أخبار وتقارير

هجمات الحوثي البحرية.. رصاصة في الاتجاه الخاطئ (تقرير)


       

تقرير عين عدن – خاص

 
لازالت هجمات الحوثي البحرية تُزيد من مُعاناة اليمن واليمنيين على كافة المستويات، سواء على مستوى زيادة أسعار المواد الاستهلاكية أو تضرر العاملين في مجال الصيد وغير ذلك، وفي المُقابل تستفيد الولايات المُتحدة الأمريكية وحُلفاؤها من هذه الضربات في عسكرة البحر الأحمر وباب المندب، فالضربات الحوثية حتى الآن لم تقتل أو تُصيب أياً من جنود واشنطن وبريطانيا ولم توقف العدوان الإسرائيلي على غزة.
 

أزمة وقود تطرق الأبواب

خسارة جديدة لليمن من جراء ضربات الحوثي مُتمثلة في "أزمة وقود" تطرق الأبواب بقوة في بلادنا، وذلك بعدما عززت مُستجدات الأحداث المتصاعدة من مخاوف اليمنيين في مختلف المدن والمناطق من انعكاس ذلك على واردات اليمن وتراجع المعروض من الوقود وارتفاع تكاليف استيراده وأسعاره في الأسواق المحلية.
 

حالة هلع في أوساط المواطنين

وفي السياق، تعيش صنعاء ومدن يمنية أخرى واقعة تحت سيطرة الحوثي أياماً عصيبة اندفعوا فيها إلى محطات البنزين للتزود بالوقود تحسباً لأزمة متجددة في المشتقات النفطية بعدما مروا بليالٍ صعبة وذلك عشية الهجوم الأميركي البريطاني في 11 يناير بعد تشكيل ما يسمى بتحالف الازدهار لحماية السفن في البحر الأحمر وباب المندب من هجمات الحوثيين، حيث سادت صنعاء حالة من الهلع في أوساط المواطنين.
 

مخاوف شح الوقود

أحد المواطنين في صنعاء تحدث عن أنه توجه صباحاً لإحدى محطات الغاز المنزلي لتعبئة قنينة الغاز بكمية طارئة، حيث كان ينتظرهم في المنزل لاجتماع عائلي أسبوعي اعتادوا عليه، وأضاف أنه فوجئ عند توجهه إلى أقرب محطة من موقع سكنه شمال غربي صنعاء بوجود طابور طويل أمام المحطة من قبل مواطنين يريدون تعبئة أكثر من قنينة لغاز الطهو المنزلي، الأمر الذي اضطره للوقوف في الطابور لمدة وصلت إلى أكثر من أربع ساعات حتى وصل دوره، إذ اضطر لطلب تعبئة 20 لتراً بدلاً من 5 لترات التي أرادها بشكل طارئ للتعامل مع المتطلبات المنزلية العاجلة.
 

ارتفاع الأسعار

وكانت جماعة الحوثي قد أقرت  في نوفمبر 2023، زيادة في سعر صفيحة البنزين (20 لتراً) من 9000 ريال إلى 9500 ريال، وذلك بسبب ما قالت عنه ارتفاع تكاليف الواردات، إلا أن مُطلعين على الوضع أشاروا إلى أن هجمات الحوثي وراء أزمة الوقود في صنعاء، كما تحدثوا عن أن الجماعة أرادت من وراء هجماتها تخفيف الضغط الشعبي عليها داخلياً، وخارجيًا لتحقيق هدف الدول الاستعمارية في عسكرة البحر الأحمر وباب المندب، مُعتبرين أن الجماعة التي نفذت هدف الصهاينة في تهجير يهود اليمن لدولة الاحتلال، لا يُمكن أبداً أن تقوم بعمل يؤذوا به الكيان الغاصب.
 

تداعيات خطيرة على اليمن ومصر ولبنان والأردن

وتعقيباً على ذلك، قال أشرف المنش، المحلل السياسي، إن هذه الحرب لها تداعيات خطيرة على مستوى الداخل اليمني أولا لأنها رفعت بالفعل أسعار السلع الغذائية في ظل أزمة متفاقمة أصلا، ووصل تأثيرها إلى الدول المطلة على البحر الأحمر وإلى دول مثل الهند والصين، كما أشار سعيد صادق، أستاذ علم الاجتماع السياسي بمصر، إلى أن ضربات الحوثيين، تسببت في تضرر مصر والأردن ولبنان، كما ستؤثر حوادث الاستيلاء على السفن بالبحر الأحمر أو تهديدها على معدلات النمو والاستثمار والبطالة والسياحة سلبا وسط ضغوط اقتصادية تضخمية كبيرة سابقا.
 

رصاصة حوثية في الاتجاه الخاطئ

ووفق وإحصائيات ذات صلة، فالحوثيون، حتى الآن أطلقوا رصاصة في الاتجاه الخاطئ، لم يصب عدوها بخسائر كبيرة كما تكرر البيانات الحوثية، ولكانت أصابت اليمن ذاته ودولا عربية وإقليمية كبرى، بأزمات نقص في العملة وارتفاع أسعار، فعلى سبيل المثال تأثرت حركة الملاحة في قناة السويس المصدر الرئيسي للعملة الأجنبية في مصر بانخفاض نحو 30% في الفترة من 1 إلى 14 يناير 2024، وانخفض دخل القناة بنسبة 40% عن نفس الفترة مقارنة بمثيلتها العام الماضي، بانخفاض عدد السفن المارة من 777 سفينة إلى 544 سفينة في الفترة نفسها.