُرق الأخرى 

وأبدى عضو مجلس القيادة الرئاسي محافظ مأرب اللواء سلطان بن علي العرادة، الاستعداد أيضاَ لفتح الطرق الأخرى (مأرب – البيضاء – صنعاء) وطريق (مأرب – صرواح – صنعاء) من جانب واحد، وتمنى استجابة الطرف الآخر (في إشارة للحوثيين) لهذه المبادرة التي تهدف بدرجة رئيسية إلى تخفيف معاناة المواطنين وتسهيل سفرهم وتنقلاتهم.
 

ترحيب بإعلان مُحافظ مأرب

ولقي إعلان محافظ مأرب اللواء سلطان بن علي العرادة، ترحيباً واسعاً في اليمن، رافضين محاولة الحوثيين الذين يسيطرون على العاصمة صنعاء منذ سبتمبر عام 2014 الالتفاف على مطالب الناس بالتهرب والتنصل عبر فتح طريق آخر لا يخدم المواطنين ويخدم سياسة الجماعة العسكرية.
 

غضب من رفض الحوثي فتح الطريق

وفي المُقابل، اثار رفض جماعة الحوثي، فتح الطريق الرئيسي الرابط بين “مأرب وصنعاء” عبر فرضة نهم، غضبا واسعا لدى اليمنيين على مواقع التواصل، خصوصا من المواطنين والنشطاء والسياسيين، مُعتبرين إعلان الجماعة فتح طريق آخر محاولة للتهرب من مطالبات المواطنين وحملتهم المستمرة منذ أيام.
 

الالتفاف على مطالب الناس

من جانبه، قال الإعلامي عبدالله أبو سعد، إن الحوثيين يرفضون فتح الطريق الدولي الرئيسي (مأرب – نهم – صنعاء) بالحديث عن تفاوض وطرق بديلة أخرى من أجل الالتفاف على مطالب الناس بفتح الطرقات ما يؤكد تقطيع أوصال البلد منهجية لديهم.
 

تجاهل الموالين للحوثي فتح العرادة للطريق

وتساءل الإعلامي بشير الحارثي، من جانبه، عن تجاهل الموالين للحوثيين من وصفهم بـ”الجدد” تصريحات محافظ مأرب وتدشينه فتح طريق صنعاء مأرب وعدم نشرهم هذا الخبر المهم رغم مطالباتهم في فتح الطرق أمام المواطنين بينما ينتظرون  أي تصريح لمليشيات الحوثي الإرهابية ويسارعون لنشره والترويج له حتى لو كان حول زيارة محمد الحوثي لسوق الإبقار.
 

فتح العرادة للطريق خطوة لتخفيف الاحتقان

من جانبه، قال سفير اليمن في منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، الكاتب والصحفي محمد جميح إن: "إعلان محافظ مأرب عن فتح طريق مأرب صنعاء من جانب واحد خطوة مهمة لتخفيف الاحتقان المجتمعي، وينبغي أن تقابل بالمثل".
 

تهرب حوثي ومُماطلة

بدوره، قال الصحفي عدنان الجبرني، إن إعلان "سلطان العرادة يتوّج اليوم مبادراته السابقة بفتح طريق مارب – نهم - صنعاء من جانب واحد، للتخفيف عن المسافرين، بينما تحاول الجماعة الحوثية التهرب والمماطلة للتشويش والتهرب من مطالب الناس".
 

مراوغة حوثية

الناشط والصحفي أحمد العباب، قال هو الآخر، إن "طريق مأرب  - فرضة – نهم – صنعاء هي الطريق الدولية الأسفلتية الرئيسية والأقرب إلى صنعاء بمسافة ساعتين فقط"، مُعتبراً مراوغة الحوثيين بفتح طريق صرواح صنعاء هدفها التهرب من المسؤولية بعد اعلان العرادة فتح الطريق، لأن طريق صرواح صحراوية، ولا تستطيع الناقلات والنقل الثقيل المرور عبرها".
 

الحوثي يتحمل المسؤولية

الشاعر والناشط اليمني عامر السعيدي، قال من جانبه: "بإعلان الشيخ سلطان العرادة فتح الطريق من طرف واحد، أصبحت الكرة في ملعب الحوثيين والمجتمع والمنظمات والنشطاء"، وأضاف: "أصبح الحوثي هو الذي تقع عليه نصف مسؤولية إغلاق الطريق، وأي مراوغة منه أو نفاق في تحديد وتسمية المسؤول سوف يفقد المناشدات قيمتها إذا لم تستطع تسمية المعرقل والإشارة إليه بشجاعة".
 

العرادة أوضح وأصدق من الحوثي

من جانبه، اعتبر الناشط اليمني الصحفي مجدي عُقبة، مبادرة اللواء سلطان العرادة أوضح وأصدق من مبادرة محمد علي الحوثي والشيخ طعيمان ( م)، مشيراً إلى أن "المراوغة والهروب من الحقائق تضعكم (الحوثيون) في دائرة الاشتباه"، وأضاف قائلاً: "العرادة أعلن فتح (طريق مأرب - نهم - صنعاء) من جانبهم رد عليه بفتح نفس الطريق من جانبكم مش تهرب إلى صرواح".
 

عوائق حوثية

واستمراراً للعوائق التي تضعها الحوثي دائماً أمام تنفيذ أي مُبادرات ترفع المُعاناة عن المواطنين رحب القيادي الحوثي محمد علي الحوثي، بما أعلنه العرادة، واعتبرها خطوة جيدة، لكنه اشترط الإفراج عن أسرى الجماعة وفتح طرقات أخرى ليس من بينها طريق “مأرب صنعاء"، في حين أعلن علي محمد طعيمان (المعين من قبل الحوثيين محافظاً لمأرب) عن مبادرة من طرف واحد لفتح طريق صنعاء ـ صرواح – مأرب، وهي طريق صحراوية لا تخدم المسافرين ولا تخفف من معاناتهم.
 

مئات الوفيات جراء إغلاق الحوثي للطُرق

وشهد طريق مأرب – صنعاء (175 كم) العديد من المعارك والاشتباكات والقصف والتدمير، مما أدى لإغلاقه أو تعطيله أو تحويل مرتاديه لطرق بديلة غير آمنة، كما يغلق الحوثيون أيضا الطرق الرئيسية التي تربط عدن بتعز، وكذلك التي تربط تعز بصنعاء والضالع بعدن والبيضاء بيافع، مما يجبر المدنيين على اللجوء إلى طرق جبلية خطيرة، تسببت في مئات الوفيات طوال السنوات الماضية.