أخبار وتقارير

أذهلني جدآ بمعلوماته الغزيرة.. مقبل الكوماني يكشف تفاصيل أول لقاء جمعه  باللواء حسن فرحان العبيدي


       

كشف الناشط مقبل الكوماني عبر حزنه الشديد لاغتيال اللواء حسن فرحان بن جلال العبيدي، رئيس دائرة التصنيع الحربي اليمني، داخل شقته بالعاصمة المصرية القاهرة، بعد يومين من اختفائه.

 

وروى الكوماني في مقال له نشره على صفحته الشخصية "فيس بوك" تفاصيل أول لقاء جمعه بهذه الشخصية العبقرية ومدى علمه الغزير في الشأن العسكري.

 

وإل نص المقال:

 

إغتيال العبقرية والطموح والأمل ،

إغتيال الحياة والمستقبل المشرق في زمن الظلام،

إغتيال روح الشباب المُفعمة بالمعلومة والإبداع والإنتاج والحلم ،

إغتيال عميد التصنيع الحربي وفيلسوفه وعرّابه الأول،

إغتيال العميد والشاطر/ حسن.

 

في العام 2010 كان أول لقاء جمعني به وذلك عن طريق إبن عمه وزميلي العميد /حسن علي بن جلال، كان اللقاء الأول ولكنه ظل جسرا ممدودا لا ينقطع مع تلك العقلية العبقرية والشغوفه في معرفة كل شيئ، مع ذلك الطموح والأمل الذي يشع من عينيه، مع كل ذلك الشغف والإبداع في روح ذاك الشاب الثلاثيني، مع الفيلسوف والعبقري والشاطر حسن؛ والذي أطلقت عليه حينها لقب أديسون الحرس الجمهوري وبورسين الأسلحة والتصنيع الحربي .

يومها كنت شغوفا لمعرفة المزيد منه عن تلك المدرعات جلال ١،وجلال٢، وجلال٣، والتي كانت حينها حديث الوسط والناس وخاصة العسكريين، من هذا وكيف صنع هذا؟ ، وبعد أن أعطاني شرحاً مفصلاً عن لمساته وإبداعه في صنع تلك المدرعات أخذت إستراحة قصيرة ظاناً ان تلك هي أقصى حدوده المعرفية والإبداعية،فإذا بي أتفاجأ به وهو ينتقل بمجرى الحوار والنقاش من التصنيع الحربي والمدرعات التابعة للقوات البرية إلى الطيران والقوات الجوية.

 

 

فقلت له حينها ممازحاً... لااا أما الطيران والقوات الجوية فهذا ملعبنا يا حسن وأحسن لك خليك على القوات البرية والمدرعات،أبتسم وقال لي ممكن تشرح لي يا كابتن مقبل كيف تطير الطائرة؟

 

طبعا أنا في ملعبي ومستحيل يغلبني فيه، لكنني تفاجأت أنني أمام "رايت" جديد غير الأخوين رايت، وأمام عقلية عبقرية وفذة مستحيل ان تستسلم أو تنهزم،بعد أن أجبت عن سؤاله وشرحت له شرح مطول عن كيف تطير الطائرة وعن علم الأيروديناميكا الذي هو الأساس في عملية الطيران ونقل الطائرة من الأرض إلى السماء وعن أجهزة الإقلاع... وعن وعن وعن... الخ، أبتسم ابتسامة أحسست ان وراءها فخ كبير لي، فقال لي كلامك سليم يا كابتن مقبل ولا غبار عليه، ولكن قل لي الجهاز الفلاني في الطائرة "وسمى هذا الجهاز بإسمه"..!! حتى صدمني واكمل حديثه قائلا هذا الجهاز يعتبر أحد العوامل الرئيسية في حركة الطائرة في الجو ويعتبر من أجهزة الأيروديناميكا للطائرة.. وهنا كانت الصدمة الأخرى لي... كيف يعرف اسم هذا الجهاز وكيف يعرف علم الأيروديناميكا.. ؟!

 

 

لم أكن أعلم بأن هناك صدمة أخرى وضربة قاضية سيوقعني بها أرضاً، وذلك حين سألني عن كيفية وآلية عمل هذا الجهاز في الجو مع سرعة السيال الهوائي المنساب على جسم الطائرة والذي يشكل عامل رفع ونزول في التحكم بالطائرة.

 

 

فقلت له وكلي ثقة بأن هذا الجهاز يشكل عامل قوى مع السيال الهوائي وبالتالي على الطائرة نتيجة حركته كذا أو كذا عندما يقوم الطيار بتحريك العصا في الاتجاه كذا... وهنا كانت الضربة القاضية حينما فاجئني وقال لي بكل أدب بل عندما تتحرك عصا القيادة بإتجاه كذا فإنه يتحرك كذا ويتم كذا وكذا،حينها أخذتني العزة بالتخصص وقلت له لاااا.... بل يحدث كذا وكذا، فقال لي راجع نفسك، فقلت له مراجع جاهز رغم ان كلامه اربكني وشككني في معلوماتي وكان عندي شك كبير بأن كلامه هو الصح ولكن قلت بيني وبين نفسي قد خرجت الكلمة خليك عليها مهما كانت النتائج لان غرضي الأساسي هو معرفة أين تكون آخر حدوده المعرفية... والأهم من هذا كله هو ليس المعلومة التي أعطاني أو معلومتي التي اعطيتها اياه، ولكن الصدمة هو في كيف عرف هذا الجهاز وكيف شرح لي آلية عمله بالمسطرة، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على عقلية عبقرية نظيفة وفذة وتمضي في طريقها الصحيح..

 

أقسم بالله يا جماعة إنه أستفزني وأذهلني جدآ بمعلوماته الغزيرة في كل شي، مما أضطرني للدخول معه في رهان وقلت له بكره معي طيران وسأقوم بتشغيل الجهاز وأرى إن كان كلامك صح أم كلامي.

 

وبالفعل يشهد الله اني اليوم الثاني دخلت وانا غير مركز على الطلعة وكل همي كيف أثبت أن كلام الشاطر حسن غير صحيح... ولكني صدمت فعلا عندما قمت بتشغيل الجهاز ورأيت انه يتحرك ويعمل كما شرح الشاطر حسن تمامآ... حينها أخذت تلفوني ويشهد الله اني اتصلت عليه من داخل كبينة الطائرة قبل أن اتدحرج للاقلاع وقلت له أنا اقدم لك شديد إعتذاري يا حسن وكلامك عين الصح وقد ربحت الرهان، فضحك ضحكة كبيرة وقال لي هيا عليا الحرام انك ضيفي غداء وقات... وكانت تلك العزومة وتلك التخزينة هي آخر لقاء لي مع هذا الهامة العبقرية..

 

 

قبل قليل وصلني خبر من مواقع التواصل الاجتماعي هز كياني ولا زالت جميع اعضائي ترتعش من هول هذه الصدمة التي تقول بأن هذا الهامة وهذه العقلية الطموحة غادرت الحياة، نعم... غادرت الحياة وغادر معها الطموح والحلم الذي كان يتمنى ان يصنعه الشاطر حسن خدمة لبلاده.

 

أغتالته أيادي الغدر والخيانة وهي تظن أنها تغتال حسن، بينما لا تعلم بأنها أغتالت حلم جميل وطموح شاب نبيل كانت البلاد في أشد الشوق واللهفة في إنتظار تحقيقه..

 

إنها لعنة الحرب ولعنة أصحاب الحسابات الضيقة والرخيصة.

 

المجد والخلود لروحك وعبقريتك يا صديقي .... ولا نامت أعين الجبناء.