أخبار وتقارير

"مسام" بين تحرير المدارس من أسر ألغام الحوثي وإنشاء مشروعات كهرباء وإنقاذ القطاعات الحيوية (تقرير)


       

تقرير عين عدن – خاص

يواصل "مشروع مسام لتطهير الأراضي اليمنية من الألغام" مثابرته الإنسانية اللامسبوقة في سبيل تأمين الأبرياء من آفة ألغام الحوثي الفتاكة في اليمن، دون أن يدخر من أجل ذلك جهداً ولا خبرة ولا إمكانيات إلا ويسخّرها لصالح تحقيق إنجازات موسعة ونوعية لصالح اليمنيين على الأرض،  وذلك بعدما تحولت هذه الألغام لما يشبه "الزرع الشيطاني" الذي لا يعلم أحد أماكن زرعها وهو ما يُزيد من خطورتها القاتلة عل المدنيين العُزل.

 

آلاف الألغام وتطهير أكثر من مليون متر

وفي هذا الإطار أصدر المركز الإعلامي لمشروع "مسام" لنزع الألغام في اليمن تقريره الشهري، عن يناير 2024م، والذي بين أن إجمالي ما تم نزعه في هذا الشهر، 4245 لغماً وقذيفة غير منفجرة وعبوة ناسفة، حيث تمكن من نزع 3625 ذخيرة غير منفجرة، و580 لغماً مضاداً للدبابات، بينما بلغ إجمالي المساحة المطهرة خلال نفس الشهر 1.214.905 متراً مربعاً من الأراضي اليمنية.

 

نزع مُتفجرات من مُخلفات الحرب

ولأن لغة الأرقام هي الواجهة الناصعة والمشرفة والمبرهنة على إنجازات "مسام" على الأرض، فقد أعلن الفريق 19 "مسام" عن تمكنه من نزع 285 قذيفة غير منفجرة من مخلفات الحرب في جبل المبرزة في منطقة العرضي، بباب المندب، كما تم إتلاف 300 لغماً وذخيرة غير منفجرة وعبوة ناسفة.

 

حملات توعية

من جانبه، أثنى الدكتور معمر سعيد، مسؤول العيادات الخارجية في مجمع العرضي الصحي، على الدور الذي تقوم به فرق مسام في منطقة العرضي، من خلال استخراج الألغام في المناطق المأهولة بالسكان، بالإضافة إلى حملات التوعية التي تقوم بها الفرق لتوضيح خطورة هذه الألغام وضرورة الإبلاغ عنها، مما يسهم بشكل كبير في تقليل أضرار مخلفات الحرب ورفع وعي المجتمع تجاه هذه الأجسام الغريبة.

 

استكمال مشروع نقل الكهرباء

وبفضل الجهود الإنسانية لـ"مسام" تمكن 20 ألف نسمة في 5 مناطق بمديرية عسيلان من التنعم بخدمات الكهرباء، ففي محافظة شبوة، حرمت الألغام العديد من المناطق في مديرية عسيلان من خدمات الكهرباء لأكثر من 5 سنوات بسبب تعثر استكمال مشروع نقل الكهرباء، وهي مأساة أنهاها "مسام" بعد تأمين هذه المناطق من الألغام.

 

إنشاء محطة طاقة شمسية في الجحبر

وعلى جانب آخر، أعلن الفريق 26 "مسام" عن تمكنه من تأمين وإنجاز 70% من المساحة المخصصة لإنشاء محطة الطاقة الشمسية في منطقة الجحبر، بمديرية الخوخة في محافظة الحديدة، حيث تعد محطة الطاقة الشمسية في الخوخة إنجازاً مهماً يسهم في تعزيز قدرة السلطة المحلية على توليد الكهرباء المتجددة وتحسين البنية التحتية للطاقة في مديرية الخوخة.

 

مشروع كهرباء مديرية عسيلان جباح

وفي تصريح خاص بمكتب "مسام" الإعلامي، أكد مدير عام مشروع كهرباء عسيلان المهندس محمد مبارك، أن مشروع كهرباء مديرية عسيلان جباح، يُعد من المشاريع الحيوية التي تهدف إلى توفير الخدمة الكهربائية لأكثر من 20 ألف نسمة في 5 مناطق بمديرية عسيلان ومع ذلك، وقد تعرض هذا المشروع لتعثر كبير بسبب الألغام التي زُرعت على طول خطوط نقل الكهرباء من قبل مليشيات الحوثي، ونتيجة لذلك، تم تعليق أعمال المشروع وتأخير توصيل الكهرباء إلى المناطق المتضررة.

 

مدارس في أسر ألغام الحوثي

وتُعاني العديد من المدارس اليمنية في عدة محافظات، من وقوعها في أسر أطواق الألغام وقد تحولت إلى ساحات لسفك دماء الأبرياء، ففي محافظة تعز، تم تلغيم 85 مدرسة، حيث تعرضت 30 مدرسة للتدمير الكامل، و55 مدرسة للتدمير الجزئي، ووفقاً لمشرف فرق مشروع "مسام" بتعز، فإن عدد ضحايا الألغام يصل إلى 221 طالباً وطالبة، بينهم قتلى وجرحى.

 

الألغام تحرم آلاف الطُلاب من التعليم

وفي محافظة مأرب، والتي تحتضن أكبر تجمع للنازحين في اليمن بمعدل يصل إلى 60٪ من النازحين الموزعين على أكثر من 200 مخيم، تسببت الألغام بحسب تقرير حقوقي صادر عن مكتب حقوق الإنسان بالمحافظة في حرمان أكثر من 54 ألف طالب وطالبة من حقهم في التعليم بعد استهدافها لـ195 منشأة تعليمية في المحافظة.

 

تدمير كامل لـ21 منشأة تعليمية

وتكشف الأرقام التي رصدها مكتب حقوق الإنسان بمأرب استهداف الحوثي لهذه المنشآت التعليمية في مأرب بالقصف بالصواريخ أو التفجير أو الاقتحام والاستخدام العسكري، وقد أدى هذا الاستهداف إلى تدمير كامل لـ21 منشأة تعليمية وتدمير جزئي لـ78 مدرسة ومنشأة تعليمية، وتم استخدام 35 مدرسة تعليمية للأعمال العسكرية والتدريب وتخزين الأسلحة والألغام، ولا تزال تستخدم في الأعمال العسكرية.

 

"مسام" يُنير حياة اليمنيين بالأمل

وأمام هذا الوضع الإنساني المأساوي والسوداوي، بادر مشروع "مسام" ليكون كما اعتاده اليمنيون مصدراً لإنارة الحياة بالأمل، حيث قال مدير مشروع كهرباء عسيلان جباح: إن فرق "مسام" قامت بجهود هائلة للتعامل مع هذه المشكلة الملحة وتم تنظيم عمليات المسح والتطهير والتخلص من الألغام بشكل دقيق ومنهجي، مما سمح بتأمين خطوط نقل الكهرباء، حيث سمحت هذه الجهود الإنسانية بعودة العمل على إعادة تأهيلها لتشغيلها مرة أخرى، ودبت الحياة مجدداً في هذه المناطق بفضل هذا المشروع الرائد، كما استطاع مشروع "مسام" خلال السنوات الماضية من عمله الإنساني تأمين عدد كبير من المدارس في عدة محافظات وإعادة العملية التعليمية إليها.

 

الحوثي لا تتوقف عن نشر الموت

وكان مدير عام مشروع "مسام" لنزع الألغام أسامة القصيبي قد أوضح في تصريحات صحفية أن النهج الحوثي غير المسبوق في نشر العبوات الناسفة التي تجاوزت العقل، وكذلك وسائل الإيغال المبتكرة في القتل، تارة بالخدع والتمويه والإخفاء، وتارة بطريقة دسها في أكناف مزارع ومنازل ومدارس وبيوت المدنيين، لا يعرف التوقف عن نشر الموت".

 

10 آلاف ضحية

وأضاف مدير عام مشروع "مسام" لنزع الألغام أسامة القصيبي: "اليوم نتحدث عن نحو 10 آلاف ضحية مدنية وجرحى ومبتوري الأطراف في مختلف محافظات البلاد، وفقاً البرنامج الوطني للتعامل مع الألغام"، كما قال القصيبي في هذا السياق: "مسام" وحده أزال خلال 5 سنوات ونصف السنة في اليمن أكثر من 8 آلاف عبوة ناسفة".

 

قطاعات حيوية كادت تُشل

وأشار مُطلعون إلى أن كُل القطاعات ذات البعد الحيوي مثل الصحة والتعليم والاقتصاد وغيرها كادت تشل بسبب هذه الجائحة الملغومة، حيث يصعب تشغيل المستشفيات بكفاءة، وتتضاءل فرص التعليم والتدريب، وقد تأثرت الأعمال والمشاريع، كما يتسبب انقطاع الكهرباء الطويل في نقص الفرص وتدهور الحياة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية في المناطق المتضررة.

 

تطهير أكثر من 54 مليون متر مُربع

وفي النهاية، يُشار إلى أن إجمالي ما تم نزعه منذ انطلاق عمل مشروع "مسام" نهاية يونيو 2018 وحتى الآن، قد بلغ 431.054 لغماً وذخيرة غير منفجرة وعبوة ناسفة، زرعتها ميليشيا الحوثي بعشوائية في مختلف المحافظات اليمنية، وقد وصل إجمالي المساحة المطهرة 54.081.649 متراً مربعاً، منذ انطلاق المشروع وحتى اليوم.