أخبار وتقارير

كارثة تكشفها "مسام" حول ألغام الحوثي.. أخطر وأكثر مما زرعته إسرائيل بلبنان في 20 سنة (تقرير)


       

تقرير عين عد - خاص

كانت ولازالت الألغام التي زرعتها وتزرعها عناصر جماعة الحوثي في عموم الأراضي والمياه اليمنية الأزمة الأبرز والأكثر إلاماً للشعب اليمني أجمع، فهذه الألغام الشيطانية حولت اليمن إلى حقول موحشة بذرتها (ذراع إيرن في اليمن) بمئات الآلاف من الألغام والعبوات الناسفة التي تستهدف المدنيين في المقام الأول، في محاولة منها للقضاء على حاضر ومُستقبل اليمن، وعدم الاكتفاء فقط بما اقترفوه من جرائم، إلا أن مشروع المملكة "مسام" نجح إلى حد كبير في الحد من خطورتها.

 

الحوثي لم تترك منطقة إلا وزرعتها بالألغام

مُدير المشروع السعودي "مسام" لنزع الألغام، أسامة القصيبي، أشار في حوار صحفي إلى أن جماعة الحوثي حولت اليمن إلى أكبر أرض زرعت فيها العبوات الناسفة منذ الحرب العالمية الثانية"، مُضيفاً أن جماعة الحوثي لم تترك منقطة إلا وزرعتها، سواء مزارع أو بنى تحتية أو مناطق رعي أو مدارس وشواطئ ولا ينسحب من منطقة إلا بعد زراعتها بالألغام والعبوات الناسفة.

 

الحوثي تفوق على إسرائيل في زراعة الألغام

أسامة القُصيبي، أشار أيضاً إلى أنه أجرى مقارنة بين زراعة الحوثي للألغام في اليمن وزراعة الاحتلال الإسرائيلي للإلغام إبان احتلاله لجنوب لبنان "فبعد أن انسحبت وطردت من لبنان سلمت خرائط العبوات الناسفة التي زرعتها لقوات الطوارئ الدولية يونيفيل وبعد 20 سنة احتلالاً اعترفوا بوجود 388 عبوة ناسفة تم زراعتها"، مُضيفاً: "عندما نقارن 388 عبوة بعد 20 سنة احتلالاً فلا مجال للمقارنة"، خصوصاً والحديث هنا "عن (مسام) فقط فهناك سلاح المهندسين اليمنيين والجيش وقوات التحالف ومنظمات أخرى".

 

8 آلاف عبوة ناسفة في 5 سنوات ونصف

ودلل القُصيبي على الكم الهائل الذي ملأت به البلاد من الألغام بالإشارة إلى أن "مسام" وحده فقط أزال خلال خمس سنوات ونصف السنة في اليمن أكثر من 8 آلاف عبوة ناسفة، وهنا يعود إلى المقارنة بين الـ388 عبوة خلال 20 سنة احتلالاً إسرائيلياً، و8 آلاف عبوة ناسفة زرعتها ميليشيات الحوثي لإدراك الحجم الضخم لعبوات القتل المنتشرة في معظم المناطق اليمنية.

 

عمليات تمويه حوثية

وكشف مُدير المشروع السعودي "مسام" لنزع الألغام، أسامة القصيبي، عن إشكالية أخرى تتضمن عمليات التمويه الحوثية في زراعتها للألغام، إذ تتشكل الألغام كأحجار مخبأة تحت الرمال، وألعاب تترصد ضحاياها الصغار، كما أشار أيضاً إلى أن الألغام المزروعة في مناطق النزاع في الخارج معروفة الشكل والاستخدام ولكن في اليمن تدس ألغاماً على هيئة ألعاب للأطفال، والصخور تحمل في جوفها القتل، وتحول الحياة إلى لعبة مرعبة لا يعرف فيها أطفال اليمن النصر من الهزيمة.

 

عبوات الدبابات تفجر الأطفال

وأشار القُصيبي، إلى أن اليمن موقعة على معاهدة "أوتوا" لحظر استخدام الألغام الفردية "ولكن الحوثي تمادى أكثر بأن أخذ الألغام المضادة للمعدات واستخدم دواسة كهربائية وحول الضغط اللازم لتفجير هذا اللغم لنفس الضغط الخاص بتفجير الألغام الفردية"، بمعنى تحويل "لغم المعدة الذي يحتاج إلى 150 كيلوغراماً فما فوق لينفجر، فبواسطة الدواسة الكهربائية نزل الضغط اللازم للانفجار إلى 10 كيلوغرامات فقط"، قائلاً: "لك أن تتخيل نتيجة انفجار هذا اللغم بشخص صنع أساساً لإبطال معدة عسكرية، لن يبقى شيء من هذا الشخص وسيتحول أشلاء"، وأردف أن الألغام زرعت داخل فصول المدارس وآبار المياه ومناطق الرعي والزراعة والسواحل.

 

المُستهدف بهذه الألغام

وعن المُستهدف بهذه الألغام؟، أشار مُدير المشروع السعودي "مسام" لنزع الألغام، أسامة القصيبي، إلى أن المناطق المزروعة "بعيدة من جبهات القتال ولا يوجد فيها سوى الأهالي وبخاصة الأطفال والنساء والرجال الرعاة والصيادين"، مُشددا على أن "استخدام الألغام في المناطق السكنية هو نهج أول من استخدمه (داعش) في بداياته، ولكي يحكم المنطقة وسكانها يحكمهم بخوف ويحكم حركتهم ودخولهم وخروجهم، وهذا ما صار في اليمن".

 

استمرار الحوثي في زراعة الألغام

وأوضح مُدير المشروع السعودي "مسام" لنزع الألغام، أسامة القصيبي، أن مع كل المعاهدات التي صارت وكل ما يتم الحديث عنه في شأن السلام لم تؤثر هذه نهائياً على موضوع الألغام، والأهالي يبلغون بأن زراعة الألغام مستمرة، وأخيراً صدر تقرير عن تكثيف الألغام في الحديدة ولهذا زراعة الألغام مستمرة"، مُشيراً إلى أنهم في مسام قدروا أعداد الألغام الحوثية المزروعة من مليون إلى مليونين، ولكن لا أحد يعرف الرقم الحقيقي حتى تنتهي الأزمة وتنتهي عمليات نزع العبوات.

 

تطهير 53 مليون متر مربع من الأراضي اليمنية

وأشار أسامة القصيبي، إلى أن (مسام) تمكنت حتى الآن من نزع أكثر من 427 ألف لغم وعبوة ناسفة وقذيفة غير منفجرة، وتطهير ما يزيد عن 53 مليون متر مربع من الأراضي اليمنية حتى الآن، لكن في المقابل تستمر الزراعة ولكن لا أحد يعرف الكمية النهائية"، مؤكداً أن تربة اليمن المطمورة بمتفجرات الموت، قتلت حتى اليوم، نحو 10 آلاف ضحية مدنية وجرح وبتر أطراف آلاف آخرين في مختلف محافظات البلاد، وفقاً للمركز الوطني للألغام (حكومي) معظمهم يعانون ظروفاً إنسانية صعبة.