تحولت ألغام الحوثي في اليمن إلى ما يشبه "الجائحة الملغومة" التي تُمارس أبشع المكائد والجرائم الإنسانية، إلا أن مشروع مسام الذي أطلقه مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية يقف بالمرصاد لهذه الجائحة ويواصل يومًا بعد يوم مسيرة كفاحه الإنسانية من أجل تأمين حياة اليمنيين من أكبر "جائحة ملغومة" في تاريخ المنطقة برمتها.

 

آخر ما أعلنه مشروع مسام لنزع الألغام في اليمن حول جهوده ، ما ذكرته غُرفة عمليات المشروع، التي أشارت إلى أن القوات المختصة انتزعت أكثر من 2296 لغمًا خلال شهر ديسمبر، وأضافت غرفة العمليات، في بيان لها، أن الفرق أزالت الأسبوع الماضي 826 لغمًا أرضيًا.

 

وأكدت غُرفة عمليات مشروع مسام، أنه من بين ما تم انتزاعه ذخائر غير منفجرة وعبوات ناسفة، منها 681 ذخيرة غير منفجرة و116 لغمًا مضادًا للدبابات، و20 عبوة ناسفة، و9 ألغام مضادة للأفراد.

 

وكان المركز الإعلامي لمشروع «مسام»، قد اشار إلى أن إجمالي ما تم نزعه منذ انطلاق عمل مشروع «مسام» نهاية يونيو 2018 حتى الآن بلغ 426.090 لغمًا وذخيرة غير منفجرة وعبوة ناسفة، زرعتها جماعة الحوثي بعشوائية في مختلف المحافظات اليمنية، وقد وصل إجمالي المساحة المطهرة 51.082.121 مترًا مربعًا منذ انطلاق المشروع حتى اليوم.

 

وكان ماجد أبا العلاء، المستشار في وزارة الخارجية السعودية، قد اشار إلى أن مشروع «مسام» لتطهير الأراضي اليمنية من الألغام يخوض منذ اليوم الأول لبدء أعماله في اليمن سباقًا مع الزمن، وقال إنه بالرغم من التحديات التي يواجهها المشروع إلا أنه تمكّن من نزع مئات الآلاف من الألغام والذخائر غير المنفجرة وعبوة ناسفة، في حين وصل إجمالي المساحة المطهرة لما يفوق 51 مليون مترًا مربعًا.

 

وعلى جانب آخر جاءت زيارة مساعد الفريق السياسي والعسكري السعودي لدعم مجلس القيادة الرئاسي، المهندس عادل عبدالله النغيمش، إلى مكتب مشروع مسام في عدن، في إطار التعاون والتنسيق الوثيق بين الجانبين في جهود إعادة الحياة إلى اليمن، وتأمينها من الألغام والعبوات الناسفة، وتعكس التزام وحرص المملكة العربية السعودية على دعم اليمن، ومد يد العون لها؛ لتحقيق الاستقرار والأمن والتنمية.

 

وكان رئيس مجلس القيادة الرئاسي الدكتور رشاد العليمي، قد منح وسام الشجاعة للمشروع السعودي لتطهير الأراضي اليمنية من الألغام "مسام" التابع لمركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، حيث أوضح المستشار بالديوان الملكي المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، الدكتور عبدالله الربيعة،أن منح الوسام تتويج لإنجازات المشروع الكبرى في تطهير الأراضي اليمنية من الألغام بأنواعها والحد من أخطارها على الأرواح والممتلكات.

 

وعلى جانب آخر، أوضح المستشار بالديوان الملكي المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، الدكتور عبدالله الربيعة، أن المشروع استطاع منذ تأسيسه عام 2018م أن ينتزع مئات الآلاف من الألغام التي زُرعت بعشوائية في الأرجاء اليمنية لحصد الضحايا الأبرياء من الأطفال والنساء وكبار السن، كما أشار إلى أن المشروع يهدف كذلك لتدريب كوادر وطنية يمنية وبناء قدراتهم في نزع الألغام، ومساعدتهم على امتلاك خبرات مستدامة للتصدي للتهديدات المباشرة لحياة الأبرياء.

 

وقد أشاد أيضًا وزير الدفاع الفريق الركن محسن الداعري، بالدور الريادي لمشروع مسام في أزمة الألغام في اليمن؛ إذ قال: "إن حجم الألغام والكميات المهولة منها في اليمن تتطلب تعاونًا وتدخلاً كبيرًا لنزعها. ومشروع مسام يقوم بدور كبير من خلال انتزاع مئات الآلاف من هذه الألغام؛ إذ يبذل هذا المشروع الإنساني جهودًا جبارة لإنقاذ حياة الأبرياء من الألغام في اليمن".