أخبار المحافطات

إيران تُمهد إعلامياً.. تصعيد الحوثي داخلياً بين إشعال حرب جديدة ضد اليمنيين ومحولة إحراز تقدم ميداني (تقرير)


       

تقرير عين عدن - خاص

وكأن جماعة الحوثي وجدت في "أحداث غزة" ضالتها ومُنقذها مما آلت إليه الأمور في مناطق سيطرتها وازدياد الضغط الشعبي عليها، فاستغلت الجماعة مأساة إشقائنا في غزة وكامل فلسطين أسوأ استغلال لما يخدم مصالحها وأهدافها، وذلك عبر تحشيد المُقاتلين والمُتعاطفين مع غزة نحو جبهاتها الداخلية، ما يُنذر بجولة جديدة من الحرب والصراع بعد تهدئة شاملة شهدتها البلاد قبل حوالي عامين.
 

إنتاج حرب جديدة ضد اليمنيين

وحسب مُراقبين، فإن التصعيد الحوثي في الجبهات الداخلية، ليس إلا محاولة للبحث عن شرعية داخلية لإنتاج حرب جديدة ضد اليمنيين، لا سيما مع تأجيل توقيع المبادرة السعودية للسلام التي كانوا قد توصلوا إليها في الرياض مع الوساطة العمانية؟، حيث تسعى الجماعة لتصوير، معركتهم اليوم مع قوات الشرعية كجزء من المعركة المزعومة التي انخرطوا بها في البحر الأحمر وخليج عدن، والتي وفرت ذريعة للولايات المتحدة للسيطرة على البحر الأحمر بحجة حماية الملاحة الدولية.
 

محاولة إحراز تقدم ميداني

وخلال الأيام الأخيرة، هاجمت جماعة الحوثي (وكيل إيران في اليمن)، عدداً من المناطق الواقعة تحت سيطرة الشرعية في عدة مُحافظات أبرزها جبهات محافظة شبوة ومأرب، بدرجة أولى تليها الجوف، وتعز بدرجة ثانية، كما حاولت، من خلال هذه الهجمات إحراز تقدم ميداني مباغت في عدد من الجبهات والسيطرة على مناطق جديدة واستعادة أخرى خسرتها مرتين سابقتين في كل من بيحان بمحافظة شبوة والبقع بمحافظة صعدة، حيث استشهد وأصيب عدد من جنود الجيش اليمني وقوات العمالقة في مأرب وشبوة، فيما لم تُعلن جماعة الحوثي عن هجماتهم أو خسائرهم.
 

مساعي الحوثي وإيران إشعال الحرب الداخلية

وفي نفس الإطار، أقام الحوثيون قبل أيام مسيرة من البيضاء وذمار إلى حدود مأرب تحت مزاعم نُصرة فلسطين، ولكن في الواقع هي مسيرة هدفها تعزيز الجاهزية القتالية، حيث قال زعيم الحوثيين "عبدالملك الحوثي"، إنه جرى تدريب أكثر من 160 ألف يمني استعداداً لما قال عنه نُصرة فلسطين، وذلك بالتزامن مع نشر وسائل إعلام إيرانية، تقارير تتضمن مزاعم عن نية القوات الحكومية اليمنية شن هجمات ضد قوات الحوثي في جبهات القتال الداخلية، وذلك في محاولة لإشعال الحرب الداخلية من جديد، حيث زعم على سبيل المثال موقع “مشرق” الإيراني في تقرير، "أن الدول الغربية تحاول إنقاذ النظام الصهيوني وتفعيل جبهات الصراع من جديد، حتى تضطر قوات الحوثيين “إلى استخدام جزء كبير من قوتهم للقتال الداخلي".
 

إنتاج حرب جديدة ضد اليمنيين 

من جانبها، اعتبرت الحكومة، التصعيد الداخلي للحوثيين، محاولة حوثية للبحث عن شرعية داخلية لإنتاج حرب جديدة ضد اليمنيين، حيث قال وزير الإعلام معمر الإرياني، إن استمرار تصعيد الحوثيين في الجبهات الداخلية وسط عمليات التحشيد المتواصلة للمقاتلين والعربات والأسلحة والذخائر، تأكيد على "استمرار الحوثيين في استثمار التعاطف الشعبي مع مأساة الشعب الفلسطيني لحشد المقاتلين وجمع الأموال، وتوجيه تلك الإمكانات للتصعيد القتالي وقصف المدن والقرى وقتل اليمنيين".
 

تصدي قوات الشرعية لهجمات الحوثيين

وذكر الوزير مُعمر الإرياني، أن "الحوثيين شنوا هجمات على مواقع ألوية العمالقة بمديريتي حريب وبيحان في محافظة شبوة، تم التصدي لها وإلحاق خسائر فادحة بقواتهم، كما صد الجيش الوطني هجوماً شنته الميليشيات باتجاه سلسلة جبال رشاحة الاستراتيجية في مديرية البقع بمحافظة صعدة وكبدها خسائراً في الأرواح والعتاد، وفي محافظة الجوف شنت الميليشيات عملية واسعة على امتداد جبهات الأجاشر- الأبتر- طيبة- الاسم- اليتمة- الغريميل تم التصدي لها وإفشالها".
 

تحذيرات أممية

من جانبه، حذر المبعوث الأممي هانس غروندبرغ، من "استئناف القتال في عدد من الجبهات في اليمن بعد هدوء نسبي استمر منذ أبريل 2022 يمثل تهديداً حقيقياً لكل جهود التسوية"، حيث قال في بيان له، عقب اختتام جولة خليجية، إن "التصعيد الحوثي يضرب عرض الحائط بكل ما تحقق خلال الفترة الماضية من جهود إقليمية وأممية ودولية التي انتهت إلى تحقيق ما يمكن اعتباره خفض تصعيد شهدت خلاله الأوضاع الإنسانية للمدنيين هناك تحسناً نسبياً وصولاً إلى إعلان أممي بتوافق الأطراف اليمنية على خريطة طريق للتسوية"، كما أشار إلى أن استئناف القتال، بالتزامن مع التصعيد في البحر الأحمر، سيدخل الأزمة اليمنية في نفق جديد إذا لم يتم احتواؤه.