أخبار وتقارير

الأعسم: انسحبت من عضوية المجلس الانتقالي عقب 365 يومُا من تأسيسه لهذا السبب


       

قال الكاتب الصحفي ياسر محمد الأعسم كنت انتقاليا  وعقب سنة تقريبا من تأسيس الانتقالي، حملت رسميا بطاقته، وبعد سنة تقريبا من العضوية، انسحبت.

وكتب الأعسم مقال له على صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي ولدت من أبوين جنوبيين، في عهد رئيس الكادحين (سالمين)، ومثل أبناء جيلي، جرفتنا تياراتهم، وصراعاتهم، ومؤامراتهم، حتى أمسينا قضية بلا وطن .

واستكمل قائلا: ذهبوا إلى الوحدة، فكنت يمنيا جنوبيا وحدويا، وبعد بطشهم، وكابوس نظامهم ، عدت مواطنا جنوبيا حراكيا، ومتهما كشرذمة انفصالية كما كنت جنوبيا مقاوما .. من الذين صمدوا في عدن، عندما غزتها جحافلهم، ومن الذين كبروا لنصرها، وسجدوا حمدا وشكرا لليلة تحريرها.

وكنت جنوبيا فخورا .. حضرت يوم استقبلوا المقاوم الشجاع (عيدروس الزبيدي) في عدن، واختاروه قائدا لقيادة المقاومة الجنوبية.

وكنت جنوبيا مفجوعا .. شهدت اغتيال المحافظ النبيل (جعفر) - رحمة الله تغشاه -   وربما خفف من أحزاني، ترشيح القائد (عيدروس) مكانه ، وغضبت حين عزلوه .. وكنت جنوبيا انتقاليا .. من لحظة صعود (عيدروس) منصة ساحة العروض، ملوحا لنا بيده ، ومن أول المفوضين، وباركت ميلاد المجلس بهتافاتي، وقلمي.

كنت انتقاليا مخلصا .. مؤمنا بالتحرير والاستقلال، ولم يهمني حينها، أن كان مشروعهم بلا رؤية، طالما الهدف، والمصير واحد.

كنت انتقاليا مثاليا .. بشريحة جنونية واحدة، ولم يهز ثقتي وجود متحزبين، واسماء أبو شريحتين ، وأن المخبرين في مقدمة صفوف المجلس، فالنبش لا يخدم القضية ، وكان من الضرورة طي الصفحة.

كنت انتقاليا متحمسا .. لم يزعجني تهميش واقصاء الشرفاء، والمناضلين ، والحراكيين الحقيقيين ، معتقدا أن المشاريع الوطنية العظيمة لا تقف عند الأشخاص ، وكلنا سياتي دورنا.

كنت انتقاليا من صميم وجداني .. معجبا بتكتيكاتهم، ولم يكن يراودني شك أن القاء بالسفير خطوة تاريخية، والاجتماع بمبعوث سيفتح الأبواب للقضية ، والجلوس على طاولة التفاوض انتصار ، ولم توسوس نفسي ، أنهم ربما يركبون المناصب ، ويزبطون الشعب، والقضية.

كنت انتقاليا بريئا .. مطمئنا أن تضحية الآف الشهداء لن تذهب هباء، وأن الجرحى لن يتعفنوا على فراشهم، وأن قائدنا سيكون أخا للأرامل، وأبا للأيتام.

 كنت انتقاليا بثوابت .. على يقين أن الجنوب بأيادي أمينة، وأننا قاب قوسين من استعادة دولتنا، وأن الشعب تنتظره حياة كريمة.

  كنت انتقاليا متفائلا .. قناعتي أن المجلس سيعيد الاعتبار لأبناء عدن،  كوادرها، ولن تخونهم عدالتهم.

كنت انتقاليا زاهدا متعبدا .. أراهم يزوروني في المنام ، وإذا هجاني أحدهم بتآلهة الأصنام ، أرد بنشوة، وثقة : " نحن لا نعبد البشر، ولكن نعرف قيمة الرجال " .

كنت انتقاليا طبلا .. مطبلا أصيلا، وكان ظني أنهم يملكون أجنحة الحرية ، ولكن أرهقني زحفهم، وتخبطهم.

واضاف قائلا بعد سنة تقريبا من تأسيس الانتقالي، حملت رسميا بطاقته، وبعد سنة تقريبا من العضوية، انسحبت فوجدت نفسي على هوامشهم، وفي زوية رمادية، وأكتشفت أن مشروعهم صغير، وأنهم اكتفوا بالحاشية.

طالما كان التحزب قيدا نكرهه، ولكني حسبته كيانا شعبيا يمثلني ، أكثر من كونه نهجا سياسيا، يشرع اللعب بالبيضة، والحجر .

كانت تجربة حية، وقد هذبتني، وبراءتني من عدم المبادرة ، ولا اسجل ندمي ، بقدر شعوري بالخيبة تصفعني في كل مرة.

واختتم قائلا لن نخرق السفينة، ولكن لأبد من عقد اجتماعي جديد في الجنوب .