أخبار وتقارير

البناء الثقافي.. "برنامج الحوثي" لتغيير هوية اليمنيات قسراً (تقرير)


       

تقرير عين عدن – خاص

 

يُعد "التطييف" هو أحد أهداف جماعة الحوثي في اليمن وذلك لتغيير هوية اليمنيين بما يتوافق مع سياسات الجماعة (التي تُعد ذراع إيران في اليمن) لتُحقق الجماعة من وراء ذلك هدف القضاء على عروبة اليمن وتحويلها إلى مُجرد تابع لنظام الملالي الفارسي في إيران ومن ثُم مُنفذ لأوامر طهران من حيث تحويل اليمن إلى مُنطلق للعمليات الإرهابية لتهديد التجارة الدولية ودول الجوار، حتى تصبح اليمن مُجرد ورقة ضغط إيرانية على المُجتمع الدولي.

 

دروس تعبوية ذات صبغة طائفية

آخر مشاهد محاولات التطييف الحوثية ظهرت مع إخضاع الجماعة مئات النساء في محافظة ريمة لتلقي برامج ودروس تعبوية ذات صبغة طائفية، بذريعة تنفيذ ما يطلق عليه برنامج «البناء الثقافي»، وضمن ما تسميه الجماعة تعزيز "الهوية الإيمانية"، وذلك وسط توسيع الجماعة نشاطاتها ذات الصبغة الطائفية في أوساط النساء من مختلف الأعمار في ريمة وبقية المناطق تحت سيطرتها لتطييف ما تبقى من فئات المجتمع.

 

مساعي إقناع النساء باقتناع أفكار الجماعة

مصادر محلية مطلعة في ريمة، تحدثت في تصريحات صحفية، عن قيام فرع الهيئة النسائية للجماعة الحوثية بإخضاع أكثر من 600 امرأة وفتاة في خمس مديريات تتبع المحافظة هي: الجبين، بلاد الطعام، السلفية، كسمة، الجعفرية، لتلقي برامج تعبوية مكثفة تهدف إلى إقناعهن باعتناق الأفكار الطائفية المشبعة بثقافة العنف والكراهية، وفق توجيه وإشراف ومتابعة القياديين البارزين في الجماعة زيد العزام مشرف عام المحافظة، ونائبه زيد الوزير.

 

الحضور قسراً

من جانبهن، اشتكت نساء في مُحافظة ريمة، شاركن ببرامج التعبئة الحوثي، من إلزام قيادات الجماعة لهن بحضور دورات وتلقي برامج ودروس تروج لأفكار الجماعة وتمجد زعيمها، وتؤكد أحقيته في حكم اليمنيين، حيث تحدثت إحدى النساء عن إجبارها وجموع من النساء من قبل الجناح النسائي المسلح للجماعة (الزينبيات) قبل نحو أسبوع، على الحضور قسراً لتلقي برامج ودروس طائفية، حيث تركز الجماعة الحوثية على الجانب الطائفي دون غيره من بقية الجوانب، خصوصاً المتعلقة بتدهور المعيشة وانعدام الخدمات؛ كتدهور الطرق وانقطاع الكهرباء واستشراء الفساد واتساع رقعة الفقر والجوع والبطالة، وتفشي عديد من الأمراض والأوبئة.

 

إجبار النساء على تقديم تبرعات

وهذه ليست المرة الأولى التي تحشد فيها الجماعة الإناث في ريمة بمختلف الأساليب لتلقي البرامج الطائفية، فقد سبق أن أخضعت الجماعة قبل أشهر ما يزيد على 50 امرأة في مديريتي «الجبين» و«بلاد الطعام» لتلقي دروس فكرية، بزعم تعريفهن طرق وأساليب مواجهة ما تسميه الجماعة "الحرب الناعمة"، حيث لا يقتصر الأمر على الإخضاع للتطييف، بل تجبر الجماعة النساء على تقديم التبرعات العينية والمشاركة بتجهيز قوافل غذائية لجبهاتها، وكان آخر ذلك شن الجماعة حملة لإجبار النساء في مديريات ريمة على التبرع بالحلي والمصوغات التي يملكنها بزعم نصرة غزة وتحرير فلسطين.

 

استنكار حقوقي

وعلى جانب آخر، يعد هذا السلوك الحوثي امتداداً لدورات سابقة أجبرت فيها الجماعة نساء في صنعاء وبقية مناطق سيطرة الجماعة على المشاركة قسراً بدورات تعبوية، كما يأتي متوازياً مع ارتكاب عشرات الجرائم والانتهاكات المتنوعة ضد اليمنيات في ريمة وبقية المناطق الواقعة تحت سيطرة الجماعة.

 

حملات التجنيد الإجباري

وكانت تقارير تحدثت عن ارتكاب الجماعة على مدى الأعوام المنصرمة آلاف الانتهاكات بحق النساء، بما في ذلك حملات التجنيد الإجباري، وإخضاعهن بالقوة لدورات طائفية وعسكرية مكثفة، وكذا ارتكاب جرائم بشعة بحقهن؛ كالاختطاف والحرمان من الحقوق والتعذيب والاعتداء والتحرش الجنسي، وفي أحدث تقاريرها، قالت منظمة «هيومن رايتس ووتش»، إن القمع ضد النشطاء الحقوقيين وناشطات حقوق المرأة في مناطق سيطرة الحوثيين، بلغ مستويات جديدة مرعبة.

 

الحُكم بإعدام ناشطة

وذكرت المنظمة أن الجماعة تواصل قمع حقوق الإنسان والحريات بدلاً عن تزويد الناس تحت حكمهم بالضروريات الأساسية مثل الغذاء والماء، مشيرة إلى أن الجماعة حكمت على ناشطة حقوقية بالإعدام بتهمتَي التجسس ومساعدة جهة معادية.

 

تغيير ثقافة المجتمع اليمني

وعلى جانب آخر، قال مراقبون، إن الجماعة الحوثية تهدف إلى استكمال تحركاتها الحثيثة لتغيير ثقافة المجتمع اليمني برمته وصبغها بأفكار طائفية، بمن فيهم شريحة النساء الأشد ضعفاً في اليمن، بينما اشار نُشطاء يمنيون عبرمواقع التواصل الاجتماعي، أن مساعي الحوثي لتغيير ثقافة وهوية اليمن لن تنجح أبدًا، كما أشاروا إلى أن اليمنيين مُتمسكين بهويتهم وعروبتهم إلى ابعد الحدود مهما حاولت جماعة الحوثي بدعم إيراني تغييرها.